تحت عنوان "ثمة صراع جديد بين أمريكا ودول الربيع العربي"، رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن المسلمين في مصر وليبيا يشتاطون غضبًا بشأن إنتاج فيلم مسىء للرسول ومهين للإسلام والمسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يثير نشوب أزمة جديدة بين الطرفين لاسيما بعد توارد الأنباء عن مقتل جندي أمريكي في الاحتجاجات أمام القنصلية الأمريكية بليبيا. وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات انطلقت في مصر أمس الثلاثاء أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة بشكل سلمي حتى توافدت الحشود المدافعة عن الإسلام والرسول احتجاجًا على الفيلم الذي يهاجم الرسول والذي أنتجه مجموعة من المناهضين للإسلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقام المتظاهرون بالصعود على الأسوار المحيطة بالسفارة وقطعوا العلم الأمريكي ووضعوا مكانه أعلامًا سوداء تحمل مصطلحات دينية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسوأ هو ما حدث في ليبيا عندما اقتحم المتظاهرون الليبيون القنصلية الأمريكية "ببنغازي" واشعلوا النيران بالمباني بعد اشتباكات ومشادات بين قوات الأمن الأمريكية والمحتجين وسط اندلاع موجة من الغضب عقب انتشار الفيديو الذي وصف الرسول بالمحتال والداعي إلى القتل والمجازر على المواقع الإلكترونية مثل "يوتيوب" وهو ما أسفر عن مقتل جندي أمريكي لتتصاعد الأزمة بين ليبيا والولاياتالمتحدة التي وقفت بجانبها ضد الديكتاتور "معمر القذافي" وهو السيناريو الذي لن يحمد عقباه. ومن واشنطن، قالت "فيكتوريا نولاند" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية "إن أمريكا تندد بهذا الفديو المسيء لصورة الإسلام وتعمل حاليًا مع السلطات المصرية في محاولة لاستعادة النظام والأمن في مصر." ومن جانبها، أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشدة الهجوم الضاري على بعثتها الدبلوماسية والذي أسفر عن مقتل مواطن أمريكي في ليبيا على يد مجموعة من المسلحين وتحاول العمل على بذل جهود جارية لتأمين المرافق وأعضاء البعثة الأمريكية. ومن ليبيا، قال "عبدالمنعم الحر" المتحدث باسم الأمن القومي الليبي "هناك علاقة بين الهجوم الذي حدث في ليبيا وبين الاحتجاجات التي اندلعت في القاهرة وتلك المجموعة الدموية في ليبيا تحاول الاستفادة من تدهور الوضع الأمني هنا لتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في البلاد."