فرضت مديرية أمن الإسكندرية حراسة مشددة على مقر القنصلية الأمريكيةبالإسكندرية، وأغلقت الشوارع الأربعة المؤدية إليها، بعد نشوب اشتباكات أمس الأول بين عشرات المحتجين وقوات الأمن المكلفة بتأمين القنصلية، أسفرت عن إصابة 12 شخصاً نتيجة تبادل التراشق بالحجارة. وكانت الإسكندرية شهدت موجة احتجاج عارمة ضد الفيلم المسىء للرسول، وخرج آلاف للتظاهر أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل، ثم توجه العشرات منهم إلى مقر القنصلية الأمريكية. ولم تقع اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن فى الساعات الخمس الأولى، التى ظل المتظاهرون يهتفون خلالها فى محيط القنصلية الأمريكية بهتافات مناوئة للفيلم المسىء للرسول والبلد الذى أنتج فيه، مثل: «لا إله إلا الله الرسول حبيب الله»، «يا أوباما التحرير عايز يطرد السفير»، «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود»، ثم بدأ عدد من المحتجين برشق قوات الأمن بالحجارة، فرد رجال الأمن المركزى عليهم بنفس الطريقة لتدور معارك تراشق على فترات، واضطرت القوات إلى إطلاق «قنابل الدخان» لمنع المحتجين من الاقتراب من القنصلية دون استخدام القنابل المسيلة للدموع. وأسفرت الاشتباكات عن إصابه 4 من المحتجين، ومصور صحفى، و6 مجندين وضابط، وأفاد مصدر أمنى بأن حالتهم مستقرة. وقال اللواء خالد غرابة، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إنه أصدر تعليماته بالتحلى بأعلى درجات ضبط النفس وعدم استخدام العنف مع المحتجين لأن المهمة الأساسية لقوات الأمن ليست هى الاشتباك معهم، ولكن تأمين القنصلية الأمريكية، فيما تفاوض عدد من قيادات المديرية مع عدد من المحتجين أمام القنصلية فى محاولة لنزع فتيل العنف، وإقناع المحتجين بعدم جدوى الدخول فى اشتباكات مع قوات الأمن، ونجحت تلك التفاوضات فى تقليل حدة الاشتباكات لكنها لم تمنعها بشكل كامل. وتنتشر قوات الأمن فى كافة المداخل المؤدية للقنصلية بالإسكندرية، التى تقع فى شارع يطل على شارع فؤاد الرئيسى من جانبين، كما تطل على شارع السلطان حسين بمنطقة محطة الرمل، الأمر الذى جعلها تتصدى للمحتجين من 4 اتجاهات مختلفة. وقال أشرف مرقص، أحد سكان المنطقة المحيطة بالقنصلية الأمريكية: «عانينا على مدار يوم من الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وكانت القوات تستوقفنا قبل السماح لنا بالمرور إلى منازلنا المجاورة للقنصلية الأمريكية»، وأضاف: إننا اعتدنا على وجود إجراءات أمنية مكثفة فى محيط القنصلية الأمريكيةبالإسكندرية، لكنها لم تصل إلى هذه الدرجة من قبل.