قال دبلوماسيون بالأممالمتحدة إن روسيا هددت عدة دول بأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بالانتقام إذا صوتت لصالح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع يعلن بطلان استفتاء القرم للانفصال عن أوكرانيا. وجاء الكشف عن تلك التهديدات الروسية بعد أن اتهمت موسكو الدول الغربية باستخدام "ضغط وقح يصل إلى حد الابتزاز السياسي والتهديدات الاقتصادية" في محاولة لإجبار الدول الأعضاء في الجمعية العامة والبالغ عددها 193 دولة للانضمام لها في تأييد هذا القرار غير الملزم بشأن الأزمة الأوكرانية. ووفقا لمقابلات مع دبلوماسيين بالأممالمتحدة فضل معظمهم التحدث شريطة عدم نشر أسمائهم خشية إثارة غضب موسكو فإن من بين من إستهدفتهم روسيا مولدوفا وقرغيزستان وطاجيكستان بالإضافة إلى عدد من الدول الآفريقية. ونفى متحدث باسم بعثة روسيا لدى الأممالمتحدة تهديد موسكو لأي دولة بالانتقام منها إذا أيدت مشروع القرار قائلا "لا نهدد أحدا قط. إننا نشرح فقط الوضع." ووفقا للدبلوماسيين فإن التهديدات الروسية غير محددة. ولكنهم قالوا إن من الواضح للدول التي تلقت التحذيرات من تأييد القرار إن الإجراءات الانتقامية قد تشمل خطوات مثل طرد العمال المهاجرين من روسيا أو وقف إمدادات الغاز الطبيعي أو حظر إستيراد روسيا لسلع معينة لإلحاق ضرر إقتصادي بهذه الدول. وفي النهاية أجيز القرار الأوكراني الذي يعلن إن التصويت الذي أجرته القرم في 16 مارس آذار للانفصال عن أوكرانيا "ليس له شرعية" بأغلبية 100 صوت مقابل اعتراض 11 دولة وإمتناع 58 دولة عن التصويت. ولم تدل 24 دولة بأصواتها. ووصف دبلوماسيون غربيون هذه النتيجة بأنها نجاح دبلوماسي لأوكرانيا. وأجرى تصويت مماثل في 2008 بعد أن دخلت روسيا في حرب مع جورجيا بسبب منطقة أوسيتيا الجنوبية الإنفصالية والتي أعلنت الاستقلال فيما بعد وسعت دون نجاح للإنضمام لروسيا. وأجيز هذا القرار بأغلبية 14 صوتا فقط مقابل اعتراض 11 دولة وامتناع 105 دول عن التصويت. وعلى الرغم من أن قرار الجمعية العامة غير ملزم على عكس قرارات مجلس الأمن فقد بذلت روسيا والدول الغربية جهودا مضنية لإقناع الوفود بالتصويت معها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري إستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن كان مشابها لنص الجمعية العامة. وقالت وفود الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية إن نتيجة التصويت الذي جرى يوم الخميس أكد عزلة روسيا بشأن قضية القرم. ولم يرد وفدا قرغيزستان وطاجيكستان على طلب من رويترز للتعليق على التهديدات الروسية المزعومة بالانتقام. وكانت الدولتان من بين 24 دولة لم تلق بأصواتها. ولكن سفير مولدوفا لدى الأممالمتحدة فلاديمير لوبان وافق على التحدث عن هذه المسألة. وسئل عما إذا كان الروس أعطوا أي إشارة مباشرة أو غير مباشرة بأن مولدوفا قد تتعرض للعقبات إذا أيدت مشروع القرار فقال لوبان "لم أكن حاضرا في هذه المناقشة بالذات ولا يمكنني أن أخمن أو أوكد هذا لكم. " وطبيعي قبل التصويت فإنك تناقش هذا مع عدد من الدول. "هذه المسألة نوقشت فعلا بين سلطات مولدوفا والسلطات الروسية. وناقشنا أيضا هذا مع شركائنا(الاتحاد الأوروبي)." وقال عدة دبلوماسيين لرويترز إن مولدوفا كانت من بين الدول التي تعرضت لضغط من موسكو قبل التصويت. وفي النهاية تحدى وفد مولدوفا روسيا وانضم لأوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الغربية الآخرى في التصويت بنعم. وقال لوبان أيضا إن الغرب لم يهدد مولدوفا. ولم يرد بعض الدبلوماسيين الآفارقة أيضا على التساؤلات ولكن نائب سفير رواندا لدى الأممالمتحدة نفى بقوة تعرض كيجالي لتهديدات. وقال لرويترز "لا أعرف من أين جاء هذا." ونفى أيضا سفير ساحل العاج تعرض بلاده لضغوط من موسكو. ومثل دول آفريقية كثيرة امتنعت رواندا عن التصويت في حين لم تشارك ساحل العاج .