بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذي يقوده أبو بكر البغدادي التخطيط للتواجد على أرض مصر، وإعادة رسم خريطة الدم والاغتيالات من جديد، ووقع اختياره على سيناء لتصبح المحطة الأولى له بمصر، بعدما نجح بالتواجد بالأنبار في العراق، وشمال سوريا، ولبنان والأردن من قبل. وكشفت مصادر سيادية مطلعة، أن الأمن المصري ألقى القبض على خلية تابعة لتنظيم "داعش" وأكدت التحقيقات تلقيهم لأوامر من أبو بكر البغدادي للبدء تنفيذ عمليات مسلحة داخل الحدود المصرية. وأشار موقع «لونج وار جورنال» المهتم بالجماعات الإرهابية، مؤخرا، إلى وجود فيديو ل«داعش» تم من خلاله توجيه كلمة إلى جهاديين بسيناء، يدعوهم من خلاله إلى «التعاون من أجل إنشاء دولة الله، نحن وأنتم واحد»، وطالبهم من خلاله بالصبر لتحقيق مسعاهم، مضيفا: «الجهاد وسيلة تأسيس دولة الله». ودعا من خلال الفيديو أحد أعضاء "داعش"، المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة الإسلامية على حد قوله قائلا: "هيهات أن يطبق الإسلام في مصر بغير جهاد طويل ومرير". وأوضح الفيديو الذي قامت ببثه الجماعة على اليوتيوب، أن التجربة الديمقراطية أثبتت فشلها في بلدان المسلمين، لأن الذين ينجحون عبر الصناديق لا يرضي اليهود والأمريكان وقوى الشر عنهم، كما أن الديمقراطية فكرة مشوهة لأن الحركات الإسلامية لا تمتلك القوى العسكرية والمادية للدفاع عن ممتلكاتها. يذكر أن أول زعيم لما يسمى بتنظيم داعش هو أبو مصعب الزرقاوى، الذي قام في أغسطس عام 2007 بأكبر عمل إرهابي راح ضحيته 796 قتيلًا، و1562 جريحًا من الشيعة العراقيين، وأهل الأنبار، في 4 انفجارات متتالية. وحينما انسحبت القوات الأمريكية من العراق قامت الحكومة العراقية الجديدة بتسريح مقاتلين سنة من الجيش، فانضموا إلى صفوف الدولة الإسلامية في العراق التي ترأسها أبو عمر البغدادي، الذي قتل فيما بعد وتولى قيادة التنظيم بدلًا منه أبو بكر البغدادى، عام 2011 وشهد عهد أبي بكر توسعًا في العمليات النوعية المتزامنة (كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت). وبعد الأحداث الجارية في سوريا، وتحديدًا في يوم 15 فبراير 2012، أصدر أيمن الظواهرى بيانًا طالب فيه مقاتلي العراق بالجهاد في سوريا، فكلف البغدادي محمد الجولانى بتشكيل جبهة من المقاتلين، فنجح الأخير في ذلك، وتم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا. وفي شهر أبريل عام 2013 أعلن أبو بكر البغدادي دمج التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، لكن الجولانى رفض ذلك، معتبرًا أن قيادته الحقيقية هي الظواهرى، فيما اعتبر البغدادى أن هناك فرقًا بين إمارة الحكم وإمارة التنظيم، وأنه هو الحاكم الجديد للأنبار ومناطق كثيرة في العراق، وأن على الجولانى أن يتبعه وإلا يعتبر خارجًا عن الطاعة. واحتدمت الخلافات بين جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام التي سيطرت على مناطق أخرى بشمال سوريا، ووقعت معارك ومجازر بينهما، حتى أعلنت القيادة العامة لتنظيم "القاعدة" أنه "لا صلة لها بجماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام)"، المعروفة اختصارا ب"داعش". وأكدت القيادة العامة للقاعدة في بيان رسمي بثه (مركز الفجر للإعلام) أنها لم "تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها، ولذا فهي ليست فرعًا من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسئولة عن تصرفاتها". البوابة نيوز