ما زالت أزمة السولار والبنزين تشتعل فى الأقاليم خاصة محافظات الصعيد، حيث تصاعدت أزمة الوقود بالأقصر ووصلت إلى ذروتها بسبب النقص الحاد فى كميات البنزين بأنواعه، وعادت ظاهرة «الجراكن» من جديد وسط غضب من السائقين. واتهم السائقون أصحاب المحطات بيبع البنزين لتجار السوق السوداء واستخدام حيلة «الجراكن» للتمويه، كما شكوا من أصحاب الدراجات البخارية الذين تكتظ بهم جنبات المحطات ويشكلون عائقاً أمام حصول سائقى السيارات على كميات كافية من الوقود. وشهدت محطات الوقود أمس بقنا زحاماً شديداً لعدم توفير الكميات المطلوبة للمحافظة، وتكدس سائقى التوك توك بشكل كبير، وتزاحم حملة الجراكن والبراميل أمام المحطات، واحتج السائقون مطالبين بضرورة حل تلك المشكلة المزمنة، خاصة أن هناك بعض المحطات تبيع الوقود بسعر السوق السوداء. وفى سياق متصل كشف على جابر مدير إدارة التجارة الداخلية بقنا وصول واردات السولار أمس لما يقرب من 250 طن سولار، بينما يبلغ معدل الاستهلاك اليومى للسولار 800 طن، لافتاً إلى اعتزام الإدارة تشكيل لجنة لمعاينة شكاوى السائقين من محطة وقود «دندرة». وأضاف جابر «قنا تشهد أزمة طاحنة تتمثل فى النقص الحاد للسولار بمحطات الوقود»، لافتاً إلى أن «دور الإدارة قاصر على تسجيل وتدوين واردات أنواع الوقود والتأكيد على حاجة المحافظة لضخ كميات تكفى الاستهلاك». وقال سليم عواد سالم، سائق توك توك، إن المحطات لا توجد بها أى كميات وقود، لافتا إلى أن تجار السوق السوداء يحتكرون الأسواق ويبيعون الصفيحة بمبلغ يتعدى 120 جنيهاً، مستغلين الأزمة وعدم وجود كميات إضافية فى المحطات. ومن جانبه، أكد مصدر بالرقابة التموينية بقنا أنه جار التنسيق مع كافة الجهات المعنية لمراقبة الأسواق والقبض على تجار السوق السوداء، وجميع الكميات الفائضة من المخزون لدى تجار السوق السوداء وتحريزها لضبط الأسواق. وما زالت أسوان تعانى من أزمة الوقود، خاصة السولار، التى تزداد أزمته يوماً بعد يوم، الذى أدى لتأخر بعض شركات السياحة عن بدء رحلاتها اليومية السياحية بالأتوبيسات، بسبب اختفاء السولار، حيث يصطف العشرات من السيارات العملاقة من شاحنات وأتوبيسات سواء سياحية أو غيرها فى طابور يمتد لأكثر من كيلومتر، أمام محطات الوقود بجميع مراكز ومدن المحافظة بلا استثناء، فيما أغلقت بعض المحطات التى تعتمد على السولار. من جانبها أعلنت وزارة التموين عن ضبط 180 ألف لتر سولار بالسوق السوداء تحرر عنها 20 قضية مواد بترولية. ووضعت الوزارة بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث التموين خطة للقضاء على عمليات تسريب السولار بالسوق السوداء التى انتشرت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، تتضمن الخطة متابعة ورصد الاحتياجات المخصصة لكل محافظة والكميات الواردة إليها وما تم بيعه من وقود للمستهلكين وكميات النقص، وحذرت الوزارة، وفقاً لفتحى عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، أصحاب المحطات من ضعاف النفوس الذين يستغلون الأزمة بالتصرف فى الحصص المخصصة لهم بالسوق السوداء والبيع بأزيد من السعر الرسمى المقرر، بالإغلاق وتحرير محاضر فورية لهم. وأضاف عبدالعزيز أن الوزارة خصصت غرفة عمليات لتلقى شكاوى المواطنين طوال 24 ساعة، لافتا إلى أن المهندس أبوزيد محمد أبوزيد وزير التموين ناقش فى اجتماع مع الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الأزمة وتداعياتها وكميات النقص التى تحتاجها كل محافظة، كما ناقش عددا من الحلول للقضاء على الأزمة.