تميزت السيناريست زينب عزيز ببصمة كوميدية رومانسية واضحة فى معظم أعمالها السينمائية السابقة، لكنها قررت فى فيلم «بابا» طرح قضية أصبحت تهم شريحة عريضة من المجتمع المصرى هى «الحقن المجهرى» للمرأة والرغبة فى سرعة الإنجاب، ورغم خطورة القضية فإنها تناولتها بشكل فنى ناعم. تقول زينب: لمست هذه الظاهرة عن قرب من إحدى قريباتى التى لم تستطع الإنجاب بعد سنوات من الزواج فصاحبتها فى رحلتها العلاجية واكتشفت أن ظاهرة تأخر الإنجاب يصاحبها الآن لجوء المرأة للحقن المجهرى وأصبحت مراكز التلقيح الصناعى والحقن المجهرى موجودة بكثرة. وعن قبول السقا بطولة الفيلم وترشيح باقى أبطال العمل أوضحت: بعد الانتهاء من كتابة السيناريو عرضته على شركة الإنتاج وأعجبوا به، وكانوا قد اتفقوا مع السقا على بطولة فيلم آخر، لكن عندما عرضوا عليه «بابا» أعجب به لاختلافه عما قدمه من قبل، وأعتقد أن وجوده بعمل كوميدى لأول مرة وكونه اعتاد تقديم الأكشن لم يؤثر إطلاقا بشكل سلبى على الفيلم، بالعكس، فعندما أقدم ممثلا كوميديا فى فيلم يتوقع الجمهور أداءه وإفيهاته، أما عندما أقدم ممثلا لم يقدم كوميديا من قبل فإن أداءه يكون مفاجأة للجمهور. ولا أنكر أن تجسيد السقا للشخصية كان مخاطرة، لكننى كنت واثقة من نجاحه. وهو فى النهاية ممثل، بما يعنى أنه يستطيع تجسيد أى عمل، وكونه قدم العديد من الأفلام التى تحمل طابع الأكشن فهذا لا يعنى أنه لا يستطيع القيام بأى لون آخر، خاصة أن تجربة «بابا» والفكرة المطروحة مختلفة عن أعماله السابقة، وراهنت على جماهيرية السقا وتعطش جمهوره أن يراه بطلا لفيلم كوميدى. وحول تصنيف الفيلم بأنه «جنسى كوميدى» قالت زينب: هذا تصنيف خاطئ ولايوجد لدينا هذا التعبير فى السينما المصرية، يمكن القول إن هناك مشاهد فيها إيحاءات جنسية لكنها ليست مشاهد جنسية، فلا توجد ألفاظ جارحة تخدش الحياء، وكل المشاهد تدور حول رجل متزوج من امرأة ويواجهان مشكلة عدم الإنجاب، وبعيدا عن العمل فإن مبادئى وأخلاقى ضد أى عمل خادش للحياء، والدليل على كلامى أنه لا توجد ملحوظة رقابية، فهدفى الأساسى توصيل القضية للمشاهد، ورغم جرأة موضوع الفيلم لم توضع عليه لافتة «للكبار فقط». وعن وجود نموذج للشاب الملتحى (خالد سرحان) والشاب المسيحى (إدوارد) وهو ما اعتبره بعض النقاد إقحاما للدين قالت: لا يوجد إقحام من أى نوع، فنحن نعيش فى مجتمع واحد ولا فرق بيننا، فهما نموذجان عاديان، ولو أقحمت الوحدة الوطنية لكنت أشرت من خلال الحوار إلى ضرورة الوحدة ورفعت الشعارات المتعارف عليها بين الأقباط والمسلمين، لكنهما نموذجان لشابين يواجهان نفس المشكلة وهى التعثر فى الإنجاب. وعن اتهام بعض النقاد للفيلم بأنه مقتبس من فيلم «tomcats» الذى أنتج عام 2001 قالت: من يرى أنه مقتبس من أى فيلم آخر فليعقد مقارنة بين العملين مع ذكر التفاصيل، فكل من تحدث عن العمل يتحدث عنه بسطحية وأن هناك تشابها بين مشهد واحد من «بابا» والفيلم الأجنبى، وهذا يدل على عدم رؤية العمل من الأساس، ومن ثم فالمقارنة غير منطقية، نحن نواجه صعوبات عديدة ليخرج العمل للنور، ومن غير المعقول أن يأتى شخص بسهولة ويستهين به بعد كل هذه الصعوبات. يذكر أن هذا الفيلم هو التعاون الخامس الذى يجمع زينب مع المخرج على إدريس الذى يختار على حد قولها من بين السيناريوهات التى تكتبها بحرية كاملة: «هناك ما لا يعجبه ولا يقتنع به لأنه لا يشبهه، لكن فى «بابا» أعجب بالفكرة واقتنع بها واستوعب الشخصيات جيدا واستطاع توصيل رسالة العمل للجمهور». وحول اتهام العمل ببطء الإيقاع خاصة فى مشاهد السفر إلى لبنان ومناقشة قضية واحدة طوال العمل قالت: «ليس من الضرورى أن أذكر خمسة موضوعات ليست لها علاقة بالعمل، فالفكرة الأساسية هى محاولة طبيب علاج المرضى ومساعدتهم على الإنجاب، لكنه بسبب رغبة زوجته فى الإنجاب يقع فى نفس المشكلة».