رأت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يشكل أصعب اختبار للرئيس المصري الجديد "محمد مرسي" الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. التي ظلت لعقود طويلة ترفض اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وهاجمت النظام السابق لعدم مساعدته للفلسطينيين خلال العملية العسكرية السابقة على غزة نهاية 2008 وبداية 2009. وقالت الصحيفة إن الرئيس مرسي سعى لإثبات أنه أكثر انسجاما من سلفه المخلوع مع الجمهور المصري، الذي يرفض عدم تدخل القاهرة بأي شكل من الأشكال لحماية الفلسطينيين، حيث حرص على إثبات أن مصر سوف تستعيد مكانتها الإقليمية التي خسرتها تحت قيادة مبارك، وأوفد رئيس وزراءه هشام قنديل لغزة اليوم الجمعة كنوع من التضامن مع الفلسطينيين، قائلة: "إن مصر سوف تكون قادرة على التأثير بشكل جزئي على الأحداث". وأضافت الصحيفة قبل يوم من ضرب إسرائيل لغزة: "كانت مصر تقود مفاوضات تهدئة بين حماس وإسرائيل، عندما بدأت إسرائيل حملتها الأربعاء، طالب مرسي على الفور بسحب السفير من تل أبيب وسلم رسالة احتجاج إلى سفير إسرائيل في القاهرة، كما دعا مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمواجهة تصاعد الأحداث، محذرا من أن الاشتباكات قد تقود إلى تصاعد الأمور بشكل يخرج عن السيطرة". ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الرئيس مرسي؛ بعيدا عن الخطب الرنانة وسحب السفير والاحتجاج، ليس أمامه الكثير ليفعله ليردع إسرائيل عن هجماتها ضد حماس في غزة، فالرئيس والإخوان يدركون جيدا أنهم إذا اتخذوا خطوات أكثر جدية، فقد يفقدون الولاياتالمتحدة التي هم في أشد الحاجة إليها والغربية إذا انتهكت معاهدة كامب ديفيد، فقد قال مرسي مرارا إن مصر ستتمسك بالتزاماتها الدولية، في إشارة إلى احترام معاهدة السلام. وعلاوة على ذلك، فالمصريون ليس لديهم شهية للمغامرة العسكرية والقيام بأي مغامرة غير محسوبة المخاطر في ظل التحديات الداخلية الخطيرة التي يواجهونها. ونقلت الصحيفة عن "إيساندر العمراني"، المحلل السياسي قوله: "اعتقد أن مرسي وجماعة الإخوان تجد نفسها الآن في نهاية الخط التي كانت تستخدمه لمهاجمة مبارك، والآن بعد أن أصبحوا في السلطة يواجهون حقيقة أن مثلث العلاقات المصرية الإسرائيلية والفلسطينية معقدة للغاية وإجراء أي تغييرات جذرية هناك سيكون له عواقب خطيرة على البلاد".