ماذا دار في محادثات ال11 ساعة.. وما الذي طرحته المجر عن مصر في قمة »قيشجراد» ؟ بدون »رابطات عنق»، اصطحب ڤيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري صديقه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي أحد مطاعم بودابست، لتناول عشاء خاص في لقاء شخصي جاور خلاله الزعيمين علي نفس الطاولة وزيران مصريان هما سامح شكري وطارق قابيل، واثنان من كبار معاوني أوربان. جاء العشاء، في ختام يوم مشحون باللقاءات، ظل فيه أوربان ملازماً السيسي منذ العاشرة صباحاً وحتي التاسعة مساء، أي لمدة 11 ساعة، لم يفترق فيها الرجلان إلا حين التقي الرئيس السيسي مع رئيس البرلمان لاسلو كوفير، ثم مع الرئيس المجري يانوش أدر. هذه الدعوة الشخصية غير الرسمية، في لقاء العشاء المتحرر من البروتوكول، ليست تقليداً دبلوماسياً استنه أوربان في زيارات قادة الدول للمجر، وإنما كانت إشارة اعتزاز منه بالصداقة العميقة التي ربطته بالرئيس السيسي منذ التقيا لأول مرة في بودابست قبل عامين، وتوطدت في لقائهما الثاني بالقاهرة قبل عام، وصارت أكثر عمقاً وقوة ومودة في لقائهما الثالث أمس الأول، وعبرت عنها أحاديث التفاهم في اللقاء المغلق، ومناقشات التعاون في الجلسة الموسعة، والبيانات العلنية في المؤتمر الصحفي، ومداولات الرؤي المتطابقة في غداء العمل، والكلمات المتبادلة في منتدي رجال أعمال البلدين، وحوارات الأصدقاء في العشاء الخاص. أمام الصحفيين.. قال أوربان: إن هذه الزيارة نعتبرها استثنائية. وأمام رجال الأعمال.. قال: إننا في المجر نستقبل شخصية تاريخية هي الرئيس عبدالفتاح السيسي. ورد السيسي مؤكداً تقديره الشخصي واحترامه الخاص لرئيس الوزراء المجري، وقال: أسمح لنفسي أن أقول إن شعب المجر محظوظ بقيادته. علاقات الصداقة الودودة بين الرجلين، لم تنبع فقط من كيمياء شخصية، بل هي أساساً نتاج توافق رؤي لزعيمين فخورين بتاريخ بلديهما، ونضالهما من أجل الحرية، وحاضرهما الذي يتمسكان فيه باستراتيجية وطنية تعلي استقرار القرار. • علي العشاء الخاص.. دارت بين السيسي وأوربان محاورات حول قضايا شتي، تحدث فيها كل منهما من واقع خبرته وتجاربه ودرايته بالمنطقة التي يعيش فيها. استفاض أوربان في الحديث عن واقع الاتحاد الأوروبي وتشابكات العلاقات بين دوله عائداً إلي جذورها التاريخية، وتحدث عن التحديات التي تواجهها أوروبا، والارتباط بين الساحتين الأوروبية والشرق أوسطية. وقدم السيسي عرضا للأوضاع في الشرق الأوسط والأزمات التي تمر بها دول المنطقة. وسأله أوربان عن قطر قائلاً: إنني لا أعرف تفاصيل الأزمة الحالية. وأجابه الرئيس شارحاً مسبباتها وأهمها دعم قطر لجماعات الإرهاب. ثم سأل أوربان الرئيس عن جماعة الإخوان وأفكارها وممارساتها، وأجاب السيسي موضحاً فكر هذه الجماعة التي تعتبر الأم لجماعات التطرف والإرهاب، وتناول ما قامت به في مصر وفي دول أخري. ثم سأل أوربان، الرئيس، عن رؤيته للأزمة الليبية، والوضع في سوريا بالتحديد، انطلاقاً من تأثير الأزمتين علي أوروبا والمجر من زاويتي قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين. وعرض الرئيس رؤيته بالتفصيل. وحينما تطرق الحديث إلي القضية الفلسطينية.. قال أوربان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور بودابست بعد أسبوعين في أول زيارة يقوم بها رئيس لوزراء إسرائيل إلي المجر. وأضاف إنه غير ملم بتفاصيل وتعقيدات هذه القضية، لكنه سيؤكد خلال لقائه مع نتنياهو علي الموقف المجري الثابت من تأييد حل الدولتين. ثم تناول الزعيم المجري اجتماع الصباح التالي في قمة دول »ڤيشجراد» التي تضم المجر وبولندا وتشيكيا وسلوڤاكيا، وتشارك فيها مصر كأول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا وتُدعي إلي هذا المحفل، وثالث دولة في العالم بعد ألمانيا واليابان. وقال أوربان أنه يتبني طرحاً سيعرضه علي قادة الدول الثلاث، لإنشاء آلية جماعية للتعاون مع مصر في إطار اقتصادي مباشر بما يدعم جهود مصر التنموية، ويعبر عن مركزية دورها في تحقيق الاستقرار بأوروبا.
