قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن جماعات حقوق الإنسان المصرية صعدت من إدانتها لانتهاكات الشرطة الوحشية المتزايدة فى مراكز الاحتجاز خلال المظاهرات وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من اثنتى عشرة جماعة قد اتهمت الشرطة فى بيان لها بالعودة مرة أخرى إلى التعذيب المنهجى الذى كان سائدا فى عهد مبارك، بل إن بعض الجرائم فاقت جرائم شرطة مبارك، وقد حمّل البيان الرئيس مرسى مسئولية فشل وقف أو إدانة مثل هذه الممارسات، كما دعا إلى إقالة وزير الداخلية ومحاكمته بتهمة مسئوليته عن قتل 60 متظاهرا منذ الشهر الماضى وسط نفى وزير الداخلية أن قواته قد أطلقت النار، لكنه أشار إلى استخدام قنابل الغاز لتفريق التظاهرات، وتابعت الصحيفة أن ذلك يأتى تزامنا مع شكر مرسى للشرطة وامتداحه لطريقة تعاملها مع الاحتجاجات ووصفه المتظاهرين بالبلطجية والموالين لمبارك وأنهم يخططون لإسقاط الدولة، كما تعقدت الأمور أكثر بسبب تكرار أخطاء الماضى عندما تتأخر الرئاسة والحكومة فى إدانة العنف أو اتخاذ تدابير فورية خطيرة لمنعها من الاستمرار ثم محاسبة الجناة. وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن الشرطة المصرية، فى سابقة أولى من نوعها، اعتقلت بصورة غير قانونية مئات الأطفال الذين قد تصل أعمارهم إلى التاسعة وقامت باحتجازهم وتعذيبهم فى أعقاب الاحتجاجات التى حدثت بعد الذكرى الثانية للثورة المصرية. وقال كثير من النشطاء السياسيين والمحامين إن هذا يمثل أسوأ استغلال لوحشية الشرطة منذ عهد مبارك حيث تم سجن الأطفال فى معسكرات تابعة للأمن المركزى بصورة غير قانونية أو فى معسكر الجبل الأحمر المعروف باحتجاز وتعذيب المعتقلين السياسيين فى عهد مبارك وتعرضوا لأسوأ معاملة من الضرب والصعق بالكهرباء والتعذيب. واستشهدت الصحيفة بالناشط السياسى «محمد مليجى» الذى أمضى أكثر من أسبوع فى الاحتجاز فى وقت سابق من هذا الشهر حيث قال إنه كان هناك حوالى 47 طفلا اعتقلوا من قبل الشرطة واحتجزوا معه بالزنزانة وكلهم كانوا مصابين بجروح فى مختلف أنحاء أجسادهم وبهم آثار دماء على ملابسهم. وإنه قبل خروجه من الاحتجاز قال له طفل لم يبلغ الأربعة عشر عاماً يدعى رمضان وبه آثار تعذيب الشرطة إنه عندما يترك مليجى المعتقل سيزداد الضرب سوءاً، وأضاف «بعد أن تغادر سيقضون علينا»، وأضافت صحيفة «التليجراف» البريطانية فى تقرير آخر أن الأطفال الذين تم احتجازهم من قبل الشرطة المصرية تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وأجبروا على شرب «ماء مذاب به ملح». وأشارت الصحيفة إلى أنهم حاولوا الاتصال بوزارة الداخلية لكنها رفضت الرد عليهم.