بعد سلسلة من المفاجآت والترشيحات أعلن د. هشام قنديل، رئيس الوزراء، أمس، أسماء أعضاء حكومته، التى اتسمت فى الغالب الأعم ب«التكنوقراط»، وحرص قنديل على الهروب من الكوتة الحزبية والسياسية واختار وزراء من الصف الثانى والثالث من قطاعات الوزراء، حيث اختار لحقيبة السياحة هشام زعزوع الذى كان يعمل مساعد للوزير، وفى الكهرباء كلف المهندس محمود بلبع بالحقيبة الوزارية بعد أن كان يشغل منصب رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، وأيضاً وزير التموين المهندس أبوزيد محمد أبوزيد الذى كان يعمل نائباً لرئيس الشركة القابضة لشئون المطاحن والصناعات الغذائية ومن قبلها رئيساً لشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا. كما حاول رئيس الحكومة استرضاء الإخوان بوزارات الشباب والتعليم العالى والقوى العاملة والإسكان، وفى اللحظات الأخيرة وافق على منحهم وزارة الإعلام وكلف صلاح عبدالمقصود وكيل نقابة الصحفيين السابق بحقيبة الإعلام، ولا يخفى على أحد أن عبدالمقصود كان متحدثاً رسمياً لحمة مرسى فى الانتخابات الرئاسية، كما أعلن قنديل تكليف المشير محمد حسين طنطاوى وزيراً للدفاع، والإبقاء على صابر عرب فى الثقافة ونجوى خليل للتأمينات الاجتماعية ونادية زخارى للبحث العلمى وممتاز السعيد فى المالية ومحمد كامل عمرو فى الخارجية. وفى مفاجأة غير متوقعة، أسند د. هشام قنديل، رئيس الوزراء المكلف حقيبة الصحة والسكان للدكتور محمد مصطفى حامد، خلفاً للدكتور فؤاد النواوى، وزير الصحة المنتهية ولايته، وجاء الاختيار بعيداً عن كافة الأسماء التى تم طرحها مؤخراً لتولى تلك الحقيبة الوزارية، كما سادت حالة من الارتياح بين موظفى وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد إعلان تولى الدكتور طارق وفيق، أستاذ التخطيط العمرانى وأحد المشاركين فى وضع مشروع «النهضة» للرئيس محمد مرسى، حقيبة الإسكان والمجتمعات العمرانية فى التشكيل الحكومى الجديد، فيما أبقى قنديل على محمد صابر عرب وزيراً للثقافة، وذلك بعد اعتذار الشاعر فاروق جويدة الذى التقاه قنديل أمس الأول. أما وزير التربية والتعليم إبراهيم أحمد غنيم ضيف فأطلق عليه العاملون بالوزارة «الوزير المجهول» لا أحد لا يعرف عنه الكثير، وكان يشغل منصب نائب رئيس جامعة قناة السويس وكان مشرفا عاما على فرع السويس منذ عدة أشهر قليلة مضت. أما اللواء أحمد زكى عابدين فنال لقب عمدة المحافظين قبل أن يتم تكليفه رسمياً بتولى حقيبة وزارة التنمية المحلية لأنه استمر ما يزيد على سبع سنوات فى هذا المنصب كمحافظ لبنى سويف ثم محافظ لكفرالشيخ منذ عام 2006 فلم تطل عابدين موجة التغيير التى شهدتها المحافظات عقب ثورة 25 يناير فهو المحافظ الوحيد الذى شهد له الجميع بالكفاءة العالية والخبرة الكبيرة فى إدارة الأزمات. وفى اللحظات الأخيرة تم إسناد وزارة الأوقاف إلى الدكتور طلعت عفيفى الذى ينتمى للتيار السلفى، وكذلك بعد مشاورات كثيرة أسند وزارة الدولة للرياضة إلى العامرى فاروق. وكان من اللافت أيضاً اختيار «صقر تيار الاستقلال» المستشار أحمد مكى وزيراً للعدل الذى يرفض على الدوام تدخل السلطة التنفيذية ممثلة فى وزارة العدل فى عمل القضاة، ونادى بالاستقلال منذ عام 1986 خلال مؤتمر العدالة الأول الذى عقد فى نادى القضاة أثناء تولى الراحل المستشار يحيى الرفاعى رئاسته، ثم كانت المواجهة فى 2005 على سلالم دار القضاء العالى عندما ارتدى وشاحه مع قضاة تيار الاستقلال للتنديد بتنكيل وزير العدل باثنين من شيوخ القضاة وإحالتهما إلى المحاكمة التأديبيبة تمهيداً لعزلهما فيما عُرف وقتها بأزمة القضاة.