انطلاق الدراسة في 214 مدرسة ببني سويف    «رجعوا التلامذة».. 222 مدرسة فى الإسكندرية تستقبل طلابها فى أول أيام العام الدراسى الجديد (صور)    التعريف ب "علم مصر" في الحصة الأولى بمدارس كفر الشيخ - صور    بالصور- محافظ بورسعيد يوزع الأقلام على التلاميذ داخل الفصول    نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024.. الرابط الرسمي للاستعلام (فور إعلانها)    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    تنمية المشروعات يقدم برامج تدريبية مجانا لشباب دمياط لدعم وتنمية مشروعاتهم    19 جنيها لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم السبت    بينها 37 ألف طن طماطم.. 6.4 مليون طن صادرات زراعية منذ يناير 2024    «المشاط» تبحث تعزيز الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتمكين القطاع الخاص    أوكرانيا: ارتفاع حصيلة قتلى الجيش الروسي إلى 640 ألفًا و920 جنديًا    إيران: الاحتلال يشعل النار في المنطقة لإنقاذ نفسه وسيحاسب على جرائمه    تصرفات متهورة من إسرائيل.. برلماني: مصر حذرت مرارًا من عواقب التصعيد في المنطقة    تشكيل مانشستر يونايتد المتوقع أمام كريستال بالاس.. جارناتشو يقود الهجوم    التشكيل المتوقع للأهلي أمام جورماهيا    محافظ القاهرة: الدولة اتخذت كافة الإجراءات لإنجاح العملية التعليمية    آخر ساعات الصيف.. توقعات حالة الطقس اليوم والأسبوع الأول لفصل الخريف 2024    قتلت بنتها عشان علاج بالطاقة.. وصول المضيفة التونسية لمحكمة الجنايات    صور| شلل مروري بسبب كسر ماسورة مياه أسفل كوبري إمبابة    انطلاق الدورة 17 من مهرجان سماع تحت شعار رسالة سلام إلى العالم (صور)    عمر عبد العزيز: "كريم عبد العزيز بيفكرني ب رشدي أباظة" (فيديو)    من هم الخلفاء الراشدين والتابعين الذين احتفلوا بالمولد النبوي؟.. الإفتاء توضح    "الصحة" تعلن خطة التأمين الطبي للمدارس تزامنًا مع بدء العام الدراسي    «بعد حبسه».. بلاغ جديد للنائب العام ضد الشيخ صلاح التيجاني يتهمه بازدراء الدين    أستاذ علوم سياسية: توسيع الحرب مع حزب الله يعرض تل أبيب لخطر القصف    وزير العمل يعلن عن وظائف في محطة الضبعة النووية برواتب تصل ل25 ألف جنيه    زاهي حواس: حركة الأفروسنتريك تهدف إلى إثارة البلبلة لنشر معلومة زائفة وكاذبة    مسار صعب يخوضه رئيس الوزراء الفرنسي .. تحديات بانتظار الحكومة الجديدة    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    بوتين يشكل لجنة لإمداد الجيش الروسي بالمتعاقدين    أسعار الأسماك اليوم السبت 21 سبتمبر في سوق العبور    الولاء والانتماء والمشروعات القومية.. أول حصة في العام الدراسي الجديد    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    أسعار الفاكهة في سوق العبور السبت 21 سبتمبر    اليوم.. نهائي بطولة باريس للاسكواش ومصر تسيطر على لقبي الرجال والسيدات    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    هاني فرحات وأنغام يبهران الجمهور البحريني في ليلة رومانسية رفعت شعار كامل العدد    مجلس الأمن يحذر من التصعيد ويدعو إلى ضبط النفس بلبنان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ما حكم تلف السلعة بعد تمام البيع وتركها أمانة عند البائع؟.. الإفتاء تجيب    بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية في سريلانكا    احتجزه في الحمام وضربه بالقلم.. القصة الكاملة لاعتداء نجل محمد رمضان على طفل    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    هل يؤثر خفض الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في مصر؟    رياضة ½ الليل| مواعيد الإنتركونتينتال.. فوز الزمالك.. تصنيف القطبين.. وإيهاب جلال الغائب الحاضر    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    بسمة وهبة تحتفل بزفاف نجلها في إيطاليا (فيديو)    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    تحرش بهما أثناء دروس دينية، أقوال ضحيتين جديدتين ل صلاح التيجاني أمام النيابة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخبار الفن : محمد فوزى : بعض الشيوخ يفكرون بنصفهم التحتانى
نشر في أخبار النهاردة يوم 13 - 01 - 2013

«يجب أن تكون ثابتاً مثل صخرة فى عرض البحر لا يزعجها موجات المد والجزر».. حكمة قرر أن يتحلى بها المنتج محمد فوزى، للتعامل مع ضغوط الحياة وغموض الواقع السياسى.
