اخبار مصر علمت "الوطن" أن بنوك القطاع العام "الأهلي المصري" و"مصر" و"القاهرة" بدأت توفير كميات كبيرة من الدولار فى السوق للعملاء بأسعار 637 قرشا بانخفاض قدره 7 قروش دفعة واحدة، مقارنة بسعر تداول العملة الأمريكية الذي بلغ 644 قرش الاثنين الماضي. وقالت مصادر مصرفية مسؤولة بأحد البنوك العامة إن مصارفهم استدعت كميات كبيرة من أرصدتها الدولارية بالخارج واعتمدت على حجم السيولة الضخمة من الدولار لديها فى مواجهة تقلبات سوق النقد ولانهاك تحركات المضاربين التى تستهدف خلق طلب غير حقيقي على العملة الأجنبية لتحقيق مكاسب مالية شخصية على حساب مصلحة المواطن. وكانت الوطن كشفت أمس عن بدء البنك المركزي بالتنسيق مع البنوك بتنفيذ خطة لحسم معركة الدولار باستدراج المضاربين واستنفاد كافة قواهم عند أعلى سعر ممكن للدولار ثم توجيه ضربات قاسية لهم بخفض قيمة العملة الأمريكية لتحقيق الاتزان داخل السوق المحلية. وأضافت المصادر أن البنوك الثلاثة تبيع الدولار منذ صباح اليوم بنحو 637 قرشا، فيما تبيعه بنوك أخرى مثل العربي الأفريقي الدولي بقيمة 640 قرش، إلا أن بنكي "الأهلي" و"مصر" قلصا هامش الربح بين عمليات شراء وبيع الدولار إلى قرش واحد فقط، حيث تقوم بشرائه بسعر 636 قرشا وتبيعه عند مستوي 637 قرشا، مقارنة ببنوك أخرى تحقق هامش ربح من شراء وبيع الدولار الواحد يقدر بنحو 7 قروش، لافتا إلى أن تلك الخطوة ستجبر سعر الدولار على الانخفاض، حيث أنها تقبل بشراء العملة الأمريكية عند أعلى مستوى ممكن وتبيعه بأقل سعر ممكن. جاء ذلك فى الوقت الذي طرح فيه البنك المركزى المصرى اليوم، 75 مليون دولار فى ثالث عطاء يطرحه للعملة الصعبة، وذلك بحد أقصى 11 مليون دولار للبنك الواحد، ليصل إجمالى ما تم طرحه بالسوق في ثلاثة أيام عمل متتالية 225 مليون دولار. وتأتي تلك العطاءات كجزء من نظام جديد أعلنه المركزي السبت الماضى عقب اجتماع فاروق العقدة محافظ البنك المركزى مع رؤساء البنوك العاملة فى السوق المحلية، لتحقيق استقرار في سوق صرف العملات الأجنبية بعد موجة مضاربات عنيفة استهدفت رفع سعر الدولار وللمحافظة على الاحتياطيات الأجنبية التى قال إنها تراجعت إلى مستوى حرج. ياتى ذلك فى الوقت الذي تشكو فيه شركات الصرافة من انخفاض المعروض من الدولار لديها وتحذر من نشاط السوق السوداء، فيما قال ياسر عمارة الخبير المصرفي، إن البنوك العامة تلعب دورا في غاية الأهمية وقد تبيع الدولار بخسارة حتى تجبر السوق على الهدوء وخفض الأسعار للحفاظ على الجنيه المصري من المضاربات القوية التى تهدد الاقتصاد الوطني. وأضاف عمارة أن السوق يشهد حالة من الترقب، مع عودة البنوك العاملة فى السوق المحلية، للعمل بعد إجازة "انتهاء السنة المالية"، أمس الثلاثاء، وسط توقعات بانخفاض قيمة الجنيه، مع إقبال المواطنين على اقتناء الدولار.