أكد رجب هلال حميدة، عضو مجلس الشعب الأسبق، والحاصل على حكم البراءة في موقعة الجمل أنه "لم ير في حياته شخصين تربيا تربية عالية مثلما رأى علاء وجمال مبارك، رغم اختلافه معهما سياسيا. وقال حميدة خلال حديثه عن تجربته في سجن طره لبرنامج "القاهرة اليوم" على قناة "اليوم"، مع محمد مصطفى شردي، عمرو أديب، "الأستاذ علاء ملتزم جدا، وأكثر تدينا من جمال، والأبعد عن الصلاة هما أحمد عز، وأنس الفقي. وأضاف حميده: "تكلمت مع علاء بعد مرور 4 شهور، وفي رمضان كنت أعطي دروسا دينية بعد صلاة العصر، ولقيت علاء عاوز يعرف كل حاجة في السيرة النبوية، وكان يلقبوني بالشيخ رجب، وأنا أناديه بالأستاذ، وكنت استحي أن أسأله عن ما تكتبه الجرائد عن ملايينه وممتلكاته، وعن عودتها، ولكن علاء أقسم بالله أن 90% مما يكتب عن حجم الثورة كذب وافتراء، وطالبنا من المشير أن نرد على هذه الأقاويل، ولكن المشير كان يصد الإعلاميين عن الحديث معنا، وطلب منا أن نبلغ الرئيس مبارك بأن هذا كلام الجماهير، وكلام فاضي وهنلم الكلام ده". واستمر حميدة في كشف ما حدث له بسجن طره قائلا: "سألت الأستاذ علاء مهربتوش ليه ؟ فقال إن هناك ناس اتصلت بينا، وخاصة رجائي عطية، الذي قال لجمال عبد العزيز -مدير مكتب الرئيس- وطالبه بأن ينصحنا بالهروب أو السفر". وأوضح حميدة أنه سأل جمال عبد العزيز نفسه، وأكد له صدق المعلومة حيث أنه أراد أن يوصل رجائي عطية مباشرة، بجمال وعلاء لكن رجائي رفض الحديث إليهما مباشرة وقال "أنا أبلغك رسالة". وعن فترة ما قبل تنحي مبارك قال حميدة: "سألت جمال عبد العزيز، أيه اللي حصل يوم التنحي فقال: "يوم التنحي الرئيس مبارك جاب طنطاوي، وعرض عليه أنه يكون نائبا له، قبل أن يعرض على عمر سليمان، فرفض طنطاوي، وجابه بعدها بشوية وعرض عليه أن يبقى رئيس وزراء، قبل أن يعرض على أحمد شفيق، فرفض أيضا، وعرض على شفيق فقبل، وطلب مبارك من عمر سلميان، وأحمد شفيق أن يبدأ حوار مع القوى السياسية، والمسؤولين فوافقوا، لكن المشير طنطاوي والفريق عنان تحفظا على ذلك لأنهم توقعوا أن الحوار لن ينجح، وأن الوضع لن يمكن السيطرة عليه". وفي يوم التنحي، قال حميدة: "حكى لي جمال عبد العزيز، عن يوم التنحي وقال دخل المشير طنطاوي على مبارك بمكتبه، وقال له الأمر خطير ويصعب السيطرة عليه، خاصة بعد موقعة الجمل، فقال له مبارك انتوا عايزين ايه؟ اللي عاوزينه أعملوه، عدوا بيان، واكتبوه وجهزوه بشرط البيان ميتذعش، ومش هقوله إلا لما ولادي يوصلوا شرم الشيخ، وهذا حدث بالفعل، وألقي البيان وسلم لسلطات للمجلس العسكري، ومن هنا بدأت التفاهمات بين المجلس العسكري، والقوى الوطنية، وبدأوا هم يطالبوا القوى السياسية بالحوار، لأن المجلس كان عاوز يخلص من مبارك والأمور تستقر".