تحت عنوان "الفوضى المصرية" سعت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية لاستعراض المشاكل التي تواجه العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت حالة فتور كبيرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين ساعدت مصر كثيرة خلال الاوقات العصيبة، وهناك ثلاثة أسباب تقف حائلا أمام استئناف العلاقات الوثيقة بين الطرفين، أهما الديمقراطية، والعلاقات مع إسرائيل، وتنامي الكراهية لواشنطن في مصر بعد الثورة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن زيارة وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" لمصر نهاية هذا الأسبوع لن تكون كافية تقريبا للبدء في إصلاح ما تعانيه العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، فبعيدا عن الابتسامات الدبلوماسية والمجاملات، هناك ثلاثة أسباب أساسية جعلت علاقات البلدين في أدنى مستوياتها، ويجب أن نواجهها عاجلا وليس آجلا. أولا، مشكلة الديمقراطية: فقد عانت مصر خلال ال 18 شهرا منذ ثورة يناير 2011 لإعادة تشكيل النظام، والخبر السار في هذه الفترة أن مصر لديها منافسة سياسة، والخبر السيئ هو أن القوتين التي تتنافس - الجيش وجماعة الإخوان - غير ديمقراطية بصورة متأصلة، وربما حتى مناهضين للديمقراطية، سواء في الهيكل أو الفلسفة. وفي بعض الأحيان خلال المنافسة تقوم هذه القوات بحماية مصالحهم الخاصة على حساب رؤية وطنية حقيقية لهذا البلد، فالخسائر في هذه اللعبة "طويلة"، ودخول الولاياتالمتحدة إلى اللعبة أشعل الأمور، فكلينتون ستقول إن كل الأمور في نصابها الصحيح، ومع ذلك، هي بين الإسلاميين الذين لديهم كثير من القيم التي لا يمكن مشاركتها -مثل المساواة بين الجنسين-، أما الجنرالات الذين يعتقد أنهم يقوضون الأمل في التغيير الديمقراطي، لكنهم سيحافظون على مصالح الولاياتالمتحدة الأمنية ومعاهدة السلام مع إسرائيل. وثانيا، مشكلة إسرائيل، لنكن واضحين حول شيء واحد، لقد بدأت العلاقة الحميمة بين الولاياتالمتحدة ومصر كنتيجة مباشرة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبدون أنور السادات ومناحيم بيجن، لما كان هناك أي مساعدة عسكرية واقتصادية لمصر كل تلك السنوات منذ اتفاقات "كامب ديفيد" عام 1978 ومعاهدة عام 1979 بين مصر وإسرائيل، وإذا كانت العلاقة بين مصر وإسرائيل ليست جيدة، كيف نتوقع أن تبقي العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر على القضبان؟ والجيش يلتزم بالمعاهدة، ورغم أنه كان من الصعب الحصول على ما يكفي من مبارك لزيارة إسرائيل أو استقبال رؤساء وزراء إسرائيليين، إلا أننا دعونا نرى كيف سيفعل الرئيس المنتخب حديثا محمد مرسي، الرهان هو أنه بما أن الخطاب المعادي لإسرائيل سيصبح أكثر سخونة، فإن ردة فعل الولاياتالمتحدة ستكون إعاقة المساعدات لمصر. ثالثا، كراهية المصريين لأمريكا وسياستها، فتحت حكم مبارك يمكننا تأكيد حقيقة أن معظم المصريين لا يكرهون سياسة أميركا في الشرق الأوسط، الآن ذلك لن يكون أمرا سهلا، ففي أحدث استطلاعات لمركز بيو، وجد أن 76٪ من المصريين ينظرون نظرة سلبية لإدارة أوباما؛ و25٪ فقط تؤيد إعادة انتخاب، و85٪ لديها وجهة نظر مناهضة للولايات المتحدة بشكل عام. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الولاياتالمتحدة ومصر علاقاتهم في بعض الأوقات صعبة، وإننا ننسى الحلول أو طريقة التغلب على هذه التحديات، ويتعين علينا القيام ببعض الخطوات لإذابة جبل الجليد الذي يخيم على العلاقتت منذ الإطاحة بالرئيس مبارك.