»أولاد حارتنا..سيرة الرواية المحرمة» ليس مجرد كتاب أدبي، ولا مجرد قراءة لرواية إشكالية،لا تزال ممنوعة من النشر..لكنه رحلة بحث ممتعة للكاتب محمد شعير،عن سؤال الحداثة وتعثراته..كتاب شعيرالصادر قبل أيام عن دار العين،ليس أيضا مجرد كتاب أوسؤال مهم،لكنه طريقة في البحث بالغة المتعة والاجتهاد...في محاضرة حول (الأدب العربي في مصرقديما وحديثا) بالمغرب 1958يصف طه حسين طريقة ومنهج نجيب محفوظ في الكتابة (حين يكتب يتحري أن يختار شارعا من شوارع القاهرة أو حيا من أحيائها، ويختار من هذا الحي أسرة من الأسر، ويكتب تاريخ الأسرة.. وبكتابة تاريخ الأسرة يصور تاريخ الحي، ويصور تاريخ القاهرة، ويصورتاريخ الأحداث السياسية التي كانت تحدث في القاهرة)..هذة الطريقة في الكتابة التي تحدث عنها طه حسين،ربما هي نفسها الطريقة التي بحث من خلالها محمد شعير كتاب (أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة).. رحلة ممتعة من التقصي والبحث والمعرفة..يبدأ من خبر صغيرأو حكاية منسية أوعناوين الصحف، ليضع صورة كاملة للمدينة، التيارات السياسية والفكرية المتناقضة والمتصارعة داخل المجتمع المصري، زمن نشر رواية (أولاد حارتنا) لأول مرة في جريدة الأهرام 1959..رحلة من المتعة والمعرفة في قراءة السطور ومابين السطور،بحثا عن سؤال الحداثة ومشواره المتعثر في الثقافة المصرية،من كتاب(الإسلام وأصول الحكم) للشيخ علي عبد الرازق،إلي كتاب(في الشعرالجاهلي) لطه حسين، ورواية (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ،حتي اجتهادات نصرأبوزيد وإسلام بحيري.. هذا التعثرالحداثي ربماهو مادفع د.سيزا قاسم(في ندوة مناقشة الكتاب أول أمس) لطرح سؤالها الاستنكاري(لسه بنتكلم عن قضية »أولاد حارتنا»؟)!!