نيللى وهانى فى الرجل الغامض بسلامته أعتقد أن السيناريست بلال فضل كتب فيلم الرجل الغامض بسلامته قبل أن يكتب سيناريو المسلسل البديع »أهل كايرو« فهناك فروق شاسعة بين مستوي العملين! فالمسلسل حفر علامة فارقة في تاريخ كل من شارك في خروجه للنور بداية من المؤلف وحتي عامل الإضاءة، أوصبي البوفيه الذي كان يقدم القهوة والشاي لفريق العمل! وإذا كانت "البطن قلابة " كما يقولون يعني ممكن تلاقي واحدة تخلف عيل عبقري، وهي نفسها تخلف من نفس الراجل وتشيل في نفس البطن عيل عبيط و متخلف، برضه ممكن تلاقي مؤلف ربنا يكرمه مرة بعمل يصبح حديثا للقاصي والداني، وهو نفسه يمكن يقدم فيلما متواضع المستوي ويمر مرور الكرام، وأرجو ألا تفهم من تلك المقدمه أن "الراجل الغامض بسلامته" فيلم كده ولاكده، إطلاقا فهو بالمقارنة ب»ولاد البلد« يعتبر تحفة فنية. ولكنه للحقيقة من الأفلام التي تخرج منها كما دخلت، يعني لا إنت زعلان ولامبسوط! فالمعادلة محسوبة ومضبوطة علي مقاس بطل الفيلم هاني رمزي وإنت عارف بقي هاني رمزي مقاسة قد إيه؟ إنها لعنة التفصيل أو الكتابة من أجل إرضاء النجم، وهي أمور لاشك تقيد الإبداع وتخنق غدة الابتكار وتلجم الخيال، وتأمل حال الفيلم يدل علي قضية شديدة الخطورة، وهي أن السينما المصرية لاتسمح إلا في أضيق الحدود بتحقيق طموحات المؤلف المبدع، وربما تكون الدراما التليفزيونية فرصة عظيمة لتحقيق طفرات إبداعية لدي المؤلف والمخرج والممثل أيضا، يعني مثلا نيللي كريم التي قدمت أداء مدهشا، في مسلسل الحارة، نجدها تقبل دورا باهتا في فيلم الرجل الغامض، لمجرد ان تتصدر صورتها أفيش فيلم سوف يضيع من الأذهان قبل أن ينتهي الموسم الحالي يعني بعد أسبوعين أو ثلاثة علي الأكثر! محتاج تعرف الحكاية؟ ولو أن المسأله مش مستاهلة، لكن سوف أشبع فضولك، يلعب هاني رمزي دور شاب مكافح من بيئة شعبية يعمل في إحدي المؤسسات الحكومية "شركة الألبان"، ويكتشف الشاب تلاعبا في أسعار شراء بعض الآلات والأجهزة، ويقدم تقريرا لرؤسائه بهذا التلاعب، معتقدا أنه سوف يتلقي مكافأة علي اجتهاده، ولكنهم يطردونه من العمل ويستغنون عن خدماته، ويطلع بشيك بخمسة وعشرين ألف جنيه عبارة عن مكافأة نهاية خدمة! هذا الشاب الذي فاته سن الزواج لديه هوس جنسي، يعوضه بالذهاب الي صالة الوصول بمطار القاهرة لتقبيل النساء والتحرش بهن، وعندما تضبطه الشرطة يحاول إقناع الضابط بأنه معذور لأنه مش عارف يتجوز، وعن طريق الصدفة يلتقي عبدالراضي "هاني رمزي" بفتاة رقيقة وجميلة هي "لميس" أو نيللي كريم وهي عضوة في جمعية خيرية لرعاية أطفال الشوارع، ويدعي عبدالراضي أنه من رجال الأعمال، واسمه رياض، ويتورط في التبرع بمبلغ ضخم للجمعية وطبعا يتهرب من الدفع، ولكن لميس تطارده كي تحصل علي قيمة التبرع، ويتعلل لها بأسباب ملفقة، تنتهي بتوطد العلاقة بينهما، ولأن نساء الجمعية الخيرية علي علاقة وطيدة بوزير التنمية الاجتماعية ووزير الاستثمار، فهذا يتيح لعبد الراضي الفرصة لحضور مؤتمر للوزير الذي ينبهر بأفكار عبد الراضي، رغم أن هذه الأفكار لاتزيد علي طرح تجربة ماليزيا وبنجلاديش وبعض دول العالم الثالث التي سعت للتنمية البشرية والاستفادة من الأيدي العاملة في بلادها وتدعيم المشاريع الصغيرة، مما أدي للقضاء علي البطالة ورفع معدلات التنمية، وهي تجارب لاتغيب عن ذهن وزراء مصر، ولكن المهم في التنفيذ، والحكاية لاتستدعي هذا الانبهار الشديد الذي أبداه الوزير"أشرف زكي" بعد الاستماع الي كلمات هاني رمزي! لدرجة أنه طلب منه بإلحاح أن يكون مستشاره الشخصي، وهو الأمر الذي أثار غيرة رئيس الوزراء وجعله يستدعي هاني رمزي كي يستفيد بخبراته! وكان يجدر بالمؤلف أن يبحث عن فكرة مبتكرة فعلا، يقدمها هاني رمزي بدلامن الكلام المرسل الذي لايؤدي إلي شيء، المهم يدخل علي الخط ، بعض العناصر الأجنبية التي تريد القضاء علي الاقتصاد المصري وتجد في عبدالراضي خطرا علي مخططها فترسل له امرأة فاتنة تعرض عليه مبلغا من المال "مش عارفة ليه؟" ويستخدم هذا المال لإجراء جراحة لشقيقته المعاقة، تصبح بعدها وبقدرة قادر، سليمة تماما وتستطيع السير علي قدميها بعد أن كانت تجلس علي كرسي متحرك! ويتزوج هاني رمزي من لميس أو نيللي كريم ونكتشف أنها هي الأخري كانت تكذب عليه وأنها من عائلة مفلسة وأمها تبحث لها عن عريس غني! وتدخل أحداث الفيلم في سلسلة من التفريعات والتلفيق الجامد ويتم قتل وزير الاستثمار ولصق التهمة بهاني رمزي، الذي تتضح براءته بعد مشهدين فقط وتوتة توتة فرغت الحدوتة! لا أعتقد أن بلال فضل يمكن أن يعتبر هذا الفيلم ضمن أعماله الجيدة، ولاشك أنه كان يتمني أن يعرض قبل مسلسله »أهل كايرو« بسنوات، أو لايعرض مطلقا، فهو لايحمل أي إضافة لمن شاركوا فيه، أما هاني رمزي الذي تضخم جسده لدرجة واضحة تستحق منه بعض الجهد ليسترد رشاقته، فقد آن الأوان ليبحث عن صيغة مختلفة لنوعية الأدوار التي يقدمها في السينما، وإلا سوف يخرج أسرع مما يظن من حلبة السباق، فالفنان الذي لايتحرك خطوات للأمام مع كل عمل فني يقدمه، يتراجع للخلف دون أن يدري، وأنصحه بمشاهدة أفلام الممثل الأمريكي آدم ساندلر فهو قريب الشبه منه وفي نفس المرحلة العمرية غير أن الأمريكي لايكف عن تقديم نوعيات مختلفة من الأدوار تتيح له التنافس مع نجوم الكوميديا الأكثر شبابا بينما هاني رمزي مستسلم تماما لنفس نوعية الأدوار التي سجن نفسه فيها منذ خمسة أعوام، إلحق نفسك ياهاني قبل ماياكلك العوْ.