برغم السحابة الرمادية التي تعكر صفو العلاقة التي كانت طيبة ومتميزة مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منذ كان مفتيا للديار المصرية ثم رئيسا لجامعة الأزهر وكنت أدخل عليه فيستقبلني بوجه بشوش وترحاب لايخفي حبه لي.. برغم السحابة هذه أجدني مدفوعا للاعتذار لفضيلته بعدما تكشفت أمامي معظم الحقائق وليس كلها بالطبع فمازال في النفوس ما لا يعلمه إلا الله.. تعكر صفو العلاقة بيني وبين الإمام بعد عملي بقناة أزهري وجدتني مضطرا إلي موقف ضد شيخ الأزهر بحسب سياسة القناة التي لم يكتب لها أن تستمر جزاء وفاقا لمكرها السيئ ضد شيخ الأزهر ونكثها العهد مع الأزهر الجامع والجامعة التي تربينا فيها وتعلمنا مع علوم الشريعة واللغة أدب الحوار وإكبار الكبار.. فرضت سياسة قناة أزهري أسلوبها ومنطقها علي أدائي وكانت الكبوة ولا غرو فلكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة وانزلق لساني حتي وقع في المكروه وهاجمت الشيخ علي سياسته بل وعلاقته بلجنة السياسات البائدة ومستشاريه من الجنرالات.. الآن ومع محاولة جديدة ممن لا يتمنون خيرا لا للشيخ ولا للأزهر المعمور تطالبني ببذل الجهد لهدم الأزهر وإعمال القلم لإسقاط شيخ الأزهر ليس هو فحسب وإنما فضيلة المفتي د. شوقي علام وفضيلة وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة.. المحاولة لم تكن تلميحا ولا مجازا بل طلبا مباشرا واستجداء.. الآن وحينئد أدركت أنني في ابتلاء جديد فكان القرار سريعا بلا تردد: إلا الأزهر.. وإلا المؤسسة الدينية العريقة بروافدها الافتاء والأوقاف ومجمع البحوث والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية.. دفنت المحاولة في بئر الأسرار بعد محاضرة موجزة في صدق الانتماء للأزهر إن كنا أزهريين وللدين إن كنا مسلمين.. وللأصول والشرف إن كنا صحفيين وللأمانة وصدق الكلمة إن كنا دعاة لاممثلين.. أعتذر لشيوخي الأفاضل عن أي هفوة تفلتت في لحظة ضعف.. وأعتذر لفضيلة الإمام د. أحمد الطيب عن تجرئي أحيانا عليه.. الأزهر معهدي وجامعتي وشيوخه جميعا أساتذتي وفائي له ولهم موصول مادام في العمر بقية.