كشف الدكتور عبدالله المغازى، أستاذ القانون الدستورى والأمين العام المساعد السابق للمجلس الاستشارى، عن أن جماعة الإخوان المسلمين لجأت لتشويه صورة المجلس إعلامياً لإثنائه عن وضع معايير الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، على الرغم من تحمسهم لفكرته فى البداية، وكان الدكتور محمد مرسى، ممثلا عن حزب الحرية والعدالة، ذراع الجماعة السياسية، يحضر اجتماعاته التمهيدية، وبعد الخلافات وانسحاب الجماعة من جلساته كافأت المستقيلين من الاستشارى بمناصب سياسية فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وقال المغازى، فى حوار خاص ل«الوطن»، ضمن سلسلة حلقات كشف أسرار المرحلة الانتقالية، إن المجلس العسكرى لم يكن على وفاق مع الاستشارى، مؤكداً أن «العسكرى» حرص على عدم البت فى مسألة تأسيسية الدستور بناءً على اتفاق سابق مع جماعة الإخوان المسلمين، وأشار إلى أن الفريق سامى عنان، رئيس الأركان السابق، اتصل به وبسامح عاشور، نقيب المحامين، وبالدكتور أحمد كمال أبوالمجد، قبل 24 ساعة من إصدار الإعلان الدستورى المكمل، واستشارهم فى حاجة البلاد إليه، وأيدوه لسد الفراغ التشريعى، لكنهم لم يكونوا على علم بأموره المكبلة، حسب وصفه. * بداية، ما كواليس تشكيل المجلس الاستشارى؟ - فكرة تشكيل المجلس جاءت من قبل بعض القوى المدنية وشباب الثورة، وتزايدت المطالبة بها عقب أحداث «محمد محمود»؛ بهدف تكوين مجلس رئاسى يتولى زمام الأمور من المجلس العسكرى، لكن الأخير رفض الفكرة وتمسك بالبقاء فى الحكم لحين تسليم البلاد لجهة مدنية منتخبة، فلجأ العسكرى بالتعاون مع القوى السياسية -على رأسهم الدكتور محمد مرسى، ممثلاً عن الإخوان المسلمين، والدكتور السيد البدوى، عن حزب الوفد، والدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور، والمستشارة تهانى الجبالى، والدكتور محمد سليم العوا، وعمرو موسى- لعقد عدد من الجلسات التمهيدية لإنشاء مجلس يكون معاوناً للعسكرى فى إدارة أمور البلاد على أن يكون رأيه استشارياً وغير ملزم لصاحب القرار. * وكيف كان موقف الإخوان المسلمين من الاستشارى خلال الجلسات التمهيدية؟ - الإخوان كانوا متحمسين للغاية لفكرة إنشاء المجلس الاستشارى، والدكتور مرسى حضر جميع الاجتماعات التمهيدية والمقدرة ب5 اجتماعات، التى جرى من خلالها اختيار أعضاء المجلس الاستشارى ومناقشة المهام التى ستخول إليه، ورشحنى شخصياً لعضوية الاستشارى، وكان المقترح آنذاك أن يكون أعضاء المجلس ما بين 30 إلى 50 عضواً فاستقر الأعضاء ال6 الأساسيون على تشكيل مجلسٍ مكونٍ من 30 عضواً على أن يسمح بضم عدد آخر من الأعضاء لاحقاً بحد أقصى 20 عضواً، وهو ما لم يحدث؛ لتصاعد الخلاف بين ال30 الأساسيين. * إذن، لماذا انقلب الإخوان على العسكرى ورفضوا المشاركة فى جلساته؟ - الجلسة النهائية لأعضاء الاستشارى مع العسكرى، التى سبقت الإعلان الرسمى عن تشكيل المجلس، شهدت تغيب الدكتور مرسى، فحاولنا الاتصال به، إلا أنه أغلق هاتفه المحمول، تمكن بعدها الدكتور سليم العوا من الوصول إليه، واعتذر له مرسى عن حضور الجلسة لأسباب شخصية، واقترح الفريق سامى عنان، رئيس الأركان حينها، إجراء مكالمة هاتفية معه للتعرف على الموقف النهائى ل«الحرية والعدالة» قبل إصدار المرسوم، ففوجئنا برفض من جانب «الحرية والعدالة» بوضع اسم «مرسى» ضمن قائمة الأعضاء بحجه استشارة الهيئة العليا للحزب. والحقيقة أن «الحرية والعدالة» لم يلجأ للانسحاب من عضوية الاستشارى ومحاربته فى وقت لاحق، إلا فى الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التى تمكن فيها من حصد أكثرية المقاعد فى مجلس الشعب، فشعر أنه لا يحتاج لعضوية الاستشارى، خصوصا أن الإخوان لم تكن تمثل أغلبية لصنع القرار داخل المجلس.أيدنا «العسكرى» فى «الإعلان المكمل» قبل 24 ساعة من صدوره.. ولم نكن نعلم بقوانينه «المكبِّلة» * لكن المجلس شهد انسحاب أعضاء آخرين لا ينتمون للحرية والعدالة؟ - أغلب من أعلن عن انسحابه من عضوية الاستشارى لديهم انتماء لتيار الإسلام السياسى، ولكن هناك بعض الشخصيات المحسوبة على التيار المدنى التى أعلنت انسحابها من المجلس بالفعل بعد انعقاد جلساته الأولى، وجميعهم حصلوا على مكافآت سياسية من قبل «الحرية والعدالة» نتيجة الاستقالة، وعلى رأسهم الدكتورة نادية مصطفى والدكتورة منار الشوربجى، اللتان جرى اختيارهما لعضوية اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وسكينة فؤاد، التى اختيرت ضمن الفريق الرئاسى ل«مرسى»، فضلاً عن الدكتور معتزبالله عبدالفتاح، الذى أصبح أحد المقربين للرئيس، وآخرين، وللأسف بعض أعضاء المجلس تاجروا بقرار الاستقالة، وعلى رأسهم الدكتور أسامة الغزالى حرب، والدكتور حسن نافعة وسكينة فؤاد. * لكنهم أعلنوا عن أن استقالتهم جاءت اعتراضاً على أحداث مجلس الوزراء؟ د.عبد الله المغازي