تحت عنوان "لأنها وسيلة للتعبير عن أنفسنا.. النكت أقل تدميرًا من أعمال الشغب"، قالت صحيفة (إندبندنت) البريطانية: إن بداية الاضطهاد والملاحقة القضائية للكوميديين في مصر أمثال المذيع الساخر "باسم يوسف"، تعُد علامة قوية تفيد بأن المجتمع في ورطة. واستطردت الصحيفة قائلة: "نظرا لعدم إمكانيتنا الإطاحة بالسياسيين من مناصبهم أسبوعيًا، وبما أن النكات أقل تدميرا من أعمال الشغب، فإنه في حال وصولها للمستوى المطلوب فإنها بذلك تستطيع أن تُفقد السياسي قدرته على المواجهة بل أنها يمكن أن تكلفه منصبه أيضا". وتابعت الصحيفة قائلة: إن زيادة خطورة الكوميديين تجعل الفجوة بينهم وبين السياسيين الذين سخروا منهم تختفي. والدليل على ذلك الإيطالي "بيبي جريلو"، الذي تحول من ممثل كوميدي ساخر إلى سياسي ناجح وصانع الملوك في إيطاليا، حيث استهدفت نكاته السياسيين الأكثر شهرة الفاسدين في بلاده وصوت الإيطاليون لحزبه في الانتخابات الأخيرة. وأضافت الصحيفة قائلة: لا عجب من خوف السياسيين من "يوسف" لأن الضحك يعد تحديا للقمع، فعندما نضحك على شيء فذلك لأننا نقول الصراحة وتأكيدا لعدم خوفنا، فالكوميديون يجعلون الملايين من الناس تضحك، ولكنها تصيب رموز السلطة بحالة شديدة من العصبية. وهذا هو السبب في أن حكومة "بورما" سجنت "زارجانار" في عام 2008. وختمت الصحيفة قائلة: الانتقادات المتسامحة والسخرية هي علامة على صحة المجتمع. فليس هناك أحد يحب أن يكون مجالا للضحك والسخرية، ولكن هذا هو الثمن الذي يتعين دفعه لكونهم في موقع السلطة. فأولئك الذين يسخرون من القرارات اليومية التي لها تأثير كبير على حياتنا اليومية أصبحوا الطريقة الوحيدة للتعبير عن مشاعرنا.