في الوقت الذي تحشد الدولة قواها لكسر شأفة الإرهاب في أعقاب العملية التي استهدفت كميناً للجيش في سيناء، تنامت دعوات تهجير وإزاحة أبناء سيناء عن الشريط الحدودي مع قطاع غزة، لكن عضو جمعية مجاهدي سيناء الشيخ عيسي الخرافين أكد رفض شيوخ القبائل السيناوية للفكرة وقال في حوار ل"آخرساعة" إن شيوخ القبائل عرضوا علي القوات المسلحة تقديم 50 فرداً من قبيلة للعمل كمساعدين لقوات الجيش بما يعين علي دحر الإرهاب، وأنهم في انتظار رد من الرئيس السيسي، مرجحاً رصد التكفيريين لموقع كمين القواديس قبل استهدافه بنحو أسبوع. ما تعليقك علي الحادث الإرهابي الذي استهدف كمين القواديس بسيناء الأسبوع الماضي؟ هذه العملية نوعية، حيث تمت في إطار من التخطيط والمراقبة ولم تكن عشوائية، وسبب نجاحها أن الخطة كانت مدروسة جيداً ولولا ذلك لفشلت العملية، وللعلم المكان الذي كان به الحادث عبارة عن كثبان رملية عالية وأشجار زيتون. ما معلوماتك عن الحادث وخطة الإرهابيين لتنفيذ العملية؟ الإرهابيون اختبأوا بين أشجار الزيتون وفاجأوا أفراد الكمين بطلقات نارية سريعة تجاههم، ما أدي إلي تشتيت القوات، واتضح ذلك عندما هاجم مجموعة من الإرهابيين الملثمين سيارات الإسعاف ومنعوها من الوصول إلي الجرحي، وأرجح أن يكون الإرهابيون ترددوا علي مكان الحادث لمدة أسبوع لرصد القوات. هناك مطالبات بتهجير أبناء سيناء لإفساح المجال أمام قوات الجيش لمحاربة الإرهابيين.. هل تؤيد ذلك؟ لا.. وهناك خطأ إعلامي فادح يتم ترديده حول هذا الأمر بأن المطلوب هو تهجير أبناء محافظة شمال سيناء بالكامل وهذا أمر مرفوض تماماً كما إنه غير وارد ولم يتم مناقشته لكن ما تم مناقشته هو إخلاء المنطقة الحدودية برفح قرب قطاع غزة بطول 13 كيلومتراً، ومشايخ القبائل يرفضون هذا الأمر تماماً. ما سبب الرفض ؟ لأن مشايخ القبائل يدور في عقلهم أمر ويبحثون عن إجابة له ولا يجدونه وهو هل القوات المسلحة لا تستطيع حماية ال13 كيلومترا الملتهبة بسيناء؟! وبالطبع هذا أمر مستحيل، لذلك فإننا كمشايخ للقبائل مستعدون لحماية هذه المنطقة بالكامل، لكن هناك شيء غامض في الأمر خاصة أننا نعلم أن الجيش قادر علي فرض سيطرته علي سيناء بكاملها بدون جرح أي فرد من المدنيين وهذا طلبنا. ما الذي يمنعكم من حمايتها؟ لأن شيوخ القبائل عرضوا علي القوات المسلحة المشاركة في الحرب علي الإرهاب وتأمين المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، بحيث يقوم شيخ كل قبيلة بتسليم 50 فردا من عائلته لقوات الجيش للعمل كمساعدين للقوات المسلحة ولأن أبناء المشايخ علي دراية عميقة بالطرق الممتدة في هذا المكان وأيضاً علي دراية بالدروب الصحراوية، وفوجئنا برد من القوات المسلحة بسيناء يقول "دعونا ندرس الفكرة"، ورغم أنه لم يتم رفض الفكرة صراحة من قبل الأجهزة الأمنية إلا أن مشايخ القبائل فسروا الأمر علي أنه رفض غير صريح. ما رأيك في فرض حالة الطوارئ علي بعض المناطق بسيناء وحظر التجول؟ هذا الأمر ليس بجديد لأن هناك عملية تمشيط مستمرة من قبل قوات الجيش والشرطة بسيناء ودوي إطلاق النار لا يتوقف، وبدون أي قرار فنتيجة لهذه الأحداث فإن حالة الطوارئ وحظر التجوال مفروضة علي المنطقة بالفعل. ما حقيقة ما يثار حول قيام الحملات الأمنية بهدم منازل المدنيين ووجود حملة للقبض العشوائي عليهم؟ غير صحيح، وما تقوم به الأجهزة الأمنية هو ملاحقة العناصر الإرهابية المطلوبة أمنياً. هناك كميات كبيرة من الأسلحة بسيناء يشاع أنها تدخل البلاد عبر الأنفاق من غزة؟ أغلب الأسلحة تصل إلي سيناء مهربة عبر الحدود مع ليبيا والسودان من خلال وسطاء يقومون بتمريرها عبر الطرق الصحراوية والبحار حتي تصل إلي التكفيريين بسيناء، بالإضافة إلي ما يصل عبر الأنفاق. يشاع أن أبناء القبائل يرفضون الإبلاغ عن أماكن الإرهابيين خوفاً منهم رغم أنهم يعرفونها.. ما حقيقة ذلك؟ هذا الأمر لا يمكن تعميمه علي كل أبناء سيناء، فبعضهم بالفعل يخشي من الإبلاغ عن الإرهابيين خوفاً علي حياته وعلي أسرته، لكن هناك الكثيرين من مشايخ القبائل يبلغون الأجهزة الأمنية بأي معلومات تصل إليهم ويعلمون أنهم قد يدفعون ثمن هذه المعلومات حياتهم لكن في الوقت نفسه يعلمون أنهم بالإبلاغ عن أماكن الإرهابيين ينقذون العشرات من المواطنين أو من رجال الشرطة والجيش لأنه بتلك المعلومات سيتم القبض علي الإرهابيين أو تصفيتهم من قبل أجهزة الأمن. ما رسالتك الأخيرة؟ ولمن توجهها؟ - أتقدم بالعزاء إلي رئيس الجمهورية ولأفراد القوات المسلحة وذوي الشهداء في ضحايا الحادث الإرهابي، وأوجه نداءً ورسالة إلي الرئيس السيسي أقول له فيها "مشايخ سيناء يرغبون في المشاركة الفعلية بجوار قواتنا المسلحة في الحرب علي الإرهاب، ومستعدون للتضحية بأرواحنا لحماية أرضنا وحدودنا، ومشايخ القبائل ينتظرون ردك علي فكرة تقديم كل عائلة50 فردا من أبنائها لمعاونة الجيش".