مع ازدياد حدة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة على الجمهورية الإيرانية بسبب مشروعها النووي، وبسبب مصاحبتها لأول وأكبر المظاهرات الحاشدة في إيران منذ 3 أعوام، أكد عدد من المسؤولين الإيرانيين أنهم تقدموا إلى الولاياتالمتحدة بخطة أطلقوا عليها "خطة الخطوات التسع"، لإنهاء المشروع النووي الخاص بها، عن طريق البدء في وقف إنتاج اليورانيوم تدريجيًّا، إلا أن الخطة التي تقدم بها المسؤولون الإيرانيون، تحتاج إلى كثير من التنازلات من قبل الدول الغربية، بدءا من إلغاء كافة العقوبات، منع استيراد وتصدير البترول، والتسبب في تدهور العملة الإيرانية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا تماما خطة الإيرانيين. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الإيرانيين استغلوا زيارتهم الأسبوع الماضي للولايات المتحدة، لمحاولة كسب التعاطف، خاصة مع الإشارة إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، بدأ في الشعور بضغط الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة على إيران. وقال مصدر مخابراتي بالولاياتالمتحدة، ردا على التساؤل حول سبب تراجع الإيرانيين حول مواقفهم السابقة، إن "في داخل المجتمع الاستخباراتي، أنا أعتقد أنه من العادل القول إن هناك انقسامًا في الآراء من ناحية أعلى مستوى لقلق قيادات النظام الإيراني. آية الله مغرور وشارد، وقد رأيناه من قبل يسير على حافة الصفقات ثم يتراجع عنها". وأكدت "نيويورك تايمز" أن خطة الإيرانيين تعتمد أساسًا على عرض إيراني أُصيغ في يوليو الماضي لتقديمه للمسؤولين الأوروبيين، وهو يعتمد على البدء في تقليل العقوبات تدريجيا، بينما تنهي إيران الأعمال النووية في موقع أو اثنين من منشآتها النووية التي يقومون فيها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وفي المرحلة التاسعة، وبعد إسقاط كافة العقوبات الاقتصادية على إيران، توقف إنتاج اليورانيوم المخصب بشكل نهائي. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكدت أن تلك الصفقة صاغها الإيرانيون لتحديد الخطوط الأساسية، ولكنها لا تضمن ما إذا كانت إيران ستمتنع عن تصنيع السلاح النووي أم لا، كما أنه سيكون في إمكانهم إعادة بدء البرنامج مرة أخرى في فترة قصيرة لا تُذكر، ولن يكون عليهم الإجابة عن أية أسئلة يطرحها خبراء التفتيش الدولي. وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه حتى وإن اتبعوا الخطة الإيرانية، ورفعوا العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، فإن إعادة فرضها مرة أخرى في حال عدم التزام إيران بالاتفاق، سيتطلب سنوات كثيرة، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب إعادة إقناع دول العالم مرة أخرى لفرض العقوبات بعد رفعها.