خسر الرجل، مثل كثيرين من المنتجين، ورغم عظمة الخسارة ما زال حريصاً على استمرار العمل والإنتاج، لإيمانه بأن غلق الأبواب والشبابيك يؤدى إلى الاختناق.
خمسة أعمال تحمس محمد فوزى لإنتاجها، ولكن تداعيات المشهد السياسى أجبرته على تأجيل التصوير، وأرغمت قلبه على التوقف إثر جلطة خطيرة.
مرت الأزمة الصحية بسلام، لكنها تركت خلفها موجات من الخوف واليأس والتردد مما هو قادم من رحم الغيب.
مع هذا المنتج المهموم بآلام الوطن والفن، يدور هذا الحوار الحميم:
* فى البلاء حكمة وفى الصبر على قضاء الله نعمة.. نريد أن نعرف تفاصيل الأزمة الصحية التى تعرضت لها مؤخراً؟
- فى مساء خالٍ من البهجة، ومشحون بالأحداث، ذهبت إلى فراشى للنوم، واستيقظت فى تمام السادسة والنصف صباحاً، وأنا فى حالة صحية صعبة جداً، فأسرعت زوجتى بنقلى إلى مستشفى «السلام» بالمهندسين، وتعامل الأطباء مع حالتى بعدما عرفوا بإصابتى بجلطة فى القلب، علماً أن هذه ليست هى المرة الأولى التى أتعرض فيها لآلام القلب، فقد قمت من قبل بإجراء عملية قلب مفتوح، ولكنى تعافيت والحمد لله، ولم يعد لى التعب إلا هذه المرة بإصابتى بتلك الجلطة المؤلمة، والحمد لله على كل شىء.نعيش زمن «اللا دولة».. والحكومة تنظر للفن على أنه «منكر»
*هل صحيح أن سبب الجلطة هو ارتفاع مؤشر الخسارة وتوقف شركتك عن الإنتاج؟
- غير صحيح بأن السبب الحقيقى هو توقف أعمالى الفنية؛ لأننى أولاً مؤمن بأن الرزق بيد الله، وثانياً هى لم تتوقف ولكنها مؤجلة، وسنستأنف تصويرها بعدما أتعافى بإذن الله، ولكن السبب الحقيقى هو حال البلد الذى أصبح يحزن ويدمى القلوب، حيث كنت أتابع ليلة الحادث نتيجة الاستفتاء على مشروع الدستور، وكان عندى أمل فى بطلانه إلى أن خرجت النتيجة بنعم، فذهبت إلى فراشى وحدث ما حدث، ولهذا فإن السبب الحقيقى وراء إصابتى بالجلطة هو نتيجة الاستفتاء على هذا الدستور المشئوم.
* إلى هذه الدرجة تتسع مساحة المخاوف بداخلك من الدستور الجديد؟
- أنا أرى أن «الإخوان» يجيدون لعبة السياسة ولكنّ لديهم عيباً خطيراً، وهو الانغلاق على أنفسهم ونسيان المجتمع المصرى بكافة طوائفه، إلى جانب بنود الرقابة التى وضعها الدستور وأعضاء التأسيسية أنفسهم الذين معظمهم من السلفيين، وهم مرفوضون بالنسبة لى نهائياً؛ لأنهم لا يفقهون ألغاز السياسة، كما أن حدود الوطن أصبحت بموجب هذا الدستور غير معلومة، وكأننا نفرط فى أرضنا التى ظل الجيش محافظاً عليها، وخاض من أجلها معارك كثيرة، فهو فى نظرى دستور لا يحافظ على الإنسان المصرى، ولا على هويته، ولا حتى على أرضه.
