هو جندي مجند في حب الوطن خدم ولايزال بإخلاص، لواء ودكتور متمكن من علومه العسكرية، وسر الدكتور سمير فرج مصداقيته، لذا يحوز ثقة الشارع، وإذا تحدث كانوا له من السامعين. عرفته باكراً، وكنت مراسلاً عسكرياً شاباً، وكان مديراً للشئون المعنوية بالقوات المسلحة أيام المشير العظيم محمد حسين طنطاوي، كان ولايزال مثالاً للالتزام العسكري الصارم بكل ما تعنيه العسكرية المصرية من تقاليد مستقاة من تاريخ يضرب في أعماق التربة المصرية السمراء. سر الدكتور سمير فرج في فهمه العميق لرسالة القوات المسلحة، فهم ملك عليه حياته، ولايزال (خارج الخدمة) بداخلها، يتنفسها.. يعيشها.. يقرأ من كتاب الجندية المصرية أوراداً كل صباح، أكاد أراه يقدم التحية لشهداء الوطن المفدي كل صباح. لواء أركان حرب دكتور سمير سعيد محمود فرج، من أبناء المدينة الباسلة، بورسعيد الحرة، ورضع لبان الجندية في بيوتها الصامدة، تخرج في الكلية الحربية عام 1963، والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتي منصب مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية. تخرج في كلية أركان حرب المصرية في عام 1973، والتحق بعدها بكلية »كمبرلي» الملكية بإنجلترا، أحد أكبر كليات العلوم العسكرية والأمن القومي في العالم، وفور تخرجه بتفوق، بترتيب »الأول علي الدفعة»، تم تعيينه مدرساً بها، ليكون أول ضابط من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني يعمل مدرساً بهذه الكلية العريقة. يتذكر المتابعون عن كثب لمسيرة الدكتور سمير فرج كيف واجه الجنرال الإسرائيلي المتغطرس أريل شارون علي التليفزيون البريطاني في أول مواجهة تليفزيونية بعد نصر اكتوبر بين قائد إسرائيلي عتيد، وضابط شاب مصري لم يخش جبروت شارون، وواجهه مواجهة الأبطال، وكسر أنفه كما كسر أبطال الجيش المصري أنوف العدو الإسرائيلي في حرب الكرامة في أكتوبر 1973. أتذكره وأذكره هنا وهو ملء السمع والبصر لأغبطه علي ظهوراته الفضائية المدروسة والعميقة والتي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة من تحديات الأمن القومي المصري إلا ووقف عليها شارحاً مبسطاً مدققاً، لو هناك ثلة من المحللين العسكريين في فكر وخبرة ومعلومية الدكتور سمير فرج لكسبنا كثيراً. الدكتور سمير لا يدعي علماً بل رجل علي علم تسنده خبرات عسكرية اكتسبها من المناصب الرئيسية التي شغلها بكفاءة في القوات المسلحة المصرية، كان ضابطاً في تشيكلات ووحدات القوات المسلحة، وعمل إلي جانب قادة عظام في هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية، ولنبوغه في العلوم العسكرية عمل مدرساً في معهد المشاة، مدرساً بكلية القادة والأركان، مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية، واختتم خدمته بالقوات المسلحة ملحقاً عسكرياً في تركيا لمدة 3 سنوات، ومديراً للشئون المعنوية للقوات المسلحة لمدة 7 سنوات، وهي الفترة التي قاد فيها كتيبة من المحررين العسكريين، جميعاً يدينون بالفضل لهذا المعلم، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.