مع بداية عملي الصحفي عندما كنت محررا في قسم »لست وحدك» تجولت بالعديد من القري في بحري والصعيد.. وشاهدت الفلاحين وظهورهم منحنية ينزعون بهمة ونشاط نباتات خضراء من ارضهم.. كنت اتعجب مما يفعلون وأتساءل كيف يزيلون الزرع الاخضر المزهر من الارض لتظهر اسفلها »التربة السمراء» جرداء.. وانتهي تعجبي وحزني علي ما يفعلونه عندما اخبرني احدهم وضحكة سخرية تملأ وجهه من جهلي ان ما يزيلونه هي اعشاب ضارة تنمو شيطانيا حول محصولهم الرئيسي تتغذي عليه وتؤثر في حجم الانتاجيه وتسبب له الامراض التي تؤدي إلي وفاته. عندما اختار العملاقان » مصطفي وعلي امين» مسميات للاقسام الانسانية بأخبار اليوم اختاراها ذات معني وقريبة من قلب المواطن.. فكانت »ليلة القدر» التي يتم انتظارها كل عام في العشرة الاواخر من شهر رمضان ليدعون الناس الله عز وجل وهم موقنون بالاستجابة.. ولان آلام المرض تأتي في اي وقت ليلا او نهارا يتعذب معها الانسان متمنيا الشفاء ويفرح هو ومن حوله بزوال المرض فاختارا »اسبوع الشفاء».. وحتي لا يشعر الفقير والمحتاج بانه يعيش بمفرده ولا يشعر به احد فتم اختيار اسم » لست وحدك » ليقدم كما كان يقول استاذ الاساتذة مصطفي امين ان اعطاء سنارة للفقراء ليصطادوا بها سمكة افضل كثيرا من اعطائهم سمكة يأكلونها ولا يجدون غيرها.. وكان باب »نفسي» ليحقق حلم طفل واسعاده بدراجة اوغيرها.. هذا بالاضافة إلي باب »اصنع نفسك» لفتح ابواب الرزق امام شباب وشابات يريدون صنع مستقبلهم ويصبحون رجالا وسيدات اعمال.. ولأدخال البهجة في نفس من فقد والديه كان »يوم اليتيم» في يوم الجمعة الاولي من شهر ابريل.. ولمساعدة طلاب الجامعات علي استكمال دراستهم بأمان كانت »مساعدات الطلبة».. هذا بالاضافة إلي عيدي »الام والحب» وكل منهما يحمل معاني انسانية كبيرة مازلنا نحتفل بهما كل عام. لم تعد الاعشاب الضارة التي كنت أشاهدها والفلاحون ينزعونها قاصرة علي الارا ضي الزراعية تفسدها ولكنها انتشرت علي مر سنوات في الكثير من المواقع والمصالح والمؤسسات..واختفي معها الفلاح النشيط الذي يقوم بنزعها فنمت وطالت واشتد عودها واصبحت هي المحصول الرئيسي بعد ان احتلت مراكز لا تستحقها ففسدت وافسدت غيرها.. واستجاب الله لدعوتنا في »ليلة القدر» وجاء »اسبوع الشفاء» وشعركل انسان بسيط انه »ليس وحده» عندما بدأنا في السنوات القريبة الماضية في نزعها.