قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن الزيارات الخارجية التى يعتزم الرئيس المصرى محمد مرسى القيام بها إلى الصين وإيران تثير المخاوف من أن القاهرة بدأت تولى وجهها بعيدا على سياسات الولاياتالمتحدة والغرب وتخرج من كهف التبعية الدائمة للمصالح الأمريكية، خاصة أن بكينوطهران على الضفة الأخرى من المصالح الغربية. وأضافت أن أول رئيس إسلامى لمصر "محمد مرسى" يعتزم الأسبوع القادم القيام بزيارة إلى الصين تلبية لدعوة من الرئيس الصينى "هو جين تاو" الذى تسعى بلاده للاستثمار فى القاهرة, وهو ما سيمكنها من الاستغناء عن القروض والمساعدات، ومن الصين سيسافر "مرسى" إلى العاصمة الإيرانيةطهران لحضور قمة حركة عدم الانحياز، وبعد شهرين فقط من وصوله للسلطة، ينتهج "مرسى" سياسة التقارب مع طهران والتعبير عن الطموح للتخلى عن المليارات الأمريكية والمعونات والتمويل الأجنبى من المؤسسات المالية الغربية، هاتان الزيارتان معا تشير إلى أن مصر تحت رئاسة "مرسى" تحول سياستها الخارجية التى وضعها الرئيس الراحل انور السادات حينما طرد الخبراء السوفييت عام 1972 وإعادة توجيهها لاحقا ناحية الغرب. وتابعت: إن التقارب المتزايد مع طهران هو الأكثر وضوحا فى محاور السياسة الخارجية لمرسى، ولم يزر رئيس مصرى إيران منذ قيام الثورة عام 1979، وأن توقيت الزيارة يبدو متعمدا، فأكثر إشكالية بالنسبة للولايات المتحدة، هو تقارب مصر مع الصين، فأمريكا تشعر بالقلق إزاء سياسة مصر الجديدة، حيث قد يحدث خفض لمستوى متعمد - وربما حتى قطع - العلاقات مع شريك للسلام، ومثل ايران بعد الثورة، يمكن للصين أن تكون شريكا على استعداد لمساعدة مصر الإسلامية. وأوضحت أن الصين لم تحقق نجاحا جيدا خاصة فى دول الربيع العربى، بجانب فقدانها مليارات الدولارات من الاستثمارات فى قطاع الطاقة بليبيا، ودعم بكين لنظام بشار الأسد قد ساعده على القمع الوحشى للثورة الشعبية، كما أن استخدام بكين لحق النقض الفيتو فى "الأممالمتحدة" ضد قرارات مجلس الأمن ضد سوريا. ورغم أن مصر تعانى من انعدام الأمن والاقتصاد يتدهور فإن ترقية العلاقات الصينية مع الأمة الإسلامية يوفر موطئ قدم على البحر المتوسط، خاصة أن الصين ترغب فى الحصول على هذه الامتيازات التى ترى بشكل متزايد الحاجة إلى حماية استثماراتها فى منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وأن الفوائد التى تعود على الصين من تحسين العلاقات مع مصر واضحة، لكن "مرسى" يرى أيضا مزايا فى تنويع مصادر مصر من المساعدة، فالسياسة الصينية تقوم فقط على المصلحة الوطنية المتصورة وحدها، وعلى هذا النحو وعلى عكس الولاياتالمتحدة، بكين لا تنتقد قيود "مرسى" المتزايدة على الحريات الصحفية، وفرض قيود على حرية التعبير، والقيود على حقوق المرأة أو سوء معاملة الأقليات، وفى الوقت نفسه، الصين لديها سيولة نقدية هائلة، ومصر بحاجة للاستثمارات الأجنبية.