«قف للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».. بيت فى قصيدة شعر سطرها أمير الشعراء أحمد شوقى، لإضفاء التقدير والعظمة على مهنة المعلم الذى تشبه رسالته رسالة الرسل والأنبياء، لكنه لم يكن يدرك أن من بين هؤلاء المعلمين من يحيد عن رسالته ويعرّض من هم تحت يديه لعنف بدنى ونفسى، ليس بالضرب فقط ولكن بالاعتداء جنسياً على الأطفال مثلما حدث مع طفلة أسوان وبقص الشعر مثلما حدث مع طفلتى الأقصر، وهم الأطفال الذين أكد خبراء أنهم فى حاجة إلى تأهيل نفسى سريع لتجاوز الأزمة. «الطفل زى العجينة الطرية نقدر نشكلها زى ما احنا عايزين لو انتهكت آدميته منذ الصغر يتحول لشخص أكثر عنفاً».. هكذا ترى أمل جودة الناشطة فى مجال حقوق الطفل أن التأثير النفسى لجرائم الاعتداء على الأطفال يظل لسنوات طويلة مؤثراً فى شخصيته وفى تعامله واندماجه مع المجتمع، فالطفل الذى تعرّض لانتهاك إنسانى من أى نوع يحتاج لفترة تأهيل كافية لكى يعود من جديد للاندماج فى المجتمع. وقالت: الطفل الذى يتعرض للعنف يتعامل مع الآخرين بعنف، كما أنه يكون أكثر انطوائية وتخريباً، ومن الممكن أن يمقت المدرسة تماماً؛ حيث ترتبط فى ذهنه بالعنف، وترى أمل أنه من الضرورى تأهيل الطفل الذى يتعرض للعنف تأهيلاً نفسياً، على يد متخصصين فى الطب النفسى لمساعدته على الاندماج فى المجتمع والخروج من الأزمة. «سرعة تأهيل الطفل نفسياً بعد التعرض للانتهاك ضرورة لتجاوز المحنة» يتحدث الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بالقصر العينى، مؤكداً أنه يجب على الأسرة أيضاً خلق مناخ ملائم ليتجاوز الطفل المحنة، وأضاف أن أعراض ما بعد الصدمة عند الأطفال هى الاكتئاب والعزلة الشديدة والبكاء والخوف من كل شىء والتوتر ورفض التعليم نهائياً، كما أن الطفل يكون فى حالة رفض لكل من حوله، لذا يجب فى تلك الحالة عزله مباشرة عن المكان الذى تعرض فيه لانتهاك.