كشف خيرى مرزوق رئيس اللجنة النقابية فى شركة النيل لحليج الأقطان أن العمال لم يحصلوا على مرتباتهم منذ العام الماضى بعد قرار القضاء بالعودة للدولة، وأوضح أنهم لجأوا إلى خلع ملابسهم أمام مجلس الوزراء حتى يتفرج عليهم الناس ويجدوا من يستمع لشكواهم بعد أن رفض المسئولون لقاءهم. وقال فى حوار ل«الوطن» إنهم كانوا يعيشون على وجبة كشرى واحدة يومياً أمام المجلس، يتناولونها وقت العصر ويصبرون عليها لليوم الثانى، وذلك بسبب عدم امتلاكهم أموالا، وأشار إلى أن بعضهم لجأ إلى بيع منزله لأنه لا يمتلك ما يطعم به أبناءه. واتهم مرزوق السيد عبدالعليم الصيفى مالك الشركة بتخريب البنية التحتية ل7مصانع مملوكة للشركة، بعد أن استولى على جميع الماكينات بالمصانع والمواد الخام. ■ ما مشكلتكم مع الشركة؟ - مشكلتنا أن إدارة الشركة لم تصرف مرتباتنا منذ نوفمبر 2011 بعد صدور حكم من المحكمة الإدارية ببطلان بيع الشركة وعودتها للدولة، حيث نفذ عبدالعليم الصيفى صاحب المصنع مخططاً لتصفية الشركة وال7 مصانع التابعة لها، وذلك بتعمده تخريب المعدات والماكينات وبيعها خردة، إلى جانب إلغاء محطة المياه التى تغذى المصانع، وهناك شبهة تواطؤ بين الشركة القابضة للتشييد والبناء مع إدارة الشركة لتعطيل تنفيذ الحكم القضائى الصادر بعودة الشركة لقطاع الأعمال العام. ■ ومتى جرت خصخصة الشركة؟ - منذ 2008، والشركة وقتها لم تكن تعانى من أى أزمات مالية، وبيعت للمستثمر المصرى عبدالعليم الصيفى بأرباح تقدر ب37 مليون جنيه، ووديعة بمبلغ 40 مليون جنيه. ■ وهل كانت هناك شبهة فى بيع الشركة لهذا المستثمر؟ - بكل تأكيد، فهذا المستثمر على صلة قرابة بأمين أباظة وزير الزراعة الأسبق، كما أنه عقب بيع الشركة له فى 2008 حصل على قرض حسن من وزارة القوة العاملة دون فوائد قيمته 15 مليون جنيه، ثم أودع 100 ألف جنيه فى صندوق الكوارث فى الوزارة كمنحة. ■ وكم عدد العمال الذى تشردوا بعد إغلاق الشركة؟ - حوالى 7000 عامل، لأن الشركة تمتلك 7مصانع هى، «مصنع إنتاج الصفيح والنسل الصناعى والعلف والزيوت ومحلج الأقطان». ■ ولماذا لجأتم لخلع ملابسكم أمام مجلس الوزراء أكثر من مرة؟ - اعتصمنا أمام مجلس الوزراء كثيراً، وفى كل مرة لم يسمعنا أحد ولم نقابل حتى «سواق» فى مجلس الوزراء فلذلك لجأنا إلى خلع ملابسنا حتى نجذب اهتمام الناس والإعلام إلينا وإلى مشاكلنا، كما أن بعضنا بالفعل أصبح لا يمتلك سوى الجلباب الذى يرتديه. ■ وهل تسبب ذلك فى حصولكم على حقوقكم؟ - هذا التصرف لفت انتباه واهتمام الإعلام والصحف وتحدثت عن مشكلتنا، لكن رئيس الوزراء وحكومته موجودون فى عالم آخر ولا يسألون ويهتمون فقط بالاستثمار، أما العمال فبالنسبة لهم ليست لهم أهمية. ■ وكيف يعيش العمال منذ 11 شهرا دون مرتبات؟ - أقسم بالله أن بعضنا لجأ لبيع منزله بسبب عدم امتلاكه أموالا لإطعام أبنائه، كما لجأ البعض الآخر إلى العمل كعامل نظافة، والدليل الأكبر على ضيق الحال بنا أننا كنا فى الاعتصام أمام المجلس نعيش على وجبة يومية وهى الكشرى ونأكلها مرة واحدة فى اليوم وهو ما جعل بعضنا يسقط مغشياً عليه بسبب ضعفنا لعدم امتلاكنا أموالا للطعام. ■ وهل قدمتم شكاوى لوزارة القوى العاملة؟ - قدمنا العديد من الشكاوى للنائب العام ووزير القوى العاملة لكنه بصراحة «معندوش فكرة بأى حاجة خالص»، ومش عارف يحل مشاكلنا، كما أن شكوانا مصيرها درج النائب العام. ■ ولماذا أنهيتم الاعتصام أمام مجلس الوزراء؟ - لقد نفدت أموالنا وسقط بعضنا مغشيا عليه من الجوع بالإضافة إلى اعتداء أمناء الشرطة علينا بعد محاولتنا قطع الطريق.