يوم الاثنين الطويل، الحافل بالمباحثات واللقاءات، استهله الرئيس بجلسة مباحثات مغلقة مع ڤيكتور أوربان، عقب مراسم استقبال حافلة بميدان »كوشوت» زعيم ثوار المجر ضد حكم آل »هابسبورج» النمساويين في منتصف القرن التاسع عشر. ووسط حضور كبير من السياح والمواطنين المجريين الذين تابعوا المراسم، توجه الزعيمان إلي داخل قصر الحكم »أورساك هاز» الذي أنشئ منذ 140 عاماً، ويعد أحد أجمل قصور أوروبا علي الإطلاق. طال اللقاء الثنائي بين السيسي وأوربان لأكثر من نصف ساعة عما كان مقدراً له. وأكد خلاله أوربان اهتمام المجر ودول تجمع »ڤيشجراد» بتطوير علاقاتها مع مصر. وعرض الرئيس الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق التنمية والإجراءات التي اتخذتها لإصلاح الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار والمشروعات القومية التي يجري إنجازها. وأكد اهتمام مصر بتطوير التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والاستفادة من الخبرة المجرية في مجالات البنية التحتية والسكك الحديدية. وفي هذا الإطار.. أبدي أوربان تطلع بلاده للمعاونة في المشروعات التي تعتزم مصر البدء فيها كتحديث ورش السكك الحديدية وتحديث مسافة 1200 كيلومتر من الخطوط الحديدية وإنشاء خط يربط العاصمة الإدارية بالإسكندرية كجزء من الخط الحديدي بين العين السخنة والعلمين، مشيراً إلي أنه سيتم إرسال العروض الخاصة بذلك في أقرب وقت.
عقب الاجتماع المغلق، انضم أعضاء الوفدين إلي الزعيمين في جلسة موسعة، حضرها من الجانب المصري سامح شكري وزير الخارجية، طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، د.هشام عرفات وزير النقل، اللواء مصطفي شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وجهات النظر خلال المباحثات الموسعة كانت متطابقة تجاه تعزيز التعاون التجاري والاستثماري ليرقي إلي مستوي التفاهم السياسي بين البلدين، والمصلحة المشتركة في تحقيق الاستقرار بأوروبا والشرق الأوسط. وفي هذا السياق.. قال أوربان في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس السيسي عقب المباحثات الموسعة: لقد فتحنا نوافذ لتعزيز التعاون الاقتصادي، لكننا نريد أن نفتح أبواباً أوسع، وسوف نطلق برنامجاً مصرياً مجريا للتعاون الاقتصادي في المستقبل. وكانت الرؤي بين الزعيمين متوافقة تجاه القضايا الإقليمية كأزمات الشرق الأوسط، والقضايا الدولية كالإرهاب والهجرة غير الشرعية. وحرص أوربان علي الاستماع إلي تقديرات الرئيس إزاء عدد من القضايا بالأخص قضيتي الإرهاب وموضوع اللاجئين. وعرض الرئيس الاستراتيجية المصرية لمكافحة هذه الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره، مشددا علي ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما من الدول الداعمة للإرهاب. أما عن اللاجئين، فقد أوضح الرئيس العبء الذي تتحمله مصر في تأمين أوضاع كريمة لهم علي أرضها، والجهد الذي تبذله البحرية المصرية لمنع الهجرة غير الشرعية. وأكد الرئيس في هذا الصدد علي أن إيجاد حلول سلمية لأزمتي سوريا وليبيا تحفظ بقاء الدولة الوطنية في كل منهما ووحدتها وسلامة أراضيها، سيضع حدا لأزمة اللاجئين.
