أعادني الصديق والزميل أحمد عبد الكريم إلي ذكريات سنوات مضت.. فمع أول مولود له في عالم التأليف وبعد أن بلغ الخامسة والستين من عمره أخذني في جولة بحواديت وكواليس شائقة شاهدت من خلالها زمن الكبار في بلاط صاحبة الجلالة أو بالأصح في بيتي »دار أخبار اليوم».. كانت أول كواليسه عن استقبال صاحب الدار قبل تأميمها العملاق الكبير »مصطفي أمين» له واقفا عند باب مكتبه ليستقبل زميلا في بداية عمله الصحفي ويخبره أنهم يقولون عنه إنه أحسن محرر في قسم الاستماع ليضع بين يديه شريطين يحتويان حوارا أجراه مع الموسيقار محمد عبد الوهاب.. ويجذب أذن الزميل أحمد سؤال مصطفي بك أمين لمطرب الأجيال عبد الوهاب عن أول حب في حياته ليضحك الموسيقار الكبير ضحكته الشهيرة ويقول: أول حب انتهي بعلقة ساخنة.. ويسأل مصطفي بيك كيف؟ فيرد عبد الوهاب أن عمره كان 9 سنوات وكانت له جارة تقيم بجوار منزلهم في باب الشعرية وكانت تحب صوته وتنادي عليه ليغني لها في منزلها وذات مرة دخل زوجها وشاهدها تحتضنه بعد أن غني لها وطربت من صوته فانهال عليه بالضرب وطرده وتوعده إذا حضر مرة ثانية. الصديق أحمد عبد الكريم تحدث في أحد كواليسه عن الكاتب الكبير موسي صبري عندما كان رئيسًا لمجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير »الأخبار» طالبًا منه العثور علي خبر أذاعته »مونت كارلو» منذ 3 أيام.. وكيف رفض الأستاذ موسي أن يجهد زميله الصغير نفسه ويهبط 9 أدوار ليوصل إليه الخبر طالبا أن يتملاه في التليفون ثم وجه إليه الشكر.. كما تحدث أحمد في كتابه »حواديت وكواليس صحفية» عندما طلب منه المرحوم الأستاذ وجيه أبو ذكري مدير تحرير »الأخبار» في ذلك الوقت بتفريغ 12 شريطا كان يسجلها يوميا عن مشاهدته ولقاءاته مع مافيا المخدرات في كولومبيا.. وكيف استمتع أحمد بسرد الأستاذ وجيه وكيف تعلم من هذه الشرائط الكثير وكيف أعطاه الأستاذ وجيه الفرصة لأول انفراد صحفي له في حياته عندما أخبره »أحمد» عن قيام تلميذ بالصف السادس الابتدائي بشراء سم فئران وتناوله خوفا من ضرب المدرس له. كواليس الزميل أحمد مع الكبار لا تنتهي.. ومنها عندما اتصل به الأستاذ مفيد فوزي رئيس مجلة »صباح الخير» في ذلك الوقت طالبا حضوره سريعا إلي »روز اليوسف» بعد أن أخبروه في جريدة »الأخبار» بأنه أمهر وأصدق الصحفيين.. وأعطاه شريط كاسيت لحوار مع أحد الوزراء طالبا تفريغه ويعترف أحمد أنه تعلم من ذلك الحوار الكثير. أول مولود لأحمد عبد الكريم يتضمن الكثير من الكواليس والحكايات وبعض التغطيات والانفرادات في عالم الصحافة وأتمني أن أري كتابه الثاني قريبًا.