ليس من الضروري أن يكون لديك حلول لكل مشاكلها ولكن علي الأقل اسمعها واعطها من وقتك لتحكي لك.. وصحيح أن أغلب طلبات »البنات» غير منطقية وأحيانا تكون مبالغا فيها.. لكن »إنت بابا» عليك أن تشبعها ماديا ومعنويا دون »سفه» ولا ترفض لها طلبا بدون أن تشرح لها السبب بلغة تتناسب مع عقلها.. ولا تتعسف دون منطق أو اهتمام بمعرفة أهمية ما تطلبه واحتياجها له.. هاتان نصيحتان من الوصايا التي أرسلتها لي بنت مصر بالصين »هدي علاء» وكتبت عن بعضها في مقالي الأسبوع الماضي. فالبنات »الصغيرات والكبيرات» يحببن سماع كلمات الإطراء والمديح وأن يشعرن بأنهن أجمل الفتيات والشابات في عين والدهن.. وعلي كل أب أن يقول لابنته دائما إنه سندها وفي ظهرها وموجود من أجلها.. ويتحدث معها عن أهمية تكوين الذات.. ويحملها المسئولية منذ الصغر ويقوم بتصحيح أخطائها ويكشف لها نقاط قوتها وضعفها.. ويقويها ويزرع داخلها ضرورة أن تكون لديها شخصية وحياة حقيقية حتي لا يبتزها أحد باسم الحب ويهدم حياتها برعونته.. وعلي كل أب أن يحترم خصوصية ابنته ولا ينتهكها حتي وهي طفلة فعليه أن يستأذن قبل دخول حجرتها ويجعل لها دولابا أو »ضلفة» خاصة بها و»درجا» مفتاحه معها فقط.. ويعطيها إحساسا بأن خصوصيتها مصونة. وصايا »هدي» العشر للآباء لا تنتهي فعلي كل أب أن يحترس مما يمرره لابنته.. فهي أكثر شخص سوف يقلده.. ومن أجل هذا عليه أن يركز في سلوكياته أمامها.. فلو أراد أن تشكر الآخرين لمجهودهم فعليه أن يقول لها »شكرا» علي أي شيء تقدمه له.. ولو أراد أن تعامل زوجها وأولادها بطيب »نفس» فيجب أن يتعامل معها ومع أمها بأفضل الطرق فكل ثمرة في المستقبل يروي الأب بذورها.. وعليه عندما تكبر ابنته »شوية» أن يخصص لها يوما يخرجان فيه سويا بدون العائلة.. وأن يترك لها اختيار الطعام.. ويا سلام لو اشتري لها وردة او عقد »فُل».. وعليه أن يتصل بها بصفة خاصة حتي ولو كان دقيقة واحدة في اليوم ويسألها باهتمام عن يومها وهل كانت سعيدة أم لا؟. أعتقد أن الكثير منا يفعل ذلك أو بعضه ولكن لو كنا نفعله بدافع الواجب والعادات والتقاليد وصورتنا أمام الناس فلن نهز قلبها ولو فعلناه بحب حقيقي فسيصل لها كاملا ومقطّرا.. فعلينا أن نملأ قلوب وعقول بناتنا حتي نصبح خيارهن الأول عندما يقعن في مشكلة أو يتورطن في موقف.. فصناعة المستقبل ليست سهلة.