علي مأدبة الغداء.. جري حوار من نوع آخر بين الزعيمين. طال الحوار وتشعب لتمتد المأدبة 20 دقيقة أكثر مما كان مقدرا لها. تحدث أوربان عن تاريخ المجر القديم والحديث والمعاصر ونضالها من أجل الحرية. وتناول الجهود التي قام بها منذ فوزه بانتخابات عام 2010 لإصلاح الاقتصاد المجري. وتحدث الرئيس السيسي عن الحضارة المصرية، وكفاح الشعب المصري علي مر العصور، ونضاله في السنوات الأخيرة عبر ثورتين شعبيتين. ثم تناول الخطوات التي اتخذت لإصلاح الاقتصاد، مشيدا بالشعب المصري الذي يتحمل تبعاتها ومصاعبها من أجل مستقبل أفضل لبلده وأبنائه. وفي أعقاب مباحثاته مع أوربان.. توجه الرئيس السيسي ومرافقوه إلي الجناح الآخر من قصر »أورساك هاز»، حيث يوجد مقر البرلمان، وهناك التقي مع لاسلو كوفير رئيس البرلمان، الذي أشاد بما شهدته علاقات البلدين خلال العامين الماضيين، مؤكدا حرص بلاده علي دعم جهود مصر من أجل تحقيق التنمية وترسيخ الديمقراطية. ورحب الرئيس بالزيارة المقبلة لرئيس البرلمان إلي مصر في نوفمبر المقبل. وجري خلال اللقاء تناول الأوضاع في الشرق الأوسط والرؤية المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب. وعبر لاسلو عن دعمه للجهود المصرية في التصدي للإرهاب، مؤكدا أهمية وقوف المجتمع الدولي صفا واحدا للقضاء علي هذه الظاهرة.
عبر نهر الدانوب الذي يفصل بين شطري مدينة بودابست، التي توحدت منذ 145 عاما لتضم مدينتي »بودا»، و»بست»، توجه ركب الرئيس من قصر »أورساك هاز»، إلي قصر »شاندور» أعلي قمة الجبل بمدينة »بودا» التاريخية، حيث مقر الرئاسة المجرية للقاء الرئيس يانوش أدر. علي مدي ساعة.. جرت المحادثات بين الرئيس السيسي والرئيس أدر، الذي أشار إلي ما تتمتع به مصر من احترام وتقدير لدي الشعب المجري.. وعبر عن تقديره للرؤية المصرية في التعامل مع قضية الإرهاب، والتي تستند إلي عدم الاقتصار في المواجهة علي البعدين الأمني والعسكري، وتدعو إلي شمولها للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لقطع الطريق علي تنظيمات الإرهاب في تجنيد عناصر جديدة باستغلال الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول.
علي نسق ما جري في زيارة الرئيس السيسي لبودابست منذ عامين.. حرص أوربان علي أن يرافق السيسي لحضور اجتماع منتدي رجال الأعمال المصري المجري. وبرغم كل ما سمعت في هذه الزيارة، وفي الزيارة السابقة للمجر، وفي زيارات الرئيس لدول العالم منذ توليه منصبه.. لم أجد أروع مما سمعته من عبارات تقدير وثناء علي مصر ومكانتها، ولا من كلمات إعجاب وإطراء لقائدها ودوره، جاءت علي لسان رئيس الوزراء المجري أمام هذا الحشد من رجال الأعمال ورجال الإعلام بالبلدين. قال أوربان: أود أن أسأل ماذا كان حال مصر الآن، لو لم يكن قائدها هو السيسي؟ وأجاب عن سؤاله قائلا: لقد قرأت ما قاله الرئيس السيسي وما قلته أمام هذا المنتدي منذ عامين. وكان ذلك قبل انفجار أزمة المهاجرين إلي أوروبا. لقد تحدثنا عن أنه بدون استقرار مصر لن يوجد استقرار في أوروبا ولا حوض المتوسط. ولننظر الآن ما حدث في أوروبا والمجر بسبب الحالة غير المستقرة في سوريا. ولنتخيل ما كان يحدث لنا لو غاب الاستقرار عن مصر البلد ذات المائة مليون نسمة؟! وأضاف: إننا رحبنا منذ عامين بالرئيس السيسي كرجل تحمل مسئولية بلاده، واتخذ أصعب القرارات لإنقاذها. واليوم نستقبله كشخصية تاريخية، ونري أن أوروبا لابد أن تشعر بكل التقدير والاحترام لمصر وله شخصيا. وقال أوربان: إن أفكارنا متطابقة مع الرئيس السيسي.. ولا أنسي ما قاله لي بأن الله لو كان يريد لكل الناس أن يكونوا