* بعين المنتج المثقف.. كيف تقرأ ملامح المستقبل فى ظل دستور هش وتم تمريره بالمغالبة؟
- الرئيس وعد بأن هناك بعض المواد فى الدستور قابلة للتعديل بعد عرضها على مجلس الشعب، ولو تم ذلك، فسنعبر إلى بر الأمان ونلحق بشاطئ الاستقرار بعيداً عن الاختلاف، أما لو لم يحدث ذلك فسنعود إلى نقطة الصفر من جديد.
* تكلمت عن عيوب الدستور بشكل عام.. فماذا عن عيوبه التى يحملها بالنسبة لحرية الإبداع والفن؟
- هذه طامة كبرى، فأنا أشعر بأن هذا الدستور «وأد» حرية الفن والإبداع، لأن كل بند مربوط ومقيد بشروط، فمن يحدد هذه الشروط، والغريب أن من قام بالثورة فى حقيقة الأمر هم المبدعون ورجال الإعلام، حدث ذلك منذ الثمانينات وإلى أن قامت الثورة، فكم من الأعمال الفنية انتقدت النظام السابق، ورفضت القمع، وعلمت الناس عدم الخوف، وكم من قلم صحفى وقف فى وجه الظلم، ولهذا لا ينبغى أن يأتى الإخوان «ويركبوا الثورة» وصانعيها ويضعوا قيوداً عليها وعلى من زرعوها فى قلوب الناس، فالفن هو القوة الناعمة التى لا يجب أن تتقهقر، وبعد هذا كيف لا أحزن وأنا أرى كل هذا؟ هذه ليست شعارات أقولها بل يعلم ربى إن هذا فيض إحساسى وما أشعر به فعلاً.
* تعرضت لجلطة فى القلب لأن الواقع يحمل كثيراً من المخاوف.. معنى هذا أن التوترات السياسية خطر على صحة الإنسان؟
- فى الحقيقة، الجلطات تحدث نتيجة خمسة عوامل عندى منها أربعة، الأول هو الوراثة وهذا ليس فى عائلتى، والعامل الثانى هو الضغط النفسى وهذا حالى مثل كل البلد، والعامل الثالث هو الدهون الثلاثية وأنا لدىّ هذه المشكلة خاصة أننى منقطع عن تناول العلاج الخاص بها، والعامل الرابع وهو التدخين وأنا أدخن بشراهة، والعامل الخامس هو السكر الذى أصبت به مؤخراً، إلى جانب ظروف البلد التى تتسم بعدم وضوح الرؤية، واضطراب الآراء، والدستور المشئوم، ففى هذه الحالات يصاب الجسد «ونص».
* بصراحة شديدة، ألم يكن تأخر بيع مسلسلاتك عاملاً فى هذه الأزمة؟
- هذه ليست أول مرة يحدث فيها هذا، فقد حدث من قبل أيام أسامة الشيخ وأنس الفقى عندما عطلا لى أربعة مسلسلات، وبالرغم من ذلك شهدت معهما فى المحكمة، وبعت مسلسلاتى بعد ذلك، بل وبسعر أفضل، وهذا ما يحدث معى الآن، فأنا لست قلقاً على مصير مسلسلاتى؛ لأننى فى هذه المهنة منذ ثلاثين عاماً، وخبرتى تجعلنى أتغلب على هذه المشكلات الإنتاجية، وبالفعل أتعاقد حالياً على بيع مسلسلاتى وسنستأنف التصوير عقب شفائى إن شاء الله.
* لو عدنا إلى الدراما.. يتوقع النقاد زيادة الغزو التركى وتراجع الأعمال المصرية، ما رأيك فى ذلك؟
- «رب ضارة نافعة» فإذا كان الغزو التركى وصل إلى هذه المرحلة، وسيؤثر على الدراما، فإننا سنتغلب على هذه الأزمة بالذكاء من خلال فتح أسواق جديدة للإنتاج الدرامى التركى المشترك، وبالفعل هناك مفاوضات بين أكثر من منتج مصرى مع منتجين أتراك من أجل أعمال مصرية تركية مشتركة بأبطال من الطرفين على مواضيع لا يختلف عليها، مثل الأعمال التاريخية، أو ما شابه ذلك، وفى هذا فرصة جيدة لخلق سوق جديدة مع مجتمعات أخرى وحضارات مختلفة، وبالمناسبة هذه الخطوة كنا نسعى لها من قبل الثورة لخلق أسواق جديدة للإنتاج مثل التعاون مع إيران وتركيا وغيرهما.
