فى أيام متقاربة تحتفل مصر بمناسبتين الأولى هى "ثورة يوليو 52" والثانية هى ذكرى رحيل أحد أهم النجوم الذين قدموا أفلاما عنها وهو النجم الكبير رشدى أباظة الذى رحل فى 27 يوليو عام 1980. ثورة يوليو التى يمر عليها اليوم 60 عامًا تعاملت معها السينما برؤى متباينة، أفلام رحبت بها وتضامنت معها وأخرى انتقدتها، وانتقدت من قاموا بها. ارتبطت أعمال ثورة يوليو السينمائية بنجوم هم الألمع والأكثر شهرة فى السينما أمثال رشدى أباظة وسعاد حسنى ومريم فخر الدين وشكرى سرحان ومحمود مرسى ونور الشريف، وأحمد مظهر، وهند رستم وحسين رياض. وإذا نظرنا إلى النجم الكبير رشدى أباظة كأحد أهم نجومها فى السينما سنكتشف أنه قدم لها أفلاما ستظل علامات بارزة، منها فيلمه"غروب وشروق"، الذى جمعه مع الشريك المهم فى أفلام ثورة 23 يوليو وهى النجمة سعاد حسنى عن قصة لجمال حماد وإخراج المبدع كمال الشيخ. "شروق وغروب" دارت أحداثه فى إحدى أهم الفترات وهى فترة ما بعد إخماد حريق القاهرة فى يناير 1952. ولرشدى أباظة من أعمال ثورة يوليو فيلم "فى بيتنا رجل" الذى قدم قبل الثورة لكنه عبر بحرفية شديدة عما كان يدور من اجتماعات وتمهيد لها، حيث قدم المخرج هنرى بركات فيلما للصراع والخيانة وكان البطل فيه عمر الشريف الذى يختبئ عند أسرة صديقه حسن يوسف تلك الأسرة التى تخشى من أحد أقاربها وهو رشدى أباظة، الذى يعمل لحساب البوليس السياسى ثم يتحول فيما بعد ليصبح مناضلا. ولرشدى أباظة أيضا فيلمه "آه يا ليل يا زمن" الذى قدَّم صورة لما ترتبت عليه الثورة من قرارات ضد الإقطاع. تدور أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى غنائى حول مأساة ابنة الباشا فاتن سيد البلتاجونى، التى يموت والدها بأزمة قلبية إثر قرارات الثورة بفرض الحراسة على أمواله وأراضيه، وتجد فاتن نفسها فى موقف ضعيف ولا تحسد عليه، بل على العكس تجد من يساومها على شرفها مقابل إرجاع جزء من ممتلكاتها وتضطر فاتن للهرب إلى أوروبا وهناك تضطر للعمل فى أعمال غير مناسبة. وبأحد الملاهى الليلية عملت كمغنية فى كازابلانكا، وهناك يراها محمود شوقى مسئول الحراسة السابق الذى جسد دوره رشدى أباظة، الذى يحاول أن ينتشلها من حياتها الأشبه بالفاسدة، التى تعيش فيها وإرجاعها إلى مصر لكى يرد إليها جميلها له عندما أنقذت حياته. أما سعاد حسنى، فقد كانت دائما تحت منظار كبار المخرجين خاصة فى الأعمال المهمة التى لها طابع سياسى ومنها إلى جانب "غروب وشروق" فيلم "القاهرة 30" للمخرج الراحل صلاح أبو سيف، وكان هدف الفيلم هو الانتصار لثورة 23 يوليو والتخلص من كل الكيانات الفاسدة. ولسعاد حسنى فيلم "الكرنك" الذى تناول الفساد فى فترة ما بعد الثورة ومرورًا بما كان يحدث فى فترة حكم عبدالناصر أيضا. ومع رشدى أباظة وسعاد حسنى برز نجوم كثيرون فى أفلام تناولت إما إيجابيات الثورة أو سلبياتها ومنها أفلام لشادية مثل "ميرامار" ونادية لطفى ومحمود مرسى فى "السمان والخريف". اضافة إلى ذلك مريم فخر الدين وأحمد مظهر وشكرى سرحان فى "رد قلبي" الرواية التى كتبها الراحل يوسف السباعي وجسدت بصدق الفوارق الطبقية قبل الثورة.