ترفع التحالفات الانتخابية شعار التفكيك أو التفجير للعلاقات بين الأحزاب، فبينما تحشد القوي الإسلامية نفسها لحجز مساحة لها في الانتخابات القادمة، تحتشد أيضا قوي تنتمي للحزب الوطني القديم تبحث عن أرض للعودة مرة أخري للحياة السياسة. حتي هذه اللحظة لا توجد ملامح واضحة لشكل التحالفات القادمة بعد تفكيك العديد منها وتدشين تحالفات جديدة وبدأ يظهر اتجاه جديد وهو الدفع بعناصر شابه للترشح تكون قادرة علي حشد وتأييد الشباب وهو ما ظهر في لقاء عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين مع شباب تمرد الذين أعلنوا عن إنشاء حزب جديد يعبر عن الشباب الذين قادوا الثورة علي حكم الإخوان المسلمين. وكشف محمود بدر مؤسس حركة تمرد أثناء حفل لتكريمه عن إعلان حزب الحركة الشعبية العربية «تمرد» خلال الأيام القادمة ونيته لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة كاشفا عن بعض الأسماء التي سيضعها الحزب علي قوائمه الانتخابية وأبرزهم محمود بدر ، محمد نبوي، رامي صلاح ، أحمد عبداللاه، ميري بسيط، وعبد العزيز عبد الله. وكان محمد نبوي قد التقي وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، ممثلا أكبر تحالف انتخابي، وجري الاتفاق علي أن يكون حزب الحركة الشعبية العربية "تمرد"، الذي لا يزال تحت التأسيس، أحد أعمدة هذا التحالف. وأشار العرابي إلي أن التحالف كان يتطلع الي ضم "تمرد" وأعضائها إلي قائمته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، موضحاً أن الحركة كانت تسعي إلي تشكيل أكبر تحالف انتخابي في تاريخ مصر، يقوم علي ثوابت واضحة وتحصين الإنجاز الحقيقي الذي وقع في 30 يونيو لمنع وصول أعداء الشعب المصري تحت قبة البرلمان. ومن جانبه أعلن عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، أن ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول تكوين تحالفات انتخابية أو وساطات أو طلبات انضمام لهذا التحالف أو ذاك كلها معلومات غير دقيقة، والكثير منها غير صحيح علي وجه الإطلاق. وكشف موسي عن إجرائه لاتصالات تسعي لتحقيق توافق بين مختلف القوي المدنية والديمقراطية بطريقة مباشرة وليس هناك وساطة لأحد، وأن عند انتهاء هذه المشاورات سيقوم بمصارحة الرأي العام وكشف كل الحقائق حول الاتصالات التي تمت خلال الفترة الماضية والمقبلة ونتائجها. وكشفت مصادر مطلعة بتحالف عمرو موسي الانتخابي أن الاتحادات العمالية التي تم ضمها للتحالف انتهت من تقديم الأسماء المرشحة لخوض الانتخابات البرلمانية علي مقاعد الفردي والقائمة. وأكدت المصادر أن الاتحادات العمالية المنضمة للتحالف تمثل قوي ضاربة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أنه مع تخصيص "كوتة " لهم في مقاعد القائمة تضمن وجود تمثيل قوي للتحالف في البرلمان، لافتة إلي أن تحالف عمرو موسي مفتوح أمام الجميع ومازال يوجه الدعوة لكافة القوي الوطنية للمشاركة فيه من أجل العمل علي تشكيل برلمان قوي يساعد الرئيس في وضع التشريعات اللازمة. وفاجأت الجمعية الوطنية للتغيير القوي السياسية وأعلنت عن تشكيلها لتحالف سياسي وانتخابي جديد، يضم عددا كبيرا من الأحزاب ذات توجه يسار الوسط . ويذكر أن الهدف من ذلك التحالف هو لم شمل القوي الوطنية لمساندة المصلحة العامة للبلاد من خلال الاتفاق علي وثيقة سياسية تستطيع إنقاذ البلاد من الأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا. أما حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق، فأعلن أنه يرغب بشدة في اندماج التيار الشعبي مع حزب الكرامة، مؤكدا أنه لا يميل إلي تكوين شباب التيار الشعبي كيانا مستقلا عن الكرامة الذي يتشابه معه في الأفكار والتوجهات مضيفا أنه لن يكون