لم يكن عرفة كامل، المواطن الذى أضرم النار فى نفسه أمام قصر الاتحادية، هو وحده الذى يشعر بالتعسف والاضطهاد من قبل بعض القيادات فى قطاع الكهرباء، فكثيرون من العاملين بالقطاع يعانون من رفض القيادات تنفيذ أحكام القضاء الخاصة بعودتهم للعمل أو إلغاء قرارات الجزاءات فى حقهم. يحكى المهندس محمد فاروق عبدالله مأساته، قائلاً: «حصلت على حكم قضائى بإلغاء قرار مجازاتى وعودتى للعمل بمكتب رئيس قطاعات الإنتاج الأسبق محمود النقيب، الذى يتقلد منصب رئيس شركة غرب الدلتا، وامتنع الأخير عن تنفيذ الحكم القضائى، فوجهت إنذاراً منذ أكثر من 5 أشهر لتنفيذ الحكم القضائى ولم يستجب». وقال أشرف السعدنى، فنى بشبكات كهرباء العباسية: «لو عايزنا نولع فى نفسنا هنولع.. الموت أحسن من الظلم والإهانة»، وطالب السعدنى برفع الظلم عنه من اضطهاد مدير عام الشبكة الذى هدده أكثر من مرة بالفصل بسبب كتاباته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ووضع بعض مشكلات العمال على صفحات الموقع. تذكر السعدنى تهديد المهندس محمد عبدالرحمن، مدير عام شبكات العباسية له حيث قال: «هفضل أعمل فيك مذكرات لغاية ما تبطل تكتب على الفيس بوك». وقال السعدنى إن العاملين بالكهرباء يعانون الظلم والتعسف فى الحصول على حقوقهم من قيادات الشركات، ورؤساء القطاع، ففى إحدى المرات تظاهر العاملون فى شركة شمال القاهرة للمطالبة بتنفيذ حكم عودة زميل لهم فصل تعسفياً يدعى محمد رشدى، بعد رفض رئيس الشركة الاستجابة للأحكام القضائية لعودته. فى الوقت ذاته يعانى المهندس أحمد إبراهيم، كشاف عدادات بشركة شمال القاهرة، من تعسف رئيس الشركة فى توقيع طلب عودته إلى العمل بعد تقديم استقالته، ورغم أنه يحق للعامل العودة للعمل قبل انقضاء عام من تقديم الاستقالة إلا أن رئيس الشركة المهندس مدحت رمضان رفض عودته قائلاً: «مش هرجعك ودى حريتى الشخصية».