استغربت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية السلاسة التي تم بها تنفيذ قرارات الرئيس المصري محمد مرسي بإقالة قادة الجيش والتي وصفت بأنها انقلاب خاصة أن هؤلاء القادة كانوا ينظر إليهم على أنهم الرجال الأقوياء في البلاد خاصة مع سعيهم المستمر لتجريد الرئيس مرسي من سلطاته. وقالت الصحيفة: لم يكن هناك أي مؤشرات على أن الرئيس المصري محمد مرسي يسعى للسيطرة على الجيش حتى أخذ دول العالم على حين غرة، فرغم سعي كبار القادة العسكريين الذين حكموا مصر خلال الأشهر ال 17 الماضية للحفاظ على السلطة بعيدا عنه عن طريق تجريده من سلطتها قبل توليه مهام منصبه، فإن الرئيس مرسي أرجع تلك القوى إلى الوراء، واستبدال القادة العسكريين بجنرالات سيكونون موالين له، وهو ما فعله العديد من الرؤساء السابقين. وأضافت أن الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو تنفيذ قرارات مرسي بسلاسة تامة دون أي معوقات، فالمشير حسين طنطاوي (76 عاما) وزير الدفاع السابق الذي كان يحكم مصر منذ ثورة يناير 2011 ظهر على شاشات التليفزيون الحكومي يحي مرسي، الذي قدم له جائزة بسبب جهود في العقدين السابقين من خدمته، ورغم ذلك لايزال من غير الواضح لماذا قبل الجيش تنفيذ القرارات بهذه السرعة، فالهجوم الأخير على قوات حرس الحدود سيناء قدم فرصة لمرسي لتأكيد نفسه، فحملته على المتشددين في سيناء، أظهرت استعداده للدفاع عن القانون والنظام ضد التعصب، وإبعاده كبار ضباط الجيش يبدو أنه لاقي قبولا واسعا من المصريين. وتاعبت أن مرسي أكد سلطته على الجيش بعد أن قضت محكمة مصرية بحل مجلس الشعب، ومرسي حاول في البداية أن يعيد مجلس الشعب ولكن المحكمة الدستورية جعلت من الواضح أن ذلك سيكون غير قانوني، فإعادة البرلمان سيكون تحديا حقيقيا للنظام القضائي.. لذلك فإن مرسي يكاد لا يملك أي اختيار حتى يتم انتخاب برلمان جديد في خريف هذا العام، بحسب ناثان براون أستاذ الشئون الدولية في جامعة جورج واشنطن.
