مع التطورات السريعة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة حاليا، والتوتر والتصعيد في منطقة الخليج، يتزايد الاهتمام بقضية »حروب الجيل الرابع» التي يستخدمها الإرهابيون في التأثير علي الجبهة الداخلية، فأخطر مايهدد الأمن القومي في المرحلة الراهنة، هي حروب الجيل الرابع التي تستهدف المجتمعات.. ويؤكد الخبراء أن »العمليات النفسية» إحدي الأدوات الرئيسية لحروب الجيل الرابع.. وهناك فارق كبير بين مصطلحي »العمليات النفسية» و»الحرب النفسية»، فالحرب النفسية توجه للعسكريين وقت الحرب في ميدان المعركة، أما العمليات النفسية فتستهدف المدنيين والعسكريين في وقت السلم والحرب، كما أن العمليات النفسية أشد خطورة وضراوة وفتكا، لأنها توجه إلي شرائح مختلفة من المجتمعات التي لاتدرك أنها تتعرض لمثل هذه الحروب ، لأنها لم تدرسها من الأساس، فالدراسة العلمية والفهم الصحيح لمثل هذه الحروب هو الأساس في مواجهتها.. وتستخدم العناصر الإرهابية الحرب النفسية ضد مصر، وتهدف للبلبلة وتضليل الرأي العام، بصور وفيديوهات غير حقيقية ومفبركة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي »السوشيال ميديا» ووسائل الإعلام، لبث السموم لتؤثر علي أعصاب المواطنين ومعنوياتهم، واستخدام مخطط مدروس لبث الدعاية الكاذبة والشائعات ومن ضمن الأساليب محاولة تكرار لموضوعات ملتبسة والمزج بين مفهوم صحيح وغير صحيح وتكراره المستمر، وقد ساعد استخدام التكنولوجيا علي سرعة الانتشار.. ورغم ضراوة هذه الحرب القذرة، إلا أن تأثير العمليات النفسية علي الساحة المصرية أثبت تنامي وعي الشعب المصري بشكل كبير، ولديه قدرة عالية علي فرز مايقال بصورة صحيحة، فاستمرار الوعي هو الضمان الأكيد لاستمرار التنامي الإيجابي لوعي الشعب المصري الذي تغلب علي جميع التهديدات التي واجهته علي مر العصور.