متطابقين، لخلقهم كما يريد، ولكن إرادته شاءت أن يكونوا بألسنة مختلفة وعقائد مختلفة وأنماط اجتماعية مختلفة، وعلينا أن نحترم هذه الحقيقة. وأضاف قائلا: إن النظام السياسي الأوروبي ليس قابلا للتطبيق في كل دول العالم، مثلما النظم الخارجية لا يجب فرضها علي أوروبا. وتناول رئيس الوزراء المجري ما استطاعت بلاده التي يقطنها أقل من 10 ملايين أن تحققه من معدلات نمو منذ عام 2010، وصادرات سنوية بلغت 110 مليارات دولار، وإيجاد بيئة للاستثمار تستهدف فتح مجال عمل لكل الناس، وقال إن هذا يشكل قوام فرص التعاون مع المجر. ثم أضاف: برغم هذا التغيير الذي حققناه في ثماني سنوات، فإنني أري ما فعله السيسي في ثلاث سنوات أكبر بكثير مما قمنا به في المجر. فقد استطاع أن يحقق إنجازات اقتصادية أهنئه عليها بالإضافة إلي نجاحه في تحقيق الاستقرار في بلاده. وقال: إننا ندعم مصر، ونحترم رفضها التدخل في شئونها، وحرصها علي حقوق متساوية لكل المصريين، ولابد أن يقترب الاتحاد الأوروبي من مصر بشكل أكبر. فمن مصلحة المجر وكل أوروبا أن تكون مصر دولة مستقرة وناجحة. وعندما جاء دوره في الكلام، خرج الرئيس السيسي علي كلمته ليعقب علي تساؤل أوربان: ماذا لو لم يكن هو قائد مصر.. فقال: الاستقرار في مصر ليس سببه السيسي إنما الشعب المصري، والرغبة في تغيير الظروف الراهنة إلي مستقبل أفضل هي رغبة شعبية في الأساس، ولم يكن أي رئيس ليستطيع اتخاذ إجراءات الإصلاح إلا بتقبل الشعب، لأنه هو الذي يتحمل التكلفة والضغوط.
في ختام العشاء الخاص.. قبيل ساعات من انعقاد قمة »ڤيشجراد».. قال أوربان للسيسي: نحن مع مصر، ونراها رمانة الميزان في العلاقة الأوروبية الشرق أوسطية.. وأثق أن قمة »ڤيشجراد»، ستفتح أفاقا واسعة للتعاون بين مصر والدول الأربع، وهذا ما سعيت إليه وأري أن القادة الآخرين سيتفاعلون معه.
وبالفعل.. جاءت قمة فيشجراد التي انعقدت أمس في قاعة »فيجادو» التاريخية للفنون، لتؤكد تطابق وجهات نظر الدول الأربع مع الرؤية المصرية تجاه كل القضايا التي نوقشت، بالأخص مكافحة الإرهاب ومواجهة الهجرة غير الشرعية وحل أزمات دول الشرق الأوسط للحد من ظاهرة اللاجئين. أبدي رؤساء وزراء بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا بجانب المجر تقديرهم لجهود مصر وقائدها، وحرصهم علي تعزيز استقرارها بما يحفظ استقرار دولهم والمنطقة الأوروبية. وفي مجال التعاون بين مصر وهذه الدول سواء علي المستوي الثنائي أو الجماعي، جري استعراض مجالات واعدة في الطاقة والسياحة والبنية الأساسية ومعالجة مياه الصرف، وفكرة إنشاء منطقة صناعية لدول »فيشجراد» بإقليم قناة السويس، وصولا إلي بناء علاقة شراكة استراتيجية. واقترح رئيس وزراء المجر أن يتولي وضع صيغة لتعاون اقتصادي أكبر بين مصر والدول الأربع. وقال إن دول التجمع ستدعم بكل قوة مقترح بياتا سيدلو رئيسة وزراء بولندا بإنشاء مجلس تعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الدول الأربع ستعمل علي حث الاتحاد الأوروبي للدخول في مفاوضات مع مصر لإنشاء هذا المجلس في أقرب وقت. 44 ساعة أمضاها الرئيس السيسي في بودابست خلال هذه الزيارة التي تستحق أن توصف بأنها استثنائية علي حد تعبير رئيس الوزراء المجري، وكانت المباحثات سواء علي المستوي الثنائي مع فيكتور أوربان وقادة المجر أو علي مستوي (4 + 1) في قمة »فيشجراد» إيجابية للغاية، وفقا لوصف مسئول مصري رفيع المستوي، لخص نتائجها بأنها نقلة نوعية لمصر سياسيا واقتصاديا، إلي منطقة غير تقليدية في قلب أوروبا، تزيد من تأثيرها في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط.