تحقيق ماكان متوقعا.. وهرب باتشيكو المدير الفني للزمالك بعد ضغوط نفسية صعبة لم يستطع تحملها.. فالأسباب متعددة وتراكمت حتي انفجر بركان الغضب داخله وقرر الرحيل.. وقد ساعده عقده مع القلعة البيضاء علي اتخاذ القرار لعدم وجود شرط جزائي.. وليقع النادي في ورطة وسارع يبحث عن مدرب بديل في ظروف صعبة ولن يجد أمامه سوي مدربين يقبعون في منازلهم وعلي القهاوي حيث إن موسم الكرة مازال مستمرا في جميع أنحاء العالم! لم يكن هروب باتشيكو المدير الفني للزمالك مفاجأة للكثيرين.. حيث يتوقع اتخاذه مثل هذه الخطوة منذ فترة وبالأخص عقب الهزيمة من إنبي.. والأسباب لديه كثيرة حاول التغاضي عنها لكنه فشل حيث كانت الضغوط النفسية عليه أقوي من تحملها.. فقد وجد تدخل مجلس الإدارة الساخر في قراراته والمحاولات المستمرة في فرض لاعبين بأعينهم عليه رغم أنه كان قد أخرجهم من حساباته بعد أن ثبت عدم فاعليتهم وأهميتهم للفريق.. مما يضع المجلس في موقف حرج أمام الجمعية العمومية والتي تتهمه بإهدار المال العام.. فقد صرف المجلس ملايين الجنيهات من أجل صفقات اتضح أنها وهمية ولا تفيد الفريق بشيء وتأكد ذلك بعد قيام باتشيكو بركنهم ضمن الاحتياطي بل والمطالبة بتسريحهم.. ولكن المجلس وقف له بالمرصاد ورفض التفريط في أي لاعب حتي لايعرض نفسه للمساءلة القانونية.. ولكن الأيام أثبتت أن وجهة نظر باتشيكو كانت صحيحة.. وأن معظم الصفقات التي أتمها المجلس كانت فعلا وهمية.. ولاعبوها لايرتقي مستواهم لمستوي ومكانة وتاريخ الزمالك.. ثم جاء السبب الثاني وهي الحرب الدائرة داخل الجهاز الفني نفسه.. حيث فشلت العشرة والمعايشة بين أعضاء الجهاز في زوبان الثلج بين محمد صلاح المدرب العام وإسماعيل يوسف مدير الكرة.. وحاول باتشيكو إزالة الخلاف بين الاثنين ولكنه فشل.. الغريب أن كل واحد منهما حاول الوقيعة بين غريمه وباتشيكو للاستحواذ عليه وإقصاء الآخر.. وظل كل منهما يكيل الاتهامات للآخر متهما إياه بالجاسوسية وأنه ينقل أخبار الجهاز والفريق إلي مجلس الإدارة أولا بأول فأصبح لايوجد شيء سري داخل الفريق.. في البداية حاول إسماعيل يوسف أن يلين قلب باتشيكو علي محمد صلاح ولكن الأخير أفشل هذا المخطط بعد جلسة مع باتشيكو أتهم فيها إسماعيل بأنه جاسوس مجلس الإدارة داخل الجهاز!.. وظل باتشيكو يتأرجح بين اتهامات الاثنين لبعضهما حتي فاض الكيل به.. وعندما حاول إبعادهما عن الفريق للتخلص من مشاكلهما والتي تنعكس سلبا علي الفريق واللاعبين فشل بسبب تمسك مجلس الإدارة بهما.. مما دفع المدير الفني لحزم حقائبه والحجز للسفر إلي بلده البرتغال الأسبوع الماضي.. لولا تدخل المجلس وإثنائه عن تنفيذ هذه الخطوة بعد وعده بعدم التدخل في شئون الجهاز وتنفيذ كل مطالبه.. ولكن البعض همس في أذنه بألا يصدق المجلس فكل وعوده فشنك.. وأنه ستعود سريعا ريما لعادتها القديمة، وأن التدخلات في شئون الجهاز الفني والفريق سمة في مجالس إدارات الزمالك السابقة والحالية، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وهي مشكلة مؤمن زكريا فقد طالب باتشيكو بالإبقاء علي مؤمن مهما كان الثمن حيث لايوجد بديل كفء له كصانع ألعاب.. خاصة وهو غير مقتنع بأحمد عيد عبدالملك.. كما أنه غير راض عن أيمن حنفي لعدم قدرته علي تنفيذ خططه وتوجيهاته واتهامه دائما بالأنانية التي تعرضه كثيرا للإصابات.. ولكن خاب ظنه في مجلس الإدارة بعد تقاعسه عن الاحتفاظ باللاعب الذي رحل وترك الفريق بدون صانع ألعاب يعتمد عليه المدير الفني في تحقيق النتائج المرجوة ومما يهدد الفريق بالعقم في التهديف وكل هذه الأسباب كانت الدافع وراء رحيل باتشيكو وهروبه خاصة أن عقده مع الزمالك لا يوجد به شرط جزائي لفسخه وهي سقطة أخري تحسب علي مجلس الإدارة.. ثم كان العقد المغري الذي تلقاه من نادي الشباب السعودي والذي سبق ودربه.. والذي يصل إلي مليون وربع مليون جنيه شهريا.. بينما كان يحصل في الزمالك علي 346 ألف جنيه..