من مؤسسي التيار الشعبي في حال قرر الشباب تحويله إلي حزب، مشددا علي أنه يعتز بتجربة حزب الكرامة الذي ناضل طويلا هو ورفاقه من أجل أن يكون له وجود. علي الجانب الآخر وقّع حزبا الحركة الوطنية والشعب الجمهوري اتفاقية تأسيس ائتلاف الجبهة المصرية بمشاركة حزب "مصر بلدي" تحت التأسيس ليكون تحالفا سياسيّا يتم من خلاله خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة والتنسيق في كافة المواقف السياسية وهو ما يعني خروج كثير من القوي السياسة عن عباءة مراد موافي رئيس المخابرات الأسبق وعمرو موسي اللذين كانا يعتمدان علي هذه الأحزاب . وجاءت الاتفاقية في ثمانية بنود لتوثق إطلاق ائتلاف بين الأحزاب الموقعة والتي ستنضم له بناء علي التشابه الفكري بين المؤسسين ويعبر هذا الائتلاف تحالفا سياسيّا يمثل مظلة لتوحيد المواقف من القضايا المحلية والخارجية. وتنص الوثيقة علي تشكيل مجلس رئاسي مكون من 6 أعضاء من الأحزاب المؤسسة للائتلاف والموقعة علي الاتفاقية ويمثل كل حزب عضوان وتشكل مجموعة من اللجان يصدر تشكيلها بقرار من المجلس الرئاسي ويحدد اختصاصاتها وأسلوب العمل بها ويتم اختيار عضوين من ذوي الخبرة لإدارة ملف الانتخابات البرلمانية المقبلة واختيار المرشحين في القوائم والمقاعد الفردية. أما حزب الوفد فبدأ في إطلاق عدد من المبادرات الشعبية كان آخرها إعلان الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب عن إطلاق حملة عامة في أرجاء مصر تحت شعار " قوم يا مصري"، مؤكدا أن الظروف الراهنة التي تشهدها مصر وتمر بها البلاد تحتاج إلي تكاتف وتلاحم الشعب المصري في مواجهة الخطر الذي يهدد اقتصاد البلاد. وأصدر البدوي، قرارًا بتكليف الإعلامي محمد مصطفي شردي، مساعد رئيس الحزب، وعضو الهيئة العليا للحزب، بتشكيل لجنة تتولي التخطيط لفعاليات هذه الحملة والاتصال بلجان الوفد في المحافظات وبدء الفعاليات. ومن جانبه، أكد محمد مصطفي شردي، القيادي الوفدي، حسب بيان الحزب، أنه سيقدم رؤية كاملة لهذه الحملة في غضون أيام، وأنه سيبدأ اتصالاته بالقيادات الوفدية والقيادات السياسية والشبابية لحشد الطاقات في عمل مجتمعي مباشر لتحفيز المجتمع المصري بأكمله علي عودة الإنتاج والعمل والتسامح وغيرها من القيم التي نحتاج إليها. وأوضح "شردي"، أن حل المشاكل لن يكون من طرف مؤسسات الدولة فقط بل يجب أن يساهم فيه المجتمع وأن الصراحة التي تحدث بها الرئيس حول ما تمر به مصر تحتاج إلي شرح يصل إلي كل أطراف المجتمع ولم يستبعد "شردي" أن تتحرك الحملة أيضًا في بعض الدول العربية والأجنبية لمخاطبة المصريين في الخارج عن أهمية دورهم في المرحلة المقبلة تجاه مصر. وبعيدا عن التحالفات المعروفة بدأت مجموعات صغيرة من الأحزاب يمثلها الدكتور عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي، في تجهيز قوائمها الانتخابية والتي ستخوض الانتخابات عبر تحالف انتخابي يحمل اسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات لخوض انتخابات مجلس النواب القادم. التي ستعتمد علي ممثلي أحزاب ونقابات الفلاحين والعمال والمحامين وممثلين عن ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة في إطار مباحثات تشكيل تحالف "السادات" الانتخابي لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. وأعلن السادات، أن التحالف الانتخابي يبتعد عن النخب وعن اللقاءات في المكاتب المكيفة، مؤكداً أن التفاصيل النهائية للتحالف سيتم إعلانها بكامل التفاصيل خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان. وأضاف السادات أن اللقاءات التي تمت إلي الآن مبشرة وكلها تصب في إطار تكوين تحالف قوي له أيديولوجية واضحة، تحقق مطالب المواطنين خلال الفترة القادمة.