أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، أن العالم الخارجي "يشعر بقلق شديد إزاء المشكلات الاقتصادية التي تمر بها مصر، والتي كانت إحدى أسباب ثورة 25 يناير"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة "تتأهب لمعرفة نتائج العملية الديمقراطية فى مصر". وقال كارتر، خلال مؤتمر صحفي الذي عقده بحضور وفد الحكماء في القاهرة، أن إسرائيل "تمر بعملية تخلي عن مبدأ الدولة الواحدة، ولفتنا إلى أن هذا الأمر يجب الاهتمام به"، وعلى صعيد آخر أوضح كارتر أن حركتي فتح وحماس "يأملان أن تلعب مصر دورها الريادي كوسيط قوي بينهما من أجل التغلب على القضايا العالقة، وعودة الحقوق الفلسطينية والوصول إلى المصالحة". وأعرب الرئيس الأمريكي الأسبق عن مدى إعجابه لما يجرى في مصر منذ ثورة 25 يناير، حيث اعتبرها معجزة بالنسبة له شخصيا، وقال "راقبت منذ ذلك الوقت عملية التحول الديمقراطى التى تجسدت فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما اندهشت بالإنجاز الهائل الذى حققة الرئيس محمد مرسي الذى أظهر جراءة كبيرة وزعامة رائعة". وأوضح كارتر أن وفد الحكماء قبل أن يصل القاهرة اليوم توقف في البداية فى إسرائيل والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلى، وممثلين عن المجتمع المدنى، وممثلين عن حركتى فتح وحماس، كما ذهب الوفد لرام الله والتقى الرئيس الفلسطينى أبو مازن ثم الأردن والآن فى القاهرة. وأشار كارتر إلى أن وفد الحكماء سيلتقى غدا بالرئيس محمد مرسي لبحث العديد من الأمور على رأسها قرض صندوق النقد الدولى، وقضايا المرأة ووضعها فى الدستور، كذلك النواحى الدينية وحقوق الإنسان والمساواة. من جهتها، أعربت مارى روبنسون الرئيسة السابقة لأيرلندا، وجود تحديات كبرى تواجه التغيرات الديمقراطية فى مصر، مؤكدة أنه "ليس من السهل أن يحدث تحول ديمقراطي شامل فى فترة بسيطة". كما أكدت روبنسون على أن وفد الحكماء "يدعم التحول الديمقراطى الدامج والشامل فى مصر وأى بلد آخر"، وأكدت أيضا على وضعية المرأة فى الدستور الجديد ومشاركتها فى شتى جوانب الحياة قائلة "نحن عندما نحكم على دولة يكون الحكم من منطلق وضع المرأة فى الدستور والقانون". وقالت غرو هارلم برونتلاند رئيس وزراء النرويج السابقة، "إن ما حققته مصر فى الأشهر العشرين الماضية يشكل فخرا لهذا البلد ومصدر إلهام للملايين حول العالم. حيث لم نستطع الابتعاد عن شاشة التلفاز فى العالم الفائت عندما نزل المصريون من كافة الاتجاهات إلى الشوارع معا للمطالبة السلمية بالتغيير". وتابعت "نتطلع خلال زيارتنا إلى مصر إلى السماع من قطاعات عديدة من المجتمع المصرى عن توقعاتهم عن المستقبل، بما فى ذلك مشروع الدستور القادم. ويهمنا بصورة خاصة التأكد من لقائنا بالجماعات التى كثيرا ما تجد صعوبة فى إيصال صوتها كالشباب والنساء والأقليات". وتتألف مجموعة الحكماء من مارتى أهتيسارى، كوفى عنان، إلا بهات، الأخضر الإبراهيمى، جرو برونتلاند، فرناندو هنريك كاردوسو، جيمى كارتر، جراسا مايكل، مارى روبنسون، وديسموند توتو "الرئيس"، ويعتبر نيلسون مانديلا وأونج سان سو كى عضوين شرفين بمجموعة الحكماء.