البيان الذى أصدرته «جماعة بيت المقدس» الجهادية، حول مقتل أحد كوادرها على يد بعض ضباط الموساد، حسب وصفهم، أثار جدلا كبيرا فى ما يخص سيطرة الحكومة على شبه جزيرة سيناء، خصوصا أن البيان أشار إلى تسلل أفراد الموساد إلى الأراضى المصرية أكثر من مرة، وتمكنوا من تنفيذ الاغتيال على أرض سيناء خلال اليومين السابقين. تلك العملية تزامنت مع أنباء عن انسحاب بعض قوات الجيش المصرية من أرض سيناء، بذريعة الالتزام باتفاقية كامب ديفيد، وهو الأمر الذى يشير إلى عودة الخواء الأمنى مرة أخرى إلى المنطقة، والذى ينذر بتكرار كارثة سيناء الأخيرة، التى راح ضحيتها 16 جنديا مصريا. الأديب والناشط السيناوى مسعد أبو فجر، أوضح ل«التحرير»، أن الوضع فى سيناء أصبح متأزما، خصوصا بعد انسحاب الجيش من المنطقة، وهو ما وصفه كثير من البدو المقيمين على أرض سيناء بنكسة 67، حسب قوله، لافتا إلى أن سيناء كانت مرتبطة بالدولة المصرية بشكل رمزى، وكان يكفيها ذلك، ولكن عندما دخل الجيش إلى سيناء للتعامل مع الإرهابيين بالقوة ثم انسحب دون نتائج تذكر، فإنه قتل هذه الرمزية. أبو فجر اعتبر أن البيان الذى أصدرته «جماعة بيت المقدس»، أول من أمس السبت، بخصوص مقتل إبراهيم عويضة أحد كوادرها المجاهدين، حسب وصفهم، يؤكد انعدام سيطرة الدولة على منطقة سيناء فى ظل انسحابها وترك السيطرة للجماعات الجهادية والقوات الإسرائيلية التى تنفذ عمليات اغتيال بدقة محكمة، مشيرا إلى أن إسرائيل، فى تعاملها مع أمثال تلك العمليات مبهر ومن الصعب اكتشافه أو إيقافه بسهولة، ولن تستطيع الجماعات أن توقف تلك العمليات وستدور بين الطرف الإسرائيلى وتلك الجماعات معارك مستمرة لا طاقة لأحد بها. وتابع: «الجماعات الجهادية تقترف آثاما كبيرة جدا تجاه المواطنين، كما أنه ليس لديها خبرة فى حفظ الأمن وأدواتها الوحيدة هى العنف فى التعامل مع الأمور الصعبة»، مشيرا إلى أن سيناء تعيش حالة فراغ، وبعض بقايا للدولة سيتم التخلص منها قريبا، لافتا إلى أن الحلول كانت متاحة من قبل، من خلال عملية جراحية وليس بالقوة، بالإضافة إلى الاستعانة بالقبائل فى سيناء للضغط على الجماعات الجهادية، وهو ما كان سيثمر نتائج أفضل بكثير من الوضع الحالى. اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والاستراتيجى، قال ل«التحرير» إن تسلل بعض الضباط الإسرائيلين الذين قاموا بعملية اغتيال لأحد أفراد الجهاد، حسب البيان الذى أصدرته جماعة بيت المقدس الجهادية، أول من أمس، هو أمر وارد فى ظل الارتباك الحادث فى مصر من بعد ثورة يناير، ولكنه فى الوقت ذاته طالب بعدم تصديق البيان حرفيا كما أصدرته تلك الجماعة الجهادية على اعتبار أن كلامهم ليس قرآنا، لافتا إلى أن هذا البيان به كثير من التضليل لإبعاد التهمة عنهم بأنهم ليسوا منفذى عملية قتل الجنود المصريين على أرض سيناء. سويلم نفى ما تردد عن انسحاب قوت الجيش من سيناء، موضحا أن عملية نسر مستمرة بكامل قواتها، كما أن قوات وتعداد الجيش الموجودة فى سيناء أضعاف أضعاف ما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد، موضحا أنها تقدر فى الوقت الحالى بنحو لواء ميكانيكى مدعم ويبلغ عدد الجنود والأفراد 3 آلاف جندى، وكل ما حدث فى العملية هو أن بعض الدبابات التى كانت موجودة فى المنطقة ولم يعد لوجودها داع عادت مرة أخرى إلى منطقة تمركزها فى العريش. «لقد خلقت أرضا خصبة للموساد لينفذ عمليات اغتيال»، اتهام وجهه الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء يسرى قنديل، إلى الجماعات الجهادية فى سيناء، وأضاف «تلك الجماعات زادت الأمر تعقيدا فى شبه جزيرة سيناء، خصوصا بين القبائل والقوات المسلحة المصرية»، مؤكدا ضرورة قيام القوات المسلحة بتغيير تكتيكها القتالى فى الأراضى الجبلية، والتى تختلف عن الأماكن الصحراوية، متوقعا أن يكون خمول العملية «نسر» ترتيبا جديدا بعد اكتساب خبرات من عمليات الاستطلاع والاقتحام التى تؤدى إلى تغيير التكتيك فى التعامل مع البؤر الإرهابية. وتابع: «القوات المسلحة لا يمكن أن تترك سيناء نهبا لتلك الجماعات وإلا ستتكرر مذبحة رمضان الماضى، مطالبا باستمرار عمليات التطهير والتعاون مع رؤساء وشيوخ القبائل، فضلا عن العمل الجاد نحو تنمية شبه جزيرة سيناء. نقلا عن التحرير