وصفت صحيفة "هيرالد ترابيون" الأمريكية مصر بأنها الوسيط الفعال الذي يستطيع توقيع وتنفيذ اتفاقيات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة وعلى رأسهم حركتي فتح وحماس. وقالت الصحيفة إن الرئيس المصري "محمد مرسي" الذي ينحدر من جماعة الإخوان المسلمين عقد أمس الأربعاء محادثات منفردة مع كل من الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل"، في محاولة مصرية لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية ولم الشمل بعد أن اتخذت البلاد أول خطوة إيجابية في اكتساب صفة "الدولة الغير العضوة" في الأممالمتحدة في نهاية العام الماضي. وأوضحت الصحيفة أن المحادثات الثنائية التي جمعت بين الرئيس "محمود عباس" و"خالد مشعل" في القاهرة مساء أمس الأربعاء تُمثل أحدث محاولة من جانب القيادة الفلسطينية المتناحرة لسد الفجوة المتسعة بين جماعاتهم، ولكن لا تزال هناك الكثير من العقبات بين الجانبين من شأنها أن تحول دون تسوية الخلافات، وأهمها كيفية التعامل مع المحتل الصهيوني. وذكرت الصحيفة أن العديد من الجولات التي أجريت للمصالحة بين فتح وحماس في السنوات الأخيرة والتي تركزت على إيجاد سبل لتقاسم السلطة باءت كلها بالفشل ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية، في الوقت الذي كانت فيه حركتي فتح وحماس على خلاف مرير منذ أن اجتاحت "حماس" قطاع غزة في 2007 وأحكمت قبضتها عليه وخرجت فتح لتحكم الضفة الغربية تحت قيادة "عباس". وقال أحد المسؤولين، رفض الكشف عن هويته، "من المتوقع عدم التوصل إلى انفراجة فورية في اجتماعات الأربعاء، لأن حماس ليست على أهبة الاستعداد نظرًا لإنشغالها بإجراء انتخابات داخلية لاستبدال "مشعل" في الفترة المقبلة." وأضاف المسؤول "إن عباس سيدعو جميع الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع أوسع نطاقًا في وقت لاحق بالقاهرة لبحث سبل المصالحة وتوحيد الصف بين الفلسطينيين." ورغم فشل الجهود السابقة لإنهاء الانقسام، إلا أن الجانبين حاولا تقديم استعراض للوحدة منذ معركة حماس الشرسة مع إسرائيل في نوفمبر الماضي ومحاولة فتح بالاعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وانتهت الصحيفة لتقول إن المحادثات الجديدة بين فتح وحماس تأتي في جو مختلف بعض الشيء، وهو ما يدعو كلا الطرفين إلى بذل جهود ناجحة لجذب تعاطف الشعب الفلسطيني.