بعد الخبز والأرز تأتي البطاطس في اهتمامات المصريين، لاتخلو موائد المصريين من طبق الأرز والبطاطس ، ولا يخلو حديث المجالس أو صفحات التواصل من أخبار البطاطس والتعليقات والنكات.. هكذا كل مصيبة ومشكلة نقتلها بالتهريج والهرتلة ولانبحث عن حلول حتي لو كانت بسيطة وفي متناول أيدينا. زوبعة البطاطس مثلها مثل الطماطم وكثير من السلع وانتظروا الأرز قريبا، فقد استكان التجار الجشعون وأطلقوا السماسرة في القري وتوغلوا وسط الزراعات يقتنصون كل حبة أرز تعب فيها الفلاح ويقومون بإغراء الفلاحين بالدفع مقدما قبل الحصاد ويتم رفع حالة الاستعداد للتخزين لتظهر عما قريب أزمة جديدة في الأرز مثلما تعودنا كل عام.. تركنا أنفسنا عرضة للجشع باللامبالاة وعدم الاهتمام والتحرك ومواجهة كل محتكر، علقنا مشاكلنا علي الحكومة وانشغلنا بالمزاح عبر الفيسبوك وتويتر، كل الأمور تحمل طابع الهزار ولا يشعر أحد بالخطر ويبدأ النحيب مع كل أزمة ونولول ونستنجد بالحكومة. تدخلت الرقابة الإدارية وكان لها دور ايجابي واستطاعت فرملة حيتان البطاطس وأحسنت عندما تمت مصادرة مخزون المستغلين وضخه في الأسواق لبيعه بسعر معقول بعيدا عن بلطجة التجار وأوقفت سطوتهم. ليته يكون درسا للمستغلين الذين يتاجرون بقوت الغلابة ويتربحوا من دماء الشعب. ونتمني أن يكون درسا آخر للمواطنين بالتحرك بإيجابية للإبلاغ عن كل مستغل وتاجر جشع يحتكر ليقتات من استغلال الشعب. وياليتنا نتحرك بجدية للترشيد ومقاطعة كل من يتحكم ويستغل ويبالغ في الأسعار. أبلغوا عن كل جبار جشع، فالقري اكتظت بيوتها التي تحولت لمخازن بأطنان الأرز وبدأ التجار في تعطيش السوق لفرض سطوتهم ووضع أسعار علي مزاجهم.. معلوم للجميع مواعيد العروة الزراعية لكل محصول، ومواعيد جني الخضراوات والفواكه، وهناك مدة بالصيف وأخري بالشتاء يقل فيها إنتاج الطماطم لكننا نتكالب علي الخضار والفاكهة في أوقات ندرتها ونعاقب أنفسنا ونسلم رءوسنا للحرامية. إيجابية المستهلك وتفاعله وترشيده أقوي سند للحكومة والأجهزة الرقابية لوقف سيطرة وجشع مصاصي دماء الغلابة ووقف مهازل المتربحين. كلنا واحد.. مبادرة جادة لوزارة الداخلية أثبتت قدرتها علي المواجهة ودعم المستهلك لترسخ معني جميلا للتكافل وتؤكد تلاحم الشرطة مع الشعب والوقوف بجانب المواطن وفكر متطور لمفهوم الأمن بمعانيه الراقية.. تحية لوزارة الداخلية ووزيرها المحترم اللواء محمود توفيق الذي يعي ورجاله مفهوم الأمن ومعني الوطنية والتلاحم الحقيقي مع الشعب ومساندته. مبادرة كلنا واحد أحدثت عدوي إيجابية وانتشرت مثيلاتها في القري والنجوع بمبادرات للجزارين في المنوفية، وتواصلت لتنتشر في محافظات الجمهورية، وساهمت في جذب أحزاب ومنظمات أهلية وأحدثت هدوءا كبيرا في الأسعار وواجهت بحسم تحكم المستغلين. وسارت علي الدرب أحزاب انتشرت في الميادين بالبضائع من خضراوات وفاكهة وأثبتت جدارتها وكان من أبرزها حزب مستقبل وطن الذي يتقدم الصفوف. لم يعد الأمن الغذائي مسئولية الدولة فقط بل المواطن شريك فاعل ومؤثر، وعلينا التحرك بإيجابية لمواجهة غياب ضمير المحتكرين.