رأى الكاتب الإسرائيلي الدكتور "يوحاي سيلع" في مقال نشرته "مجلة الشرق الأوسط" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم 25 مارس 2013 أن رئيس وزراء تركيا "رجب طيب أردوغان" مايزال يشكل خطراً على إسرائيل رغم المصالحة التي جرت بين تل أبيب وأنقرة عشية الجمعة الماضية بوساطة أمريكية. وقال يوحاي: "لا تخطئوا! فرغم اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل الذي تحقق في 22 مارس 2013 بوساطة الرئيس الأمريكي "باراك حسين أوباما" في ختام زيارته لإسرائيل التي استمرت ثلاثة أيام، لازال أردوغان يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل، بغض النظر عن أفعاله أو أخطاء إسرائيل. وأضاف "يوحاي": "قبل حادث سفينة الإرهاب التي أرسلها أردوغان(مرمرة) في 31 مايو 2010، حذرت من المستقبل الذي ينتظر الشأن التركي في سلسلة مقالات نشرت في "مجلة الشرق الأوسط" الإسرائيلية حول النوايا الحقيقية لأردوغان فيما يتعلق بالشرق الأوسط ومكانة إسرائيل في أعين المجانين الذين يقودون تركيا خلال العقد الأخير". وتابع "يوحاي" بأن تركيا تشهد أيام سيئة جداً تحت قيادة أردوغان الذي نجح في تهيئة عناصر شريرة لنفسه على غرار بشار الأسد والقذافي ومحمد مرسي وإسماعيل هنية وحسن نصر الله وأحمدي نجاد وسائر الزعماء المسلمين الوحشيين الذين يحكمون اليوم العالمين العربي الإسلامي المتداعيان. وأضاف أن تركيا تحولت في السنوات الأخيرة إلى دولة أكثر إسلامية، بكل ما تحمله الكلمة من معاني، سواء على مستوى الجمهور أو على مستوى الروح السياسية السائدة في الدولة، حيث نجح أردوغان في السنوات الأخيرة في الدخول في نزاعات مع اليونان وقبرص وإسرائيل وسوريا والعراق والآرمن وإيران والاتحاد الأوروبي، وتحولت تركيا تحت قيادته من سياسة "اللا مشاكل" إلى دولة تديرها نزوات المهووسين الذين لا يتورعون عن اتخاذ خطوات عنيفة لتنفيذ سياساتهم الوحشية. ودلل الكاتب على كلامه بأن مئات ضباط الجيش والمفكرين اعتقلوا في تركيا بسبب التعبير عن مواقف نقادة لسياسات أردوغان في الشئون الداخلية والخارجية على حد سواء. وأكد "يوحاي" أن تطلعات أردوغان لترسيخ مكانة تركيا في الشرق الأوسط لم تتبدد رغم مراهنته الفاشلة على ليبيا تحت نظام القذافي وسوريا تحت حكم بشار الأسد، فضلاً عن محاولاته الدؤوبة للتأثير المباشر على المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ورأى الكاتب أنه يحظر على إسرائيل منح أردوغان موطئ قدم في المفاوضات التي تتبلور الآن بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حتى لو سب أردوغان إسرائيل من الصباح حتى المساء، مشيراً إلى أن إسرائيل لا يمكنها الآن في ظل الظروف الحالية الاعتماد على تركيا تحت قيادة أردوغان وجماعته العنيفة التي تدير الآن العلاقات الخارجية لتركيا، مؤكداً أن أردوغان عندما بدء فترة ولايته في عام 2003 سارع بالإعلان بأن إسرائيل "دولة إرهابية"، ومنذ ذلك الحين وحكومة تركيا تدير حرب استنزاف ضد إسرائيل في مختلف المجالات المتعلقة بالمصالح الإقليمية لتركيا. وتابع الكاتب أن تركيا تنظر للشرق الأوسط عبر المنظور الإسلامي، وتراه أرضاً خصبة للنهوض مرة أخرى بمكانتها التاريخية وتأثيرها السياسي على دول المنطقة، مؤكداً أن ثمة شيء جوهري لم يتغير في الموقف الأساسي لأردوغان حيال إسرائيل، مشيراً إلى أن أردوغان لا يعدو أكثر من زعيم وحشي إسلامي لا يختلف عن سائر الزعماء الذين لمعوا في سماء السياسة الشرق أوسطية خلال ال 60 عاماً الأخيرة، لاسيما منذ صعود الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لسدة الحكم بمصر في بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي.