تاريخ طويل من المنافسة شهده الوسط الغنائى بين النجمين عمرو دياب ومحمد فؤاد بدأ منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، واستمر حتى السنوات الأولى من القرن الجديد، ثم هدأت حدة المنافسة بعد أن ابتعد فؤاد إلى حد ما عن الغناء، حيث كان يطرح ألبوما كل فترة ليست قصيرة ثم اعتزاله للحفلات لفترة أخرى مما جعل المنافسة بينهما تكاد لا تكون موجودة. إلا أن المتابع لخريطة الحفلات الغنائية هذا الموسم سوف يكتشف أن الصراع عاد من جديد بين النجمين. نجما الغناء المصرى عاشا هدنة إجبارية قرابة العشر سنوات يتضح ذلك من خلال تاريخ الحفلين اللذين يقامان فى الساحل الشمالى. الحفل الأول يحييه محمد فؤاد مساء غدا 12 يوليو بقرية بورتو مطروح، وهو الحفل الجماهيرى الأول لفؤاد من سنوات ربما يكون قد قدم حفلات أخرى لكنها لم تحظَ بهذا الاهتمام. أما الحفل الآخر ونجمه عمرو دياب فيقام مساء غدا 13 يوليو بقرية بورتو مارينا، والحفلان لا يبعدان عن بعضهما سوى بضعة كيلو مترات من حيث المسافة و24 ساعة من حيث التوقيت، ودائما الزمن والمكان يشيران إلى حدة المنافسة بين النجوم وبين المنظمين والقرى نفسها فإذا كانت الأولى استقطبت فؤاد بعد غياب، فالثانية أحضرت عمرو دياب الذى اعتاد جمهوره أن يكون له حفل سنوى بالساحل الشمالى ويحسب له أنه أول من ذهب هناك لإقامة مثل هذه الحفلات، حيث أخرج جمهوره من قلب القاهرة أو الإسكندرية إلى شواطئ البحر المتوسط. المنافسة بين عمرو وفؤاد ربما يراها البعض سلبية وآخرون يرونها فى منتهى الإيجابية وأصحاب الرأى الثانى ربما يكونون على صواب على اعتبار أن مصر تريد أن تقول للعالم إن مواسم الحفلات عادت من جديد بنجوم لهم شعبيه، وهذا يعنى أن الأمان قد عاد خاصة أن نجمين بحجم فؤاد ودياب سوف يستقطبان عدسات كاميرات الفضائيات والصحف، وبالتالى العالم كله سوف يتابع الحدث ويحدث الانطباع بأن الأجواء فى مصر عادت لطبيعتها وبالتالى الرواج السياحى والفنى، خاصة أن مصر لم تشهد طوال العام والنصف الماضيه سوى عدد قليل لنجوم أصحاب الشعبية مثل منير فى حفل بورتو السخنة خلال عيد الربيع وكان لعمرو حفل آخر، إذن هناك فوائد كثيرة من حفلى عمرو وفؤاد بعيدا عن المنافسة الفنية التى تمتد بينهما لسنوات طويلة. فالمستفيد هذه المرة هى البلد، أيضا سوف تعطى الحفلتين اطمئنانا للمطربين العرب من أن مصر حتى لو حكمتها تيارات إسلامية، فهذا يشير إلى أن ساحة الغناء لن تتأثر كثيرا اللهم إلا إذا كان هناك خروج عن التقاليد، وهذا ما ترفضه كل أطياف المجتمع المصرى لأننا لن نسمح كمصريين بتكرار تلك الحفلات التى شهدت تحرشا جنسيا مثل تلك التى أقامتها مروة قبل سنوات وكادت تحدث كارثة. إقامة الحفلين فى هذا التوقيت لا يمنع من حدوث تخوفات بسبب الانفلات الأمنى الذى تشهده بعض مناطق مصر، لكن بعض المتخصصين أكدوا أن الجماهير الخاصة بالنجمين لن يسمحا بأى خروج، وسيكونا مع الشرطة حائط صد لمنع أى مشاكل يحاول البعض تفجيرها ووجود الحفلات داخل قرى سياحية سوف يسهل فى خروجها إلى النور بشكل جيد. فؤاد ودياب سوف يعطيان إشارة البدء لحفلات الصيف الجماهيرية. لكن قبل الحفلين ماذا يفعل النجمان للخروج بحفليهما فى أفضل صورة عمرو دياب بدأ التحضيرات والبروفات مع فرقته الموسيقية، ويحضر دياب مفاجآت لجمهوره، حيث سيقدم أكثر من أغنية جديدة خلال الحفل، كما يقدم دياب مجموعة من أغانيه القديمة والحديثة منها «هلا هلا»، وميال و«قمرين» و«مقدرش أنا» و«ألومك ليه» و«ياه» و«العالم الله» و«لو عشقانى» و«ميتحكيش عليها» و«ضحكت»، و«تملى معاك» و«مفيش حاجة اسمها عادى» و«رصيف نمرة خمسة»، و«وهى عاملة إيه» و«عينى وأنا شايفة» و«راجعين» و«بلاش نتكلم فى الماضى» و«متخافيش» و«شوقنا» و«خلينا نشوفك» و«أصلها بتفرق» و«ضحكت» و«الليلادى»، وهى الأغانى التى تعبر عن مشواره الطويل فى عالم الغناء المصرى. الشركة المنظمة طرحت تذاكر الحفل يوم 3 يوليو بمنافذ بيع بالقاهرة ومارينا، وشهدت منافذ البيع إقبالا شديدا من جمهور دياب على شراء تذاكر الحفل. أما محمد فؤاد فالتحضير للحفل بدأ مبكرا لأنه كان يستعد لحفل آخر فى رام الله أقيم يوم السبت الماضى، وذلك ضمن مهرجان فلسطين الدولى فى دورته الرابعة عشرة، والذى أقيم هذا العام فى الفترة من 4 إلى 8 يوليو. لذلك فهذا الحفل يعد إعدادا جيدا لحفل الساحل الشمالى، وكان حفل رام الله قد شهد إقبالا كبيرا من الجمهور الفلسطينى. ويغنى فؤاد أعمال تمثل أيضا مشواره الطويل مع الغناء والذى بدأ فى عام 1982 بألبوم «فى السكة»، وحقق نجاحات كبيرة فى ذلك الوقت ثم قدم خفة دمه ثم هاود ويانى والى ومشينا وشيكا بيكا وحبينا ونحلم وحيران وكامننا والحب الحقيقى وقلبى وروحى وعقلى والقلب الطيب وكبر الغرام وشارينى وحبيبى يا ولا نص كلمة وبين أيديك. وبالتأكيد سوف يقدم أعمالا جديدة يفاجئ بها جمهوره.
