كل شىء جرى بهدوء، السيارة تلمست طريقها بلا ضجيج، راحة اليد مقبضة على فم الطفل الصغير بإحكام، لكن صرخة «عمر» دوّت فجأة، بعد أن أفلت رأسه من بين يدى الخاطف بأعجوبة، وبينما نهض الأب القريب من مكان الواقعة على استغاثة نجله، فرّت سيارة الخاطفين حاملة «عمر» واختفت. المشهد السابق من وقائع جريمة خطف شهدتها مدينة السويس يوم الثلاثاء الماضى. السويس، كغيرها من محافظات مصر، تشهد حالياً موجة مرعبة لهذه النوعية من الجرائم التى وصل عددها فى العام الماضى إلى ما يزيد على 2000 جريمة. هشام محمد أحمد ،47 سنة، يعمل فى مجال نقل المواد البترولية، هو والد الطفل عمر، 9 سنوات، كان فى منزله خلف المدرسة الفندقية بطريق ناصر، وفجأة سمع صوت صراخ نجله فأسرع خارج المنزل لمعرفة سبب صراخ الطفل ففوجئ بمجهولين يقتادون نجله داخل سيارة ماركة فيرنا هيونداى سماوية اللون، وبعد ساعة واحدة من الواقعة اتصل به أحد المختطفين وطلب منه فدية 200 ألف جنيه لإطلاق سراح نجله. اتجه على الفور والد الطفل وحرر محضراً رقم 4108 لسنة 2012 إدارى الأربعين، وقص لرجال المباحث تفاصيل ما شاهده. تمكن رجال المباحث من تحديد العصابة، المكونة من 3 أفراد هم: (وائل. أ) الشهير بال«شيطان»،34 سنة، من منطقة التوفيقية، وكان يعمل سائقاً لدى والد الطفل المختطف، و(أحمد. ح) وشهرته «أحمد السنى»،21 سنة، ومقيم بمساكن المستقبل، كان يعمل «تباع» مع وائل، وفصلهما والد الطفل، بجانب (محمد. م) وشهرته «الدحلاوى»، 50 سنة، من قرية عامر بالقطاع الريفى. وافق أفراد العصابة، مساء الثلاثاء الماضى، على تخفيض مبلغ الفدية ل100 ألف جنيه، وحدّدوا مكان التسليم والتسلم بأرض المشروع بالقطاع الريفى، وأثناء عملية تسليم مبلغ الفدية تمكن رجال الأمن من إلقاء القبض على المتهمين الثانى والثالث أثناء تسلمهم ال100 ألف جنيه مبلغ الفدية، وأرشدا على المتهم الأول الشهير ب«الشيطان»، حيث كان فى انتظارهم ومعه الطفل المختطف داخل سيارة فيرنا سماوية اللون رقم 25332 ملاكى السويس، وهى التى تم استخدامها فى اختطاف الطفل على بعد 200 متر، وحاول المتهم الهروب عقب رؤيته رجال الأمن وطاردته سيارة الشرطة حتى اختلت عجلة القيادة فى يديه واصطدم بشجرة مما تسبب فى إصابته بجروح فى يديه ووجهه ولم يصب الطفل بأى مكروه. وفى حادثة مشابهة عاشت عائلة الفتاة مروة محمود دياب المقيمة فى مساكن هيئة قناة السويس نفس التجربة المريرة عقب اختطاف ابنتهم مروة، 19 عاماً، منذ أول يوليو الماضى ولا تزال تتنازعها مشاعر الأسى ومرارة الفقد، فحتى الآن لا يزال مصير الفتاة فى علم الغيب. محمود دياب والد الفتاة وخطيبها كريم حسين أكدا ل«الوطن» أنهما حررا محضراً بواقعة الاختطاف تحت رقم 49 لسنة 2012 جنايات الأربعين، وحددا فيه هوية المختطفين، وهم مجموعة من الأعراب، لكن حتى الآن لم تعد الفتاة المختطفة علماً بأن المختطفين يتصلون يومياً بعائلة مروة، ومكنوا الفتاة المختطفة من محادثة أهلها. كريم حسين خطيب الفتاة قال ل«الوطن» إنهم أرسلوا عدة استغاثات لوزارة الداخلية، وعقدوا أكثر من اجتماع مع اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس وجددوا بلاغهم أكثر من مرة خاصةً بعد اتصال أحد المختطفين به، وطالبه بالتنازل عن المحضر وإلا سوف يزوجون خطيبته لأحدهم فى تحدٍّ صارخ للقانون.