* حدثنا عن توقعاتك لملامح الحياة الفنية فى زمن «الإخوان»؟
- كما قلت من قبل، الإخوان سياسيون، ولكن التطور مرهون بتوجههم، فهم محصورون بين طرفين، الطرف الأول هو الانغلاق على أنفسهم والانحياز للجماعة و«ذيولها» من السلفيين والجهاديين والتكفيريين وتابعيهم من هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإما التصالح مع المعارضة والاتفاق على النهوض بمصر وازدهار الفن فى مصر مرهون بازدهار الوضعين السياسى والاقتصادى، والذى لن يتحقق إلا بالتوافق، وأنا عن نفسى لا أستطيع أن أستنتج أيهما سيحدث، ولو كنت أعلم لما تعرضت لهذه الأزمة الصحية.
* وما اقتراحاتك كأحد صناع الفن للتعامل مع هذه الأزمة الحالية؟
- الخروج من إطار الأعمال المغلقة علينا وخوض المواضيع الاجتماعية التى ليست عليها خلافات.
* معنى كلامك أنك ترى الحل فى تجنب ما يغضب «الإخوان»؟
- أنا رجل عملى، وإذا سألتمونى عن رأيى وأنا من أرباب هذه المهنة، أرى أن التضييق على الفن وحرية التعبير سيكون أعنف وأشد من ذى قبل، ولكن لا بد من التعامل مع الأزمة للخروج من المأزق بحلول وسطية مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية، وبمنتهى الصراحة لن تكون لدينا حرية إبداع وحرية نقد الفترة القادمة على أى مستوى.
المبدعون ورجال الإعلام هم من قاموا بالثورة.. والإخوان «ركبوها».. والتقييد على الفن سيكون أعنف وأشد من ذى قبل
*وهل سيؤدى ارتباك المشهد السياسى إلى اختفاء كيانات إنتاجية كبرى؟
- أرى أن ذلك سيكون وضعاً طبيعياً جداً، فمع هذا القمع سيختفى منتجون من السوق، وبالفعل هناك منتجون «صفوا» شركاتهم بسبب تأخر أموالهم فى الفضائيات وخسارتهم الدائمة، وأنا أعذرهم ولا ألومهم، فكلٌ أدرى بظروفه وأولوياته، ولكن توقف الإنتاج يعنى كارثة كبيرة؛ لأن توقف المنتجين يعنى توقف أياد عاملة مباشرة وغير مباشرة؛ لأن الفن ليس مجموعة النجوم الذين يتقاضون بالملايين، إذ إن هناك آلافاً من البيوت مفتوحة من الفن.
* وهل يمكن أن تتخذ هذا القرار بالتوقف عن الإنتاج الفنى فى يوم من الأيام؟
- أنا فى هذه المهنة منذ نعومة أظافرى، وبالمناسبة ليس لى أحد فى عائلتى كان يعمل بالإنتاج، ولكنى عملت به لأننى فقط أحببته، فأنا لم أدرس الإنتاج، ولم أتوارثه، ولكنى وضعته هدفاً لى، وكثيراً ما كنت أسرح بخاطرى وأسأل نفسى هذا السؤال، وخاصة عندما تضيق الدنيا أمامى، ولكنى كنت أعود وأقول لنفسى: أنت تحمل رسالة وتُفتح بسببك بيوت كثيرة، وأصبح لك باع وتاريخ طويل، فلا ينبغى أن تتخاذل عن كل هذا خوفاً أو تخوفاً من أى شىء، لذلك، أنا لن أتوقف عن الإنتاج لآخر نفس فى حياتى.
