قتل 30 شخصا على الأقل في غارة جوية واشتباكات عنيفة تدور بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلين معارضين له في محافظة أدلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حلب، أفاد المرصد عن إلقاء قنابل يعتقد أنها تحوي غازا ساما على أحد أحياء المدينة التي تشهد اشتباكات عنيفة متواصلة بين مقاتلي المعارضة في محيط مستشفى تستخدمه القوات النظامية، أدت إلى مقتل نحو 150 شخصا من الطرفين خلال الأيام العشرة الماضية. وقال المرصد "ارتفع إلى 18 بينهم سيدتان وطفلان عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على المنطقة الصناعية في مدينة سراقب" الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، إضافة إلى إصابة 50 آخرين بجروح "بعضهم بحال خطرة". وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 12 شخصا في الهجوم، وأشار إلى أن المدينة "قصفت بعد الغارة الجوية بعشرين قنبلة عنقودية مصدرها تجمع القوات النظامية" بين اريحا وسراقب. وبث المرصد عبر موقع "يوتيوب" شريطا مصورا يظهر أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالغارة، في حين يهرع جمع من الأشخاص لإنقاذ المصابين وانتشال الجثث. وعمد شبان إلى استخدام خراطيم المياه ودلاء صغيرة لإطفاء النيران المشتعلة في محال وسيارات في منتصف الطريق. ويمكن رؤية رجل يرتدي ملابس سوداء وهو يقول "لا يوجد مياه، لا يوجد كهرباء، والآن يقصفنا بالصواريخ. بشار يقصفنا بالصواريخ وبطيران الميغ". وفي المحافظة نفسها، أفاد المرصد عن "استشهاد ما لا يقل عن 12 مقاتلا من الكتائب المقاتلة إثر قصف واشتباكات قرب قرية بابولين" التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، والقريبة من طريق دمشق حلب الدولي إلى الشرق من بلدة حيش. وأوضح المرصد أن القتلى قضوا "بعد اشتباكات مع حاجز للقوات النظامية في قرية صهيان جنوب حيش على طريق دمشق حلب"، إثر قيام هذه القوات "بالتفاف من شرق صهيان إلى بابولين"، مستخدمة الرشاشات الثقيلة والقذائف في المعارك. وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكتوبر الماضي، ما مكنهم من قطع خطوط إمداد القوات النظامية المتجهة من دمشق إلى حلب عبر الطريق الدولي. وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 105 أشخاص جراء أعمال العنف، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا. ومن الضحايا طفلان وسيدة قتلا إثر "استنشاق غازات ناتجة عن إلقاء قنبلتين صغيرتين على منزلهم في حي الشيخ مقصود" في شمال حلب، بحسب المرصد الذي أوضح أن 16 شخصا آخرين أصيبوا ونقلوا إلى مدينة عفرين "حيث قال أطباء إن المصابين ظهرت عليهم علامات الهلوسة والإعياء الشديد وسيلان أنفي غزير وحرقة في العين". وطالب المرصد الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي "بإرسال لجان عاجلة لمعاينة المصابين وكشف طبيعة الغازات التي يقال إنها استخدمت".