البداية في ميدان الأوبرا أمام نفق الأزهر تقف سيارات الفان الملاكي وتقوم بتحميل الركاب مثل سيارات الأجرة أمام أعين عساكر المرور دون أدني أهمية كما وجدنا تجمعا لمجموعة من سيارات الميكروباص أسفل كوبري الأزهر ووجدنا أن الأرقام المدونة علي السيارات. إما أرقام خاصة أو أرقام سياحية. توجهت أعين عدد من سائقي الأجرة الذين يجلسون بجوار سياراتهم الخالية في ميدان الأوبرا، تجاه سيارة الملاكي السوزوكي وهي تقف لأخذ الركاب. وتزاحم سيارات الأجرة والبيجوهات التي تتسع لسبعة ركاب المخصصة للعمل كسيارات أجرة، بالإضافة إلي السيارات الخصوصية »الملاكي«، مما تسبب بحالة سخط في صفوف السائقين. كما أن هذا التجمع ليس بترخيص أو تصريح من أي جهة حاولنا معرفة قصة احتيال أصحاب السيارات، وكيف يتم التعامل مع هذا الوضع، تحدث إلينا إبراهيم محمد سائق قائلا: »عربيات الفان« فاتحة رزق جديدة لأنها مش غالية في ثمنها زي الميكروباصات فالمستعمل منها مابيزيدش ثمنه عن 25 ألفا والجديدة منها ممكن توصل ل 35 ألف جنيه منها الصيني ومنها الياباني، وأضاف في الأول كنت بشتغل بيها وهي مترخصة ملاكي بعد كده أدونا مباحث المرور شهرين فرصة علشان نغير الرخصة لأجرة فغيرتها. »السوزوكي« أو »الفطوطة« كما يطلقون عليها يبدو أنها سرقت البساط من تحت الميكروباص وإذا كان عدد كبير منهم يعمل برخصة الأجرة فالعدد الأكبر مازال محتفظا برخصة الملاكي فعبد المنعم محمد سائق يقول كنت بشتغل في النقاشة وحصلتلي حادثة أثرت علي أيدي اليمين من بعدها ماقدرتش أكمل شغل في مهنتي فعرض علي واحد قريبي بيتصرف في بيع وشراء العربيات السوزوكي اشتري واحدة مستعملة تمنها مش هيبقي كبير وتنفع سواء ملاكي أو أجرة، جبتها وبشتغل عليها من خط الحسين للأوبرا وأهي ماشية، وعن الرخصة يقول أنا رخصتها ملاكي وأهو الحالة اللي فيها البلد ماحدش دريان بحاجة. وقع نظري علي سائق يقول مخاطباً زميلاً له: نحن أصبحنا كالمتسولين، فسيارات »الملاكي« والسيارات التي تقل 7 ركاب لا تدعنا نتحصل رزقنا، مضيفا بغضب أنا أقف علي الدور هنا منذ الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وهناك في خان يونس أيضاً أقف في موقف السيارات ساعات طويلة، فيمر اليوم وأنا لم أعمل سوي القليل. وقال سائق آخر: إن السيارات التي تقل7 ركاب »الملاكي« تنقل ركاب من ميدان الأوبرا وحتي شوارع الأزهر والحسين في مواقف عشوائية مزاحمه أياهم في الرزق وبدون تراخيص. وأوضح أن زملاءه قدموا شكاوي عديدة للمسئولين، ولم يرد عليهم أحد، وهو يري أن "الحكومة تريد تحصيل الأموال فقط، دون أن تساعدنا في تحصيل أرزاقنا" وفق ما قال وأضاف "هذه السيارات تقف للركاب أمام أعين شرطة المرور ولا تفعل لها شيئاً، وعندما نراجعهم في هذا الشأن يكون الرد لا توجد لدينا تعليمات. علي الجانب الآخر يصرخ المواطنون من الاستغلال والجشع ويحكي سمير عوض موظف عن استغلال أصحاب السيارات السوزوكي والملاكي اللي دخلت علي الخط وبقت سبب في غلاء الأجرة علي حد قوله ويكمل من ساعة ما بدأت الحرب بين الملاكي والأجرة إحنا بقينا الضحية فالملاكي لأن عدد زباينها محدود بتحاول تعوض ده بمضاعفة الأجرة، فالعربية السوزوكي بتأخد 7 راكب علشان كده بتعلي الأجرة واحنا الضحية ده غير أنهم مش مؤهلين للسواقة فمعظمهم شباب مايزيدش عمرهم عن 16 سنة واخدين الطريق رايج جاي سباقات وعدم مبالاة ومفيش رقيب أو محاسب. وتضيف سامية أحمد (موظفة) لم تعد هناك رقابة من الجهات المسئولة عن حركة المرور في الشارع لدرجة أن الرصيف مابقاش للمشاة بالعكس ده بيمشي عليه الموتوسيكلات هذا بخلاف الباعة الجائلين اللي محتلين الأرصفة فبقينا لا عارفين نمشي علي الرصيف ولا غيره فطبيعي لو استغل الناس الفوضي دي واستخدموا العربيات الملاكي في تحميل الأجرة واحنا حالنا مجبر أخاك لا بطل بيزودوا الأجرة بندفع مغرمين وبيقسموا الطريق وبننزل مطرح ما بيقولوا هما إذا كان مفيش رقابة مش احنا اللي هنصلح الوضع. تحدث معنا السيد أحمد (موظف) قائلا: أنا من سكان منطقة الهرم ويوميا أركب من موقف السيدة عائشة الميكروباصات المتجهة إلي الهرم ولكن ناهيك عن ما يحدث فبدءا من الساعة السادسة مساء لابد أن تندهش من كم المواطنين الذين يصطفون علي أرصفة الموقف في انتظار أي سيارة وده طبعا نتيجة لأن السواقين بيمشوا علي مزاجهم وبيقسموا الطريق علي أكتر من مكان لمضاعفة الأجرة فمن السيدة عائشة إلي فيصل أجرة ويحمل تاني من فيصل للهرم بأجرة تانية في حالة استغلال شديدة للمواطنين ودون مراعاة للحالة الاقتصادية إلي تمر بيها البلد. وفي موقف عبد المنعم رياض بوسط القاهرة رصدنا هذه الحالة علي لسان المواطنين، فيقول محمود عبد الرازق (من ساكني المنيرة): أنا شغلي بيخلص الساعة 9 وعلي ما آجي الموقف بتكون الساعة عدت عشرة ونص فباضطر أستني أي عربية، المشكلة بقي أن أي ميكروباص بيطلع بيوصلنا لنص الطريق ومن هنا ممكن ناخد عربية صغيرة ولو مالقيناش وده الطبيعي بنضطر ناخد تاكسي. ويعلق علي الأزمة الخبير الأمني اللواء مجدي بسيوني، أن جمهورية الميكروباص باتت أكثر خطورة مما يتخيل أي شخص وأصبحت في حاجة ماسة إلي إعادة تنظيم هذا فهناك من المواطنين من يعمل سجل تجاري صوري للحصول علي ترخيص سيارة للرحلات ومن ثم يستخدمونها في خطوط مختلفة مما يسبب عبئا جديدا علي الشارع مضيفا أن العقبة الثانية التي تواجه ضباط المرور في الشارع هي تقسيم خطوط السير إلي ثلاثة أو أربع محطات. وفي هذا الصدد يقول اللواء فوزي حسن مدير مرور القاهرة السابق أن هناك بعض المواطنين يتحايلون علي القانون نظرا لأن سائقي الملاكي تكون التزاماتهم قليلة فالالتزام بالضرائب والتامينات محدود. أما سائق الملاكي الأجرة برخصة مهنية ويلتزم بالضرائب والتأمينات والمخالفات، مشيرا إلي أهمية اهتمام شرطة المرور القيام بإجراءات جدية لحل هذه المشكلة، في حين أن من حق هؤلاء السائقين الملتزمين أن يتم الوقوف معهم، لأنهم التزموا بالمواقف واللوائح والتعليمات، ومن حقهم علي الحكومة والشرطة أن تحميهم.