* وما مصير أعمالك الفنية المؤجلة؟
- لى خمسة أعمال مؤجلة، هى: «ميراث الريح» لمحمود حميدة، و«مولد وصاحبه غايب» لهيفاء وهبى، و«كيكا ع العالى» لحسن الرداد، و«الرجل العناب» لشيكو وهشام وفهمى، و«سلسال الدم» لعبلة كامل، وبالفعل كنت أنوى استئناف تصوير كل هذه الأعمال فى أول يناير الجارى، ولكن أزمتى الصحية أجلت الأمر، ولكنى سأستكمل بإذن الله تصويرها عقب انقضاء فترة النقاهة، وهذه الأعمال الخمسة سأخوض بها الموسم الرمضانى المقبل.
* من وجهة نظرك، ما الدور الواجب على الدولة لحماية الإنتاج الفنى فى مصر؟
- الدولة والحكومة «شالت إيديها» من كل حاجة فى البلد، واستحالة تهتم بالإنتاج الفنى، خاصة أنهم ينظرون إليه على أنه منكر، ثم إننى أتمنى أن نتوقف عن كلمة «الدولة»، فنحن نعيش فى «اللا دولة»، ومنذ القدم الفن يدعمه محبوه، ولو أرادوا أن يدعموا الفن، فليرفعوا أيديهم عنه ويتركوه يتنفس، وكذلك ينبغى على التليفزيون أن يكون لاعباً أساسياً فى مساندة الفن، ويعود للإنتاج ليربح ويدعم الحركه الفنية، وهذا لن يحدث إلا إذا أداره جهاز «بيفهم» ولديه خبرة أمثال كثيرين مروا عليه قبل ذلك.
* مثل مَن فى وجهة نظرك؟
- أمثال أسامة الشيخ طبعاً، فرغم اختلافى معه فى وقت من الأوقات، فإننى أشهد له شهادة حق، فهذا الرجل استلم التليفزيون فى الوقت الذى لم يكن التليفزيون يضخ أكثر من ثلاثة ملايين جنيه إعلانات، فيجعله يصل إلى 400 مليون جنيه إعلانات، وفى عهده تحول التليفزيون إلى مؤسسة إعلامية واقتصادية مستقلة، فنحن لا نحتاج دعماً من الحكومة، ولكن نتمنى أن تكون لاعباً فى الإنتاج «فتربح وتشغل السوق».
* هل تصدق أن عدداً كبيراً من نجوم الفن قرروا الهجرة للخارج؟
- لا تصدقوا هذا الكلام، فهو غير صحيح بالمرة فأنا معظم أصدقائى من أهل الفن، وكثير منهم قال هذا الكلام عن الهجرة وخلافه، ولكنهم لا يفعلون، والفنان الذى يقول «هسيب مصر يبقى كداب»؛ لأنهم يعشقون هذا البلد وكونوا اسماً وتاريخاً من الفن صعب تركه والهجرة، فأكل العيش من الفن «مر»، وتكوين المال من ورائه لا يأتى بسهولة، ومن المستحيل بعد تكوين المال والشهرة أن يتركوا كل ذلك ويرحلوا عن البلد، إلى جانب أن حب مصر فى قلوبهم جميعاً، وأنا هنا لا أدافع عنهم، ولا أزايد عليهم، ولكن هذا ما أراه بعينى وألمسه مع أى فنان أتحدث معه، ثم إن الفن المصرى إدمان يصعب تركه والذهاب للخارج.
* ولماذا يسكن الفنان الهامش دائماً خاصة فى القضايا السياسية المهمة؟
- لأن الدور الحقيقى لأى إنسان يكون من خلال عمله، والفنان عمله الحقيقى الذى يؤدى به رسالته هو الفن؛ لأن العمل هو الحل الوحيد لهذا البلد كى ينهض، والقرآن قال «اعملوا» فى معظم آياته، فالانتماء إلى أحزاب حرية مكفولة ولكن ممارسة السياسة من خلال منصب أو خلافه لها أهلها المتمرسون فيها والقادرون على إدارتها.
* ما توقعاتك للأحداث فى الذكرى الأولى لثورة يناير؟
- كنت مع دعوات المظاهرات والحشد فى يوم 25 يناير المقبل، ولكن بما أنه تم تمرير الدستور، وهناك مواد فيه يمكن أن تعدل، فينبغى علينا أن ننتظر لأن مصر مشرفة على انهيار اقتصادى بالكامل، والاستمرار بهذه الطريقة سيقضى على ما بقى منها من أمل، وعلينا أن نتكاتف من أجل مصلحة البلد.
