«انتخاب الرئيس مرسى رئيسا لكل المصريين»، «ميدان التحرير يكتظ فرحا بانتخاب مرسى»، «مرسى مستعد لتعيين امرأة وقبطى نائبين للرئيس»، «أوباما يرحب بمرسى رئيسا لمصر»، كانت تلك «مانشيتات» صحف عالمية مثل «لوموند» و«لونوفيل أوبزرفاتير» الفرنسيتين و«الجارديان» البريطانية، عقب انتخاب مرسى رئيسا فى يونيو الماضى وسط حفاوة وحماس من الإعلام الغربى بمرسى -الذى كانوا يصفونه مثل المعارضة المصرية ب«الاستبن»- باعتباره أول رئيس مصرى منتخب منذ أيام الفراعنة. الحماسة والحفاوة تبدلتا إلى حذر من الرئيس الجديد الذى فاجأ العالم بالتخلص من المجلس العسكرى وإقالة المشير طنطاوى فى أغسطس الماضى فظهرت مانشيتات من نوعية «أفعى الكوبرا المصرية ضد النمس»، موضحة تغلب مرسى (الأفعى) على طنطاوى (النمس). ومع إصدار الرئيس بعض القرارات الديمقراطية مثل دعوة مجلس الشعب المنحل للانعقاد، تغير وصف مرسى فى مانشيتات هذه الصحف إلى «فرعون» وبدأت مقارنته ب«مبارك»، فظهرت عناوين مثل «هل يسير مرسى على خطى مبارك؟» و«مرسى.. هل هو مبارك جديد؟»، و«مرسى.. مبارك لكن بلحية» و«النسخة الإسلامية من صدام حسين». ومع توالى قرارات الرئيس والتراجع السريع عن بعضها، عبّرت الصحف العالمية عن حيرتها فى فهم الرئيس المصرى الجديد فوصفته «جلوبال بوست»، بأنه «أكثر الرؤساء غموضا فى الشرق الأوسط»، ووصفت «فاينانشيال تايمز» تصرفات مرسى ب«الغريبة». وعاد الرئيس ليحظى برضا الصحافة الغربية بعد نجاحه فى وقف الحرب فى غزة فوصفته مجلة «تايم» على غلافها بأنه «أهم رجل فى الشرق الأوسط»، لكن فى اليوم التالى فاجأ مرسى العالم بإعلانه الدستورى الشهير فى 22 نوفمبر الماضى، ما زاد من ارتباك الصحف الغربية فقالت صحيفة «الجارديان» إن استيلاء مرسى على السلطة ووساطته لوقف إطلاق النار فى غزة ليسا سوى مناورات لشخص اتُهم أنه «استبن»، ووصفته الصحيفة بأنه «زعيم ماهر وبارع وقاسٍ». وبعد الإعلان الدستورى وأحداث «الاتحادية» حدث طلاق بين مرسى والصحافة الغربية التى بدأت تكيل له كل يوم نقدا وتهكما وسخرية مستخدمة كلمات مثل «الديكتاتور» و«الفرعون» و«هتلر» و«النازى» و«الرئيس الدمية».