»صاحبي الذي ضل.. صاحبي الذي غوي« هي المجموعة القصصية الجديدة للدكتور فهمي عبدالسلام، وهي صادرة عن الدار للنشر والتوزيع. والدكتور فهمي عبدالسلام أستاذ جامعي في كلية طب الأسنان، وهو في نفس الوقت قارئ نهم للأدب والفلسفات المعاصرة، وعاشق للقصة القصيرة. وهو في هذه المجموعة القصصية يبحر بنا إلي عالم المهمشين والمقهورين والمسحوقين، ويتناول بعض القضايا التي تهم المجتمع وما يعج به هذا المجتمع من نصابين وطغاة. ومهمة الأدب هو أن يحدث الناس عن الناس كما يقول تولستوي.. ومن هنا نري أن هذا الأدب هو المرآة التي تعكس مافي المجتمع من خير وشر.. وهدي وضلال.. وآمال ويأس.. وقصة (صاحبي الذي ضل.. صاحبي الذي غوي) والتي جعلها المؤلف عنوانا لمجموعته القصصية تدور حول طبيب يعمل في أحد المستشفيات، ويمتاز بالدقة في عمله في معمل التحاليل الطبية، ويرتقي في عمله الوظيفي حتي يصبح نائبا لمدير المستشفي ولكن ينكشف أمره في النهاية علي يد طبيبة جديدة جاءت لترأس قسم التحاليل الطبية.. الدكتورة سعاد والتي تكتشف أنه لم يحصل علي بكالوريوس الطب لا الماجستير الذي كان يدعي أنه حصل عليه، وينهي المؤلف هذه القصة بعد سرد فني جميل، أن بطل القصة (حسين) أصر في المحضر الرسمي أن يقول أنه وجد الشهادة الذي عين بمقتضاها في المستشفي بالمصادفة في طب قصر العيني وأنه لايتذكر صاحبها الأصلي. وفي بقية قصص المجموعة.. نلاحظ قدرة المؤلف علي القص الفني، والسرد الممتع، ولايخفي علي القارئ مابين السطور من أفكار حول مايجري في المجتمع من أحداث، يسردها المؤلف بذكاء فني، بجانب ما يمتلكه من حاسة التهكم، فلديه القدرة أن يرسم علي وجه القارئ الابتسامة أو الضحك وهو يقرأ أحداث هذه القصص، ولكنه ضحك كالبكا علي حد تعبير شاعر العربية الأعظم المتنبي. والمجموعة القصصية تشير إلي كاتب متمرس، يملك ناصية الكتابة القصصية الجميلة في عالم القصة القصيرة.