* هناك حالة انقسام فى الشارع المصرى حول الرئيس مرسى أدت إلى حالة من المعاداة الحقيقية بين المؤيدين له والمعارضين فكيف تحدث الوحدة من وجهة نظرك بين الفريقين؟
- أنا لست مع هذا الانقسام، وما يحدث الآن نتيجة الاختيار من الأساس، ف«مرسى» جاء لأننا كنا أمام خيارين كليهما صعب، الفريق شفيق أو مرسى، والرئيس نفسه لم يقدم للشعب حتى الآن أى شىء يؤدى إلى التوافق ليصبح «زعيماً» للمصريين، ولهذا أقول له: يا دكتور مرسى لم شمل البلد، فالشارع ليس هو السلفيين والإخوان فقط، ولو أنت مع الثوار بجد، فهم يمكن أن يصبحوا لك قوه تقف فى وجه السلفيين، فالثوار هم الشعب الحقيقى الذى انتخبك لرفضه رجلاً من فلول النظام السابق.
* وهل لديك ملحوظات على أداء جبهة الإنقاذ؟
- نعم.. أنا رجل أنتج منذ 30 سنة، وإعلامياً أرى أن الإعلام ليس أهم شىء، بل إن العمل هو الأهم، فأنا كمنتج لا أهتم أن يتحدث عنى الإعلام، ولكنى أهتم أن يتحدث عن أعمالى، ولو طبقنا هذا الكلام على جبهة الإنقاذ ستجدون أنها للأسف لا تهتم إلا بالإعلام والشو، وتنسى العمل الجاد، وهذا هو عيبها الخطير، لذلك أنا زعلان منها ولا أريد أن أتحدث عن «ناس بتوع شو إعلامى مع كل أسف».
* هل أنت متفائل بمستقبل مصر؟
- ربنا يستر ولو كنت متفائلاً ما مرضت، ولكن فى الحقيقة هناك رجل أنا معجب به جداً، وقد أعطانى شيئاً من التفاؤل، وهو الشيخ محمد العريفى.
* بمناسبة الشيوخ، ما رأيك فى الشيخ حازم أبوإسماعيل؟
- عليه أن يرى الشيوخ الحقيقيين غير المصريين وماذا يكنون لمصر مثل «العريفى»، وكيف يتحدثون عنها، وعليه أن ينظر لأفعاله التى شوهت منظر مصر أمام العالم، وبالمناسبة والد حازم أبوإسماعيل كان رجلاً فاضلاً وكان يدرس لى شخصياً، فهو مربى أجيال، ولكن ابنه خرج على نهجه، وحازم يمكن أن يكون متديناً ولكنه يفهم الدين بطريقة مختلفة ومتشددة لدرجة الخطأ.
* وما رأيك فى تطاول بعض الشيوخ على بعض الفنانين مثل عبدالله بدر وغيره؟
- «مبحبش أكون غلاط وأغلط فى الناس»، ولكنى أرى أن القصور فى الفكر يفعل أكثر من ذلك، فهم من اعترفوا أن ما يفعلونه بسبب معيشتهم فى السجون وتحت الأرض، فهم يعرفون أنفسهم جيداً ويعرفون أفعالهم، وللأسف أمثال هؤلاء الشيوخ لا يفكرون إلا «من النص التحتانى وإنت طالع» فهم لا يفكرون إلا فى الغرائز والجنس»، والله عيب علينا، وعيب أن يكون هؤلاء مصريين.
* يقال إنك من رجال ميدان التحرير رغم عدم نزولك الدائم.. هل هذا صحيح؟
- صحيح، فأنا لم أنزل الميدان كثيراً بسبب ظروفى الصحية، ولكن أبنائى وأصدقائى وعدداً كبيراً من أفراد عائلتى كانون يذهبون إلى الميدان لمساعدة الثوار ومد يد العون لهم، فنحن والحمد لله عائلة وطنية ومحبة لمصر؛ لذا نفرح لفرحها ونشعر بالهم والخوف كلما تعكرت الأجواء فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.