لم تفلح لعبة السياسة بكل ألغازها وغموضها فى سد شهية الجماهير العربية الباحثة عن بسمة ترضى الخاطر أو «غنوة» تخلق الأمل فى أرض فقدت خصوبتها، فقد نجح برنامج «ذا فويس» الذى عُرض على قناة «إم. بى. سى» على مدار 12 أسبوعاً فى لفت الأنظار، ومساء الجمعة الماضى أُسدل الستار على البرنامج، وفاز المغربى مراد بوريقى باللقب بعد أن صوتت له الجماهير العربية، وسعد بذلك النجم اللبنانى عاصى الحلانى لأنه أحد أعضاء فريقه الذى تولى رعايته وتوجيهه. التقينا بالفنان عاصى الحلانى ليحكى لنا تجربة «ذا فويس»، وكيف تفاعل معها، وكيف أثرت فى مشواره الفنى..«ذا فويس» جعلنى أكتشف كاظم الساهر.. والعفوية ترفع رصيد الفنان فى قلوب الجماهير * هل توقعت أن يحصل مراد بوريقى على اللقب؟ - مراد بوريقى صاحب صوت مميز ونادر بشهادة جميع الأعضاء المدربين فى البرنامج، وقد أعلنت من قبل حصوله على اللقب أنه صاحب لقب «The voice»، وقلت ذلك لأن مراد فعلاً «أحلى صوت» فى الغناء الشرقى بين كل الشباب الذين يغنون بالعربى، وهو فى نظرى صاحب أحلى صوت لأنه يملك الخبرة والصوت فى آن واحد، ورغم أنى لا أنكر وجود مواهب أصواتها جميلة فإن مراد يتفوّق عليهم بخبرته وأدائه وصوته، بالإضافة إلى أن «مراد» يستطيع أن يغنّى أكثر من لون، فهو يغنى الطربى والشعبى، ويغنى كل الألوان وبحرفية، ولم يخيب ظن الجمهور العربى الذى اختاره ليحصل على اللقب. * ماذا كان شعورك قبل إعلان فوز «مراد» بلقب البرنامج؟ - كنت متوتراً جداً وأشعر بالقلق من أن يضيع اللقب من مراد، لأنه بالفعل يستحقه، وحتى إن كان مع مدرب آخر كنت سأقول إنه يستحق لقب البرنامج. * كيف تصف لنا شخصيته؟ - مراد شخص مثابر ونشيط ويشتغل على نفسه ويسمع الكلام ويطبّقه، حتى فى اختيار الأغنيات، على عكس مشاركين آخرين، حيث يأخذ النصيحة ويغنّى الأغنية التى اخترتها له مهما كانت صعبة بأريحية وابتسامة لا تفارق ثغره، وبالفعل هو من يستحق اللقب. * فوجئ المشاهدون بشخصية عاصى المرحة والعفوية فى البرنامج، فماذا أضافت لك مشاركتك فى برنامج The Voice؟ - أنا إنسان عفوى جداً بطبعى، وتلقائى، وحياتى الشخصية لا تخلو من المقالب مع أصدقائى، وفى هذا البرنامج شعرت أنه يجب أن أكون طبيعياً وعفوياً لكى أكون قريباً من الناس، لا أريد أن أبدو فى مظهر أستاذ المدرسة أو أستاذ الموسيقى، بل أحببت أن أكون قريباً من المشتركين وفى الوقت نفسه صادقاً فى التعامل مع زملائى، وبرنامج «The Voice» يختلف تماماً عن أى برامج أخرى من برامج اكتشاف المواهب، وقبل أن أوافق على المشاركة فيه أجريت بحثاً عن البرنامج، ووجدت أنه من أهم البرامج عالمياً فى أمريكا وأوروبا، وهذا ما دفعنى للقبول، بالإضافة إلى مشاركة الزملاء: كاظم وصابر وشيرين، والبرنامج أضاف كثيراً لنا كمدربين، والجمهور أصبح يعرف شخصيتنا الحقيقية التى ظهرت على الشاشة. مصر لن تسقط فى دوامة الانقسامات.. والفن يستطيع إصلاح ما أفسدته السياسة * هل كانت تجارب زملائك النجوم الذين شاركوا فى لجان تحكيم برامج أخرى لها علاقة باكتشاف المواهب، مثل نجوى كرم وأحلام وراغب، محفزة لك لخوض التجربة؟ - تجربة زملائى كانت جيدة وكانت مفيدة للناس، والأسماء المشاركة معى فى «ذا فويس» كبيرة ولكل واحد منا قيمته وحضوره، وقد كنا نتصرف على طبيعتنا، صحيح أن هذه التجربة جديدة علىّ، لكنى كنت خائفاً لأنها تحملنى مسئولية، فالأمر لم يكن مجرد لعبة، بل كان سلاحاً ذا حدين. * وماذا عن علاقتك بصابر وعاصى وشيرين؟ - صابر صديقى قبل البرنامج وعلاقتى به وطيدة وقوية وهناك زيارات متبادلة بيننا، أما شيرين فلم تكن هناك صداقة وطيدة أو زيارات بيننا، وأنا من محبى شيرين وصوتها وإحساسها وغنائها، فشيرين كتلة إحساس والبرنامج قرب الصداقة بيننا، أما كاظم الساهر، وبعد عدة لقاءات أثناء تصوير البرنامج، قلت له: «أنا نادم لأننى لم أتعرف عليك من قبل»، وكذلك هو قال لى إنه يندم على الزمن الذى مر ولم نكن فيه صديقين ومقربين، فهذه المحبة بيننا جعلتنا أقرب للناس، وهذا ما جعل البرنامج يحقق نجاحاً غير عادى وأعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ الوطن العربى. * الكل شعر أنك أكثر الفنانين الأربعة ارتياحاً فى البرنامج وظهر ذلك من خلال الحلقات المباشرة، فما سر هذا الارتياح؟ - أتصرف بعفوية تامة وبتلقائية، ولكن فى الوقت نفسه ضمن حدود الأدب والاحترام، ربما العفوية التى أتبعها كانت قريبة من الناس. * ألم تجد هناك صعوبة فى اختيار صوت واحد ليفوز باللقب وسط هذا الكم الهائل من الأصوات الجميلة والمختلفة؟ - هذا قانون البرنامج، فى النهاية يحصل صوت واحد على اللقب، ولكن هذا ليس معناه أن بقاء صوت واحد أنه سيكون هناك نجم وحيد، وأعتبر أن كل من وصل إلى النهائيات سيحظى بفرصة كبيرة ليصل إلى النجومية لاسيما وأنه يظهر على محطة عربية يشاهدها كل العالم، وأتمنى النجاح لكل من شارك فى البرنامج، ولم يحقق اللقب، ولكنه فاز بحب الجمهور. * هل تعتقد أن هذا البرنامج وحّد الوطن العربى بدليل الاتفاق على المغربى مراد بوريقى؟ - لا شك أن البرنامج جمع كل جنسيات الوطن العربى والأصوات ال12 التى اخترناها أصوات جميلة، بعيداً عن الجنسية أو الشكل، حيث كان الأساس هو الصوت الأفضل، وهناك مشتركون أصواتهم جميلة فعلاً ولكنهم يرتبكون على المسرح، وبخبرتنا عرفنا أنهم يستحقون المشاركة فى البرنامج. * كيف كنت تدرب فريقك حتى يتميز عن الفرق المشاركة؟ - كنت أدربهم حول كيفية الوقوف على المسرح والحضور بخبرتى، وكانت هناك المدربة التى تلعب دوراً كبيراً فى فريقى، وهى الفنانة غادة شبير التى تعلمهم الغناء الشرقى و«الفوكاليس» والنطق ومخارج الحروف تحت إشرافى، والحمد الله كان فريقى مميزاً فى الغناء الشرقى والغربى أيضاً وكنت أتمنى أن يكون هناك لقب للغناء الشرقى ولقب للغناء الغربى، لأن مورى حاتم كان يستحق أن يحصل على لقب الغناء الغربى. * هل تعتبر أن تحكيمكم فى البرنامج كان أسهل من برامج أخرى لا توجد بها مواهب مختلفة من الكلاسيك إلى الكورال والأوبرا والرقص وغيره؟ - لكل برنامج مميزاته، ولكن هذا لا يعنى أنه أسهل لى أن أستمع لصوت مغنٍّ من أن أستمع لشخص يعزف على آلة موسيقية أو شخص يقدم إبداعاً فنياً معيناً، فالفن فن فى النهاية. * بعيداً عن البرنامج، كيف كان شعورك بعد أن اختارتك منظّمة الأمم المتّحدة سفيراً للنوايا الحسنة؟ - سعيد بثقة الأممالمتحدة بى وبهذا المنصب، وأعمل جاهداً من خلال مشاركتى الفعالة والمساهمة فى خدمة المجتمعات الأهلية المختلفة بلبنان والوطن العربى، وأسعى لتحسين الأوضاع المعيشية للمجتمعات العربية. * وبصفتك سفيراً للنوايا الحسنة، هل تعتقد أن ما يحدث فى مصر الآن من انقسامات قد يصل إلى حرب أهلية، وهذا ما عانى منه الشعب اللبنانى؟ - الشعب المصرى مر بالعديد من الأزمات الكبيرة وتخطاها، لأنه شعب عظيم وله حضارة وتاريخ، وما يحدث فى مصر الآن مجرد أزمة بسيطة وسوف تمر سريعاً، ولا أتوقع أن تمر مصر بحرب أهلية بسبب دستور، وأتمنى أن تمر هذه الأزمة سريعاً، لأن لبنان عاشت مرحلة صعبة أثرت عليها بسبب الحرب الأهلية، وأتمنى أن يدرك الشعب المصرى ذلك، وسوف يدرك الموقف سريعاً حتى لا يدخل فى دوامة كبيرة.