قال الدكتور حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، إن الدولة تصرف 20 مليار جنيه على دعم البنزين، يذهب معظمه إلى القادرين من أصحاب السيارات الفارهة، وأضاف ل «الوطن» أن السيارات التابعة للبعثات الدبلوماسية والسفارات تحصل على البنزين والسولار بسعر مدعم مخصص للفقراء من المصريين، موضحاً أنه لا توجد أرضية قانونية تمكن الدولة من منح السيارات الفارهة والدبلوماسية الوقود بسعر أعلى. واتهم «عرفات» وزارة البترول ورئاسة الجمهورية بالعمل منفردين دون أخذ رأى المختصين وأصحاب المهن للقضاء على تلك الأزمة والتى ثبت فشلها فى وضع حلول واقعية لها، وأضاف أن الشعبة ستعقد اجتماعاً بمقر الغرفة التجارية بالشرقية بحضور كافة أعضائها على مستوى الجمهورية لكشف الكثير من الحقائق للرأى العام حول الأزمة والمتسببين فيها.مالك محطة وقود بالإسكندرية يستغيث بمديرية التموين من بلطجية السوق السوداء من جانب آخر، قال مصدر مسئول بالهيئة العامة للبترول، إن الهيئة قررت تخفيض حصة محافظة القاهرة من البنزين والسولار بنسبة 10% خلال الشهر الحالى، وزيادة الكميات المخصصة لمحافظات الصعيد. ورغم انحسار أزمة الوقود جزئياً بعدد من المحافظات مثل كفر الشيخوقنا والإسكندرية، بعد توافر كميات متوسطة من الوقود، إلا أن المواطنين يتشككون فى حل الأزمة ويتوقعون عودتها فى أى وقت، حيث لجأ بعضهم إلى التخزين فى «تنكات» خاصة وجراكن البلاستيك من عبوات الزيت الفارغة. وفى كفر الشيخ وصل الأمر ببعض المزارعين أن يخزنوا السولار فى «طشط» الغسيل، مبررين ذلك بأنهم يخافون من تكرار الأزمة وأنهم يؤمّنون أنفسهم لأيام مقبلة لا يعلمون ما فيها - حسب قولهم. وفى سياق آخر استمر تجار الوقود بالسوق السوداء فى نشاطهم، حيث تم رصد بؤر بيع السولار والبنزين المنتشرة فى مراكز كفر الشيخ، ففى مدينة بيلا تم رصد أكثر من بؤرة لبيع الوقود بطريق بيلا - المنصورة حيث يتمركزون بجوار ورش إصلاح السيارات وعلى مقربة من قسم الشرطة، كما تم رصد بؤر أخرى فى أول طريق الجرايدة، وخلف الموقف العمومى. وتجمعت السيارات خلف سوق الجملة الرئيسى حيث تأتى سيارات محملة ببراميل السولار والبنزين تبيع فى الصباح الباكر للسيارات الآتية للسوق، بالإضافة إلى نقطة بيع أخرى تقع على كوبرى عزبة أبوعمر الواقعة على بعد أقل من كيلومتر من موقف كفر الشيخ العمومى على طريق القاهرة. وفى مدينة الحامول تبيع محلات الزيوت الوقود فى عبوات خاصة بالسولار عبوة 20 لتراً ب40 جنيهاً، وأخرى خاصة بالبنزين سعة 5 لتر بسعر 10 جنيهات. ولا يزال اصطفاف السيارات فى طوابير طويلة تمتد لمئات الأمتار بمحطات وقود «التعاون، مصر للبترول، شل» الكائنة بمدن قنا، دشنا، نجع حمادى فضلاً عن نشوب مشادات كلامية بين أصحاب المحطات والسائقين، وتكدس سائقى الجرارات الزراعية فى انتظار السولار. وتقدم سعيد تمراز، مالك محطة لتموين الوقود بمنطقة قرى بنجر السكر بشكوى لمديرية التموين بالإسكندرية، طالب فيها بحماية محطته من الاعتداءات المتكررة من قبل البلطجية الذين يهددونه، ويستولون على أكثر من 7 آلاف لتر سولار وبنزين يومياً. فيما كثفت مديرية التموين بالإسكندرية بالتنسيق مع مباحث التموين الرقابة على محطات الوقود بأنحاء المحافظة، وأسفرت المضبوطات عن مصادرة 250 ألف لتر سولار، و16 ألف لتر بنزين، وكمية أخرى من البنزين تقدر ب 30 ألف لتر.