"الدنيا بقت عاملة زى الغابة القوى فيها بياكل الضعيف.. فقلت أعمل زى عبده موتة وأجيب الحق بدراعى.. اشتريت تعبان وبقيت أمشى به فى الوايلى والراجل يرفع صوته علىَّ.. وأكتر حاجة زعلتنى لما عرفت أن التعبان مات بعد القبض علىَّ.. أصله كان صاحبى ووفى أكتر من البنى آدميين" كانت هذه الكلمات ل" محمود.ب" (20 سنة) عامل، والمتهم بمعاكسة الفتيات بثعبان "سام" عن طريق إلقائه على أجسادهن بشوارع القاهرة. وأضاف المتهم ل"اليوم السابع": أنا باعيش فى منزل والدى برفقة 5 من شقيقاتى، حيث يعمل والدى طباخ ونعيش فى منزل بسيط بمنطقة الوايلى بحدائق القبة، بينما أعمل أنا عاملا فى المحلات بال"يومية" و"مستورة" والحمد لله. الدنيا أصبحت كالغابة القوى فيها بياكل الضعيف الكلام للمتهم وكل واحد أصبح بيعمل "اللى هوه عايزه" ولسان حالهم يردد مقولة أحمد السقا فى فيلم الجزيرة "من النهاردة ما فيش حكومة أنا الحكومة" ومن ثم قررت أعيش أنا كمان على طريقتى فذهبت إلى سوق الجمعة واشتريت "تعبان" بس للأسف مات واشتريت آخر ومات أيضا، ووجدت عندى شغفا بالثعابين، حيث جلست على الإنترنت وقرأت كثيرا عن عالم الثعابين، واشتريت "تعبان" آخر وظل برفقتى قرابة السنة. كنت حريصا على تقديم وجبات الطعام للثعبان بنفسى فى وقتها وأتولى شئونه أكثر من نفسى، الأمر الذى أثار غضب والدتى وشقيقاتى إلا أننى لم أعبأ بغضب أحد، وقررت أن أعيش كما أحب، كنت أشاهد فيلم "عبده موتة" باستمرار للفنان محمد رمضان وأعجبتنى شخصيته كثيرا، فالحياة والناس هى التى تصنع من الشخص مجرما، و"لو عايزين الناس كلها تبقى كويسة" وفروا لنا حياة كريمة ثم حاسبونا بعد ذلك. وتابع المتهم: يوم الحادث كنت أسير برفقة واحد صاحبى وماسك "التعبان" فى إيدى اليمين، وبالقرب من مسجد الشيخ غراب بالحدائق "شوفنا بنت حلوة" جرى صديقى خلفها وعاكسها، فالتفت علينا وضربتنى ب"الشنطة" بتاعتها، بالرغم من أن صديقى هو اللى عاكسها، الأمر الذى أثار حفيظتى، فأطلقت الثعبان عليها، فصرخت بأعلى صوتها هى وفتاة أخرى كانت برفقتها، والتف الناس حولنا، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا بمركز شرطة الحدائق، فى حين أن صديقى هرب. أنا غير حزين لأنه تم القبض علىَّ ولكن حزنى أننى فقدت التعبان الذى عاش معى قرابة السنة، وعرفت بعد ذلك من ضباط المباحث أن الثعبان رفض تناول الأكل حتى مات جوعا حزنا علىَّ، "أنا مش عارف ليه الناس مش بتصدق أن التعابين مش مؤذية" لكن فيه تعابين لابسة ملابس بنى آدميين كتير وماشية على الأرض، ولدغاتها أكثر ألماً من لدغات الأفاعى. أنا غير نادم ولو طلعت هاشترى "تعبان" تانى، ولو الحكومة عايزة تصلح حال البلد دى تنظفها من التعابين اللى عايشه فيها، والناس اللى بتمص فى دم الغلابة، لكن الغلابة دول هينفجروا وساعتها هتكون الأمور أصعب بكثير. كان المقدم شريف فيصل، رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، تلقى بلاغا من الأهالى يؤكدون فيه أنه أثناء سير كل من "نجلاء.ف" (34 سنة) ربة منزل وشقيقتها شيرين (28 سنة)، والمقيمتان بشارع الخيرات بمنطقة حدائق القبة، تعرض لهما "محمود.ب" (20 سنة) عامل ومقيم بالوايلى بالكلام والألفاظ الخادشة للحياء، وحاولن كثيرا الابتعاد عنه إلا أنه بدأ يلاحقهما ويثير أعصابهما بالثعبان، ولم تتمالك الشقيقتان نفسيهما وراحتا تصرخان بأصوات عالية وتصيحان بكلمات مبهمة وغير مفهومة، مما تسب فى ذعر كامل لجميع المارة والسكان بمنطقة سكة الوايلى، إلا أنه أصر على مطاردتهما بالشارع وألقى الثعبان على جسديهما أثناء سيرهن بالشارع، وعندها تدخل المارة والأهالى وتمكنوا من ضبطه وتسليمه إلى مباحث القسم. تم تفتيش المتهم من قبل ضباط المباحث بإشراف اللواء ناصر حسن، رئيس قطاع شمال القاهرة، حيث عثر بحيازته على الثعبان المضبوط وشريطين من الأقراص المخدرة "الباركنول"، واعترف المتهم تفصيليا بارتكابه الواقعة تحت تأثير المخدر، فتحرر محضر بالواقعة، وتم التحفظ على الثعبان وتسليمه إلى حديقة الحيوان بالجيزة، وبإخطار اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة، أمر بإحالة المتهم إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيق وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.