لعقود طويلة كانت اللائحة الطلابية وسيلة السلطة للهيمنة على الجامعات، وقمع أى حركة معارضة فى مهدها. ترزية القوانين الذين أحكموا قبضتهم على السلطة بتعديلات الدستور، والقوانين المجحفة التى تسمح بتمديدٍ إلى ما لا نهاية، وتوريث محتوم، استخدموا مهاراتهم فى صياغة لائحة تحرم العمل السياسى على طلبة المعارضة، وقيدت الحركة الطلابية حتى كادت تقتلها. قامت الثورة، وشهدت الانتخابات الطلابية العام الماضى تغيرات تاريخية، فلأول مرة استطاع الطلبة السلفيون أن يخوضوا الانتخابات بعد سنين من الحرمان، ولم تستطع الأجهزة الأمنية خلق العراقيل البيروقراطية المصطنعة لإقصاء طلبة الإخوان المسلمين. شهدت الجامعات المصرية العام الماضى صراعا حقيقيا على كراسى اتحاد الطلبة، لكنه جاء أضعف من المتوقع. القوى الثورية كانت تنظم صفوفها، وتلم شتاتها، كما كانت منشغلة بالصراع مع المجلس العسكرى فى محمد محمود والعباسية، والتحرير، والطلبة النشطاء أنفسهم كانوا أكثر اهتماما بالصراع السياسى على البرلمان والرئاسة، أكثر من الصراع داخل الجامعة. أما هذا العام، فالأمر يختلف؛ تشهد الانتخابات المقبلة صراعا حقيقيا بين القوى المدنية الثورية والسلفية والإخوانية، على من يمتلك زمام السلطة فى الجامعة. الوقت كافٍ للجميع كى يستعد ويحشد ويروج لبرامجه الانتخابية. وكما تشهد اللجنة التأسيسية للدستور صراعا طاحنا، ستنعكس نتائجه على انتخابات البرلمان، فإن الجامعة تشهد ذات الصراع على دستورها، «اللائحة الطلابية»، قبيل انتخابات الاتحاد. فى هذا الملف، نستعرض أهم المواد الخلافية فى اللائحة الطلابية، ورأى القوى الثورية المختلفة فيها من اليمين واليسار، ونكشف أسباب صراعاتهم مع التيارات الدينية التى تعارض العمل الحزبى داخل أسوار الجامعة. نحاور فى هذا الملف نشطاء الاتحادات الطلابية فى جامعات مصر من الشمال للجنوب، لنرسم صورة عن الصراع الطاحن بين ساسة الجامعات.