يحكي أن أحد الملوك غضب على وزيره فسجنه وصفده بالحديد وألبسه الخشن من الصوف وأمر أن لا يعطى من القوت إلا القليل من الخبز والملح والماءوأن تقيد ألفاظه حتى يطلع عليها، فأقام الوزير أشهرا لم يسمع له لفظ واحدفوجه إليه الملك قوما ينظرون في أمره فقالوا له: يا أيها الوزير، نراك فيما نراك من الشدة والضيق وأنت كما أنت لم تتغير حالك فما شأنك؟؟ فقال: إنني إستعنت على أمري بستة أشياء الثقة بالله تعالى وعلمي أن كل مقدر واقع وبالصبر الجميل ومعرفة أني إن لم أصبر أكن قد أعنت نفسي بالجزع وأني ربما أكون في شر أصعب من هذا وما بين ساعة وأخرى يأتي الله بالفرج القريبفلما قالوا مقالته للملك،عفا عنه وقربه منه وأحسن إليهاسأل الله العلي القدير أن يرزقني وإياكم الصبر علي البلاءاللهم ارضنا بقضاءك .. اللهم فك كروبنا .. اللهم ارزقنا فرجا قريبا إنك أنت